قالت الدكتورة لبنى بنيس، أخصائية أمراض الغدد والسكري والتغذية، في تصريح ل "رسالة24″، إن السكري من النوع الخامس يمثل تحديا صحيا متزايدا بين كبار السن، يستوجب تشخيصا دقيقا وعلاجا مخصصا يتضمن تغييرات في نمط الحياة والأدوية الملائمة. وتسلط هذه المادة الضوء على الخصائص المميزة لهذا النوع من السكري، أهم عوامل الإصابة وسبل التشخيص والعلاج استنادا إلى أحدث الدراسات الطبية. قالت الدكتورة لبنى بنيس، أخصائية أمراض الغدد، إن مرض السكري له عدة أنواع، منها النوع الذي يصيب كبار السن عادة، ويتميز بعدم ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل كبير، مع قلة المضاعفات مقارنة بالأنواع الأخرى. وعند مقارنة هذا النوع بالنوع الأول من السكري، الذي يصيب غالبا الأطفال والمراهقين، يظهر اختلاف جوهري، إذ إن النوع الأول ينجم عن نقص حاد في هرمون الإنسولين نتيجة تدمير خلايا البنكرياس المنتجة له بواسطة الأجسام المضادة الذاتية، مما يؤدي إلى توقف هذه الخلايا عن العمل. لذلك، يحتاج مرضى النوع الأول إلى علاج دائم بالإنسولين عن طريق الحقن. أما عوامل الإصابة بالنوع الخامس من السكري فتشمل التقدم في العمر، حيث تضعف وظيفة البنكرياس مع مرور الوقت، وينخفض إفراز الإنسولين، مما يؤدي إلى اضطراب تنظيم السكر في الدم. ويزداد خطر هذا النوع بوجود نظام غذائي غير متوازن، كما هو شائع في بعض المجتمعات التي تعتمد على كميات كبيرة من النشويات والسكريات، مثل الخبز الذي يعد غذاء أساسيا. تشخيص النوع الخامس من السكري يتم من خلال تحاليل دم تشمل قياس نسبة السكر الصائم، أو تحليل الهيموغلوبين الغليكوزيل (HbA1c)، الذي يعكس متوسط مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. تنصح لبنى بنيس، باستخدام أدوية مخففة لتجنب انخفاض حاد في نسبة السكر (نقص السكر)، لما لذلك من مضاعفات خطيرة على القلب. كما يشجع على اتباع نظام غذائي متوازن مع تقليل تناول الخبز والسكريات، إضافة إلى ممارسة نشاط بدني معتدل كالمشي، لتجنب الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة. وفي الحالات المتقدمة أو المصاحبة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض الكلى يجب أن يكون اختيار العلاج تحت إشراف طبي دقيق لتجنب التداخلات الدوائية والآثار الجانبية. السكري من النوع الخامس يعرف أيضا باسم السكري المرتبط بالشيخوخة أو السكري النمط 2 المتأخر، وهو مرض معقد ينتج عن تفاعل بين عوامل بيولوجية وبيئية، ويتسم بضعف في استجابة الخلايا للإنسولين "مقاومة الإنسولين" إلى جانب انخفاض تدريجي في إنتاج الأنسولين من البنكرياس. يختلف هذا النوع عن النوع الأول الذي ينجم أساسا عن نقص كامل في الإنسولين، وهو أكثر شيوعا بين كبار السن الذين يعانون من السمنة أو تاريخ عائلي للمرض. وفي سياق متصل، تشير دراسات طبية إلى أن مقاومة الإنسولين وزيادة الوزن "خصوصا الدهون الحشوية حول البطن" تلعب دورا رئيسيا في ظهور السكري من النوع الخامس. كما أن الالتهابات المزمنة، قلة النشاط البدني، والعوامل الوراثية تسهم في زيادة فرص الإصابة. علاوة على ذلك، يرتبط هذا النوع بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذا فإن السيطرة على العوامل المسببة أمر بالغ الأهمية. وفقا لدراسة نشرت في مجلة "Diabetes Care" عام 2024، والتي راقبت مجموعة من كبار السن المصابين بالسكري من النوع الخامس على مدى خمس سنوات، تبين أن الالتزام بنمط حياة صحي متوازن مع علاج دوائي مناسب يقلل من معدلات المضاعفات القلبية الوعائية بنسبة 30 بالمئة، كما يحسن من جودة حياة المرضى بشكل ملحوظ وأكدت الدراسة أن المراقبة المنتظمة لمستوى الهيموغلوبين الغليكوزيلي (HbA1c) وتعديل العلاج حسب النتائج من العوامل الرئيسية في نجاح السيطرة على المرض.