ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب والفنون ترأست الشريفة للا مليكة العلوي وألكسندر باجون مدير المركز الثقافي الفرنسي ليلة أمس الأربعاء ثامن ماي حفل بهيج بقاعة ديلاكروا أقيم بمناسبة افتتاح معرض الفنان التشكيلي سعيد ورزاز ، هذه التظاهرة الفنية التي جذبت العديد من الشخصيات الوازنة والتي سجلت هذه المناسبة حضور ثلة من الفنانين والمثقفين والمهتمين ، تعرفوا من قرب عن الفنان سعيد ورزاز وبعض أعماله الإبداعية بكل مراحله الحياتية التي بدأها منذ أكثر من ثلاثين سنة ، هذه اللوحات التشكيلية التي تمت إماطة اللثام عنها في هذا اللقاء التشكيلي تعكس صور واقعية من سيرة فنان وذاكرة منطقة ( الصويرة ) ، تتيح للزائر فرصة قراءة العديد من المواضيع والعبارات عبر أبجديات اللون التي تغريك بالمغامرة لتسلك طرقا وعرة ومعقدة من خلال خطوط متشعبة تارة تصعد وتارة أخرى تهبط تارة تهدأ وتارة تخفت وتارة تفتح و تارة تغلق ، لتترجم للقارئ والمتتبع ماهية هذا الفنان العصامي الذي يتقن لغة الفرشاة واللون بكل حرفنة واحترافية ، وهو لا يفقه في أدب الحروف لا قليلا ولا كثيرا . سعيد ورزاز فنان عصامي أبصر النور بضواحي الصويرة سنة 1965 أخلص للأرض التي أغرقها بعرق جبينه ، وهو ابن البادية فلاح المنشأ ، تحدى الفقر ومشكل الأمية ، في سبيل أن يحترف المجال الذي تفرغ له رسميا منذ سنة 1986 ، وحقق بذلك أول معرض له سنة 1993 ، ومنذ ذلك الحين وهو يحقق العديد من الإنجازات والإبداعات الناجحة التي ترجمتها العديد من المعارض داخل الوطن وخارجه ، وفي هذا الباب نذكر له القليل من كثير من خلال مساهمته في معارض جماعية أو فردية على مستوى أوربا أو القارات الأخرى فهناك على سبيل المثال لا الحصر العديد من الدول التي استقبلت الفنان سعيد ورزاز منها هولندا ، سويسرا ، فرنسا ، سنغافورا ودول أخرى عبر العالم ، وبالنسبة لمعرضه الأول بمدينة طنجة أكد سعيد ورزاز في حديث خاص للجريدة ، أنه جد مسرور وعبر عن انبهاره بحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة التي لقيها بمدينة طنجة التي أطلق عليها لقب "بوغاز الفنون" . وفي نبذة مقتضبة عن حياته لم ينسى أبدا الفنان سعيد ورزاز ذكر أستاذه ومكتشفه الفنان والأديب الدينماركي فريدريك داميار الذي استقر بعد عودته من إيران بمدينة الصويرة حيث كان الأول من أخذ بيده ودعمه ماديا ومعنويا منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ، ليصل إلى وصل إليه اليوم من تألق على المستوى الوطني والدولي ، وفي إشارة أخرى أوضح ورزاز أن بدايته كانت عبارة عن محاولات بسيطة كانت مجسدة على الحجر ، وهي انطلاقة صلبة ومتينة رمت به إلى أحضان اللوحة التي باتت هي ملاذه وموطنه إلى غاية الساعة ، ومن خلال أعماله تتجلى ملامح بعض التأثيرات النابعة من اللاشعور بالفنان العالمي الأمريكي بولوك جاكسون فهو يبدع بأسلوب تجريدي وتصويري بلوحات تحمل رموز مؤثرة مفعمة بالإشارية ، وهذا ما لا يقضي بتصنيف هذا الإتجاه الفني بالعادي ، بل إنها تجربة فريدة ربما لا يوجد لها نظير بالعالم ، وهي تجربة " صويرية " كما أسماها أستاذه فريدريك داميير . القندوسي محمد