إن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، يمكن اعتباره بالخطاب الحقوقي والإنساني و الاجتماعي، حيث جعل الشباب محورا أساسيا في خطابه السامي وأعطى للبعد الحقوقي والاجتماعي دورا أساسيا في الإصلاحات المقبلة، وهنا يتبين أن اهتمامات جلالة الملك بالشباب حاضرة بقوة في جميع خطاباته الأخيرة، باعتبار أن الشباب عنصرا أساسيا في التنمية. ويستنبط من الخطاب الملكي انه لا يمكن النهوض بوضعية الشباب وتكريس حقوقهم الاجتماعية وعلى رأسها الحق في الشغل دون إصلاح شامل لقطاع التربية والتكوين وتشجيع الاستثمار والمقاولة المواطنة وخلق شراكة قوية بين القطاعين العام و الخاص والنهوض بالقطاع الفلاحي بالعالم القروي، لخلق مناصب شغل للشباب بهذا العالم، حتى لا يضطر إلى اللجوء إلى الهجرة السرية. لأن نسبة كبيرة من الشباب الذين يلجأون للهجرة غير الشرعية هم من العالم القروي والمناطق المهمشة. كما دعا جلالة الملك الحكومة و البرلمان الى التفكير الجيد لوضع سياسات عمومية و تشريعات تهم النهوض بالشغل والقطاع الفلاحي والقطاع العقاري أيضا. ودعا مجددا إلى بلورة نموذج تنموي وطني قادر على مسايرة التغيرات والتطورات الوطنية والعالمية من خلال لجنة خاصة ستشكل لهذا الغرض. كما اعتبر جلالته أن الخدمة العسكرية واجبا وطنيا على كل المغاربة بدون استثناء، ستساهم في تكوين شباب يتحلى بروح المسؤولية و الوطنية وخلق آفاق الترقي و الاندماج في الحياة المهنية. كما دعا جلالة الملك المواطنين الى التحلي بالوطنية الصادقة ضد أعداء الوحدة ودعاة الفتنة و التقسيم، وحث رجال الدولة على القيام بمهامهم بصدق ونزاهة ونكران الذات.