تقع قرية الدشيرة على محاداة وادي الساقية الحمراء حوالي 25 كلم شمال مدينة العيون، و تعرف كثافة سكانية تزيد عن 3000 نسمة. و جل السكان هم من الرعاة. شيدت الدولة بقرية الدشيرة مدرسة صغيرة جدا، و بعض المحلات لتوزيعها على الساكنة للحفاظ على الاستقرار. كما شيدت بعض البنى التحتية القليلة مثل مركز للبريد، و مستوصف صغير أيضا. قصدنا قرية الدشيرة لنقف على حقيقة الأمر. و اصطدمنا بواقع مر جدا، تقشعر له الأبدان، و لا تقبله الضمائر الحية. -الطريق الواحدة الرابطة بين قرية الدشيرة و العيون تعود لعهد الإسبان. و قد كان لنا حظنا من المعاناة مع كثرة المطبات و الحفر التي تعج بها الطريق، و التي لا تفوق في عدة نقاط مترين. أما الشبه طريق المتواجدة داخل القرية لبضعة أمتار، فهي الأخرى من أطلال طرقات الاستعمار الإسباني. - المدرسة الصغيرة الوحيدة، - يقول أحد السكان – أن الأساتذة يتغيبون كثيرا، اللهم معلما واحدا (س)، هو الذي يسجل له حضوره المتميز، مقارنة بالآخرين. - القرية: بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تبدو قرية الدشيرة كقرية بدائية في زمن ما بعد الحداثة و ما بعد العولمة، خالية من كل شيء، إلا من بيوت قصديرية أو طينية مهترئة، و شيخ يسوق حماره نحو المجهول، و سيدة تعدو بسرعة السلحفاة وراء معزتين ضعيفتين، و هكذا تتوسط القرية بيوت عبارة عن أطلال خبيثة المنظر، ما إن تلقي نظرك على إحداها، حتى تأخذك حيرة، و تسائل نفسك إن كانت هذه القرية من زماننا هذا. - أطفال القرية: لا حديث عن حقوق الطفل في هذه القرية، لا هاتف و لا اهتمام، و لا مجال للكلام على حق الطفل في اللعب و الحدائق و الخبز و الاستحمام و الأنترنت... -المستوصف: يفتقر لأدنى شروط التطبيب، ممرض وحيد معين لتلك الوظيفة، لا يكفي إلا للتدخلات الخفيفة العادية جدا، فيما تبقى مدينة العيون هي الملاذ الوحيد لكل مريض و مريضة، و مع انعدام وسائل النقل، فالحالة مثيرة جدا للشفقة، و التساؤل... وسائل النقل الخاصة هي المعول عليها في التنقل إلى مدينة العيون لجلب ما تحتاجه الساكنة من خضر و "زون" و غيرهما من وسائل العيش. و أخيرا، بما أن هذه الجماعة قد مر على ترأسها أشخاص عديدين، و منذ سنة 1975 و هي على تلك الحال، فلماذا لا يحاسب السابقون على الأموال الباهضة التي خصصت لتلك القرية على شكل منح تقدر ب"400 مليون سنويا، و أين صرفت، و ما ذنب الساكنة حتى تنتهك حرماتها و تبخس حقها على مر أزيد من 30 سنة.