تتكاثر و تتقاطر التبريكات بين الجميع قبل و أثناء وبعد حلول العيد، بجميع الطرق و بكل الأشكال. الكل مبتسم وفرح يتبادل أسمى عبارات "الصواب" ليبرهن انه بارع في مجاملة غيره من الأهل و الأحباب و الجيران، حتى أنك تجد من يبرر تصرفات أبنائه الصغار ممن لا يجيدون هذا الفعل قائلا:"العيال دابا والو امساكن فالصواب". العادة بطبيعة الحال حميدة، و ديننا الحنيف شدد عليها فجعل من شروط اكتمال هذه السنة ربطها بصلة الأرحام، أرحام نتشاركها بين ذووي القربى و الجيران و بني ملتنا جميعا، و بين هؤلاء نتغاضى عن أناس يكرسون كل عيد وقتهم و جهدهم وقوتهم لجمع نفايانا. عمال النظافة هم أحق في نظري بلقائنا بهم أينما وجدناهم منهمكين في جمع ما نقوم بطرحه كي نبارك لهم العيد و بخالص العبارات و أجلها لأنهم يتركون منازلهم و أبناءهم وقت ما نكون منشغلين برص الموائد في أجمل حلة والتجمع حولها ليجمعوا قمامتنا التي تفوح بأكره الروائح خصوصا في عز الصيف لتسد شهيتهم يوم عيد مرتكز على الأكل. أما إذا تناولنا بالحديث أجورهم عن هذا العمل الذي لا يقدر بثمن فذاك موضوع آخر قد يحرج الشركات الوصية التي تتهافت على هذا القطاع لما تحصل عليه من إيرادات تجعلها في حالة سعار وقت الصفقات. لهؤلاء نقول "لكم منا أجمل التحايا و التبريكات ودامت لكم الصحة و العافية ياخدام الوطن الحقيقيون، و جزاكم الله بالخير العميم لما تقومون به من مجهودات لهذه الأمة و كل عام و أنتم بألف خير و عيدكم مبارك سعيد".