توجه الادريسي محمد على الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس الجمعة الموافق 27 يوليوز ليحضر دورة المجلس البلدي لمدينة أصيلة ، و قد كان الادريسي و هو يشغل منصب نائب الكاتب المحلي لحزب العدالة و التنمية مكلفا من طرف حزبه بصياغة تقرير حول أشغال الدورة. الا أن السلطة المحلية منعته من حضور الدورة بدعوى أنها مغلقة، ليقرر الادريسي خوض اعتصام بباب مركز الملتقيات الدولية حيث انعقدت دورة. لقد تحدى الادريسي حرارة الصيف و وطأة الصوم في اصرار قل مثيله على التعبير عن موقفه الرافض لسياسة حجب المعلومات من طرف المجلس ، في الوقت الذي كان أغلبنا لازال يتقلب في فراشه ، و قد أثار منظر هذا الرجل الجالس في قارعة الطريق حاملا لافتتين صغيرتين و بشكل سلمي استغراب المصلين الذين قصدوا المسجد الأعظم لأداء صلاة الجمعة و ذلك لغياب ثقافة الاحتجاج الصامت ، بعد أن ارتبط مفهوم الاحتجاج بالخروج الى الشارع و ترديد الشعارات. الدورة المنعقدة خصصت لمناقشة مشروع انشاء مركب للصناعة التقليدية ، و قد جاءت مغلقة استجابة لطلب ثلاثة مستشارين من أغلبية رئيس المجلس محمد بنعيسى . جدير بالذكر أن هذه هي الدورة الثالثة التي تعقد بشكل سري ، والتي غاب عنها كما العادة رئيس المجلس البلدي الذي يستهتر بشؤون المواطنين. الادريسي بعمله هذا كرس لثقافة جديدة من الاحتجاج تهتم بالكيف و ليس الكم كما هو سائد ، و ربما يكون هذا انطلاقة جديدة للعمل النضالي بعد فتور طويل ، ما دامت القضية عادلة فلابد من الاستمرار على الدرب حتى اقتلاع الفساد من جذوره.