بعد مهزلة مبارة توظيف مساعد مقتصد !!

الحسين ابلا
oubella2010@hotmail.com
www.guelmim.co.cc


6:20 _ إستيقظت باكرا إستعدادا للمباراة المرتقبة لشغل وظيفة مساعد مقتصد .. اغلب الدكاكين الموجود في حين لازالت ابوابها موصدة ، مما اجبرني ان افطر بالخبز" البايت" و الشاي و الزيت " لعلهما يفتحان حنجرتي التي تشبه القفل " .. إتجهت مسرعا صوب الشارع الرئيسي لعلي أظفر بسيارة أجرة فارغة .. عند خروجي نسيت أن أحمل معي بطاقة الهوية لم اتذكرها الا بعد ان وضعت قدمي بباب مؤسسة 'عبد الله بن ياسين' وعدت أدراجي مسرعا نحو البيت .. سائق سيارة الاجرة في لحظة إرتباكي يساوم في الثمن مستغلا موقفي دخلت في نقاش معه على ان عمله يعد إحتكارا يحرمه ديننا الحنيف .. من كثرة الارتباك و العجلة التي كنت فيها أحضرت معي بطاقة هوية والدي ، والغريب في الامر أني لم أنتبه لها إلا بعد أن قطعت مسافة نصف كيلومتر تقريبا .. عدت مرة اخرى الى البيت وكلام السائق ثقب مسامعي بل إنقلب علي كما تنقلب اللبوءة على فريستها .. وأكد لي ان هذه المباراة ليست خيرا بالنسبة لي _حسب إعتقاده_.
8:10 _ داخل القاعة .. الجو هادئ اغلب المترشحين إناث يتجاوز عمر احداهن 30 سنة حلمهن أن يصبحن مساعدات مقتصد .. تجلس أمامي شابة ببشرة سمراء في حدود العشرينيات من عمرها رغم ان فمها يقول غير ذلك فاسنانها أكلهم الدهر وشرب ، بضع انياب هي التي تؤثث فكها ، تغلب عليها لهجتها الامازيغية .. في الخلف مني تجلس شابة بهندام مرتب من قرية أداي جماعة افران الاطلس الصغير ، الخجل و الابتسامة يكسوان محياها ..لها نفس اسمي العائلي .. الاستاذ الحارس رجل عجوز بعض الشي في حدود الستينيات من العمر أو اكثر أسمر البشرة بقامة طويلة لا يفقه في اللغة الفرنسية أي شيء ببصارات لا تبصر سوى موضع قدمه .. لا اعلم عن وظيفته إلا انها لن تكون بعيدة من "شاوش" او شي من هذا القبيل يذكرني بشخصية خالي عمارة .
9:00 _ كنت أظن في البداية أن الامر سيتغرق مني ساعتان حتى اخد بخاطر والدتي لأجد نفسي امام يوم باكمله اربع إمتحانات و السلم التوظيف خمسة أتصور سلم 10 كم من إمتحان سنجتاز .. كان الموعد في البداية مع موضوع حول المبادئ التي يجب ان يتحلى بها الموظف للارتقاء بالمؤسسة العمومية .. و الامتحان الثاني عبارة عن إختبار للمستوى الرابع إبتدائي كلمات مثل : لؤلؤ و جمع شجرة كلمات تافهة يحاولون ان يوقعون بها في مصيدة الأخطأ.

14.30_ لم اعتد أن اجالس الفتيات في حديثهم إلا اني اليوم اجد نفسي اناقش و استمع الى - ترهاتهن - عفوا أقصد حديث النسوان كما يسمها المصريون .. مجازة و تقنية في المحاسبة وإحداهن تنتظر فارس احلامها الذي قد ياتي او لا يأتي .. بصراحة رغم ان الجو كئيب بعض الشيء الا اني إندمجت بسرعة في قسم للفتيات إن صح التعبير .. الان ننتظر اسئلة للغة الفرنسية التي قد تعدنا بمفاجئة ستجعل من هؤلاء الشابات معصرة لزيت كل واحدة منهن وما جادت بها قريحتها من لتر الى حدود لترين .. للاسف لم يكن تقديري صحيحا فالخطة تغيرت وجدنا أنفسنا امام ابتكارات العالم الخوار زمي *الرياضيات* الا ان شي لم يتغير تغير اللون و المذاق فقط من الزيت البلدي الى زيت المائدة ..

16:18_ مرت معادلات الرياضية من نشر وتبسيط بما لها وما عليها .. الكل يطمح الإنتزاع مقعده في هذه الوظيفة التي يتبارى على 6 مقعد منها حوالي 2303 مترشح .. اضحوكة اخرى تنضاف الى أضحوكات الدولة التي تسعى إلى إستثمارها في نفوس شبابها الذي تنخره البطالة - وقلة ما يدار - .

ينتابني حزن عميق و انا ارى شبابا من مختلف الاعمار يصارعون الاقلام و الاوراق للإجابة على اسطر قد تكون معدة سالف لأحدهم بشرحها و طرحها .. * مغربنا لا يشجع إلا على الاتكالية و الفلوس و الوجوه أما شي حاجة اوخرى غار بخر بيها لعل وعسى تشفي راسك من إيمانك بأكاذيب الساسة هد البلاد*

*(أعتذر لكم عن الاخطأ الاملائية نظرا لاني لا اجيد استعمال ملامس حاسوب لا تتوفر على حروف باللغة العربية)*
*(إسمحو لي ان اوجه التحية الى كل المترشحين الذين اجتازوا معي هذه المهزلة واخص بالذكر الاخت عيشة منت طانطان)*
*(كما لا انسى ان ارحب بآرائكم و بإنتقاداتكم حتى و لو كانت في شخصي عبر البريد الالكتروني )*