أشرف محمد المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل، بحضور والي جهة الدارالبيضاءسطات وعمدة الدارالبيضاء نبيلة الرميلي ورئيس مجلس الجهة عبد اللطيف معزوز ومنتخبين، أمس السبت 18 نونبر الجاري، على افتتاح أقدم كنيسة بالدارالبيضاء المسماة "كاتدرائية القلب المقدس" بعد 8 سنوات من الأشغال. وواكب تدشين افتتاح الكنسية، توقيع الوزير بنسعيد على ثلاث اتفاقيات مع رئيسة مجلس جماعة الدارالبيضاء وشركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات، تتعلق بالنهوض بالأنشطة الثقافية والفنية بالمدينة. وتروم الاتفاقية الأولى والثانية المبرمة بين الوزارة وجماعة الدارالبيضاء وشركة التنمية المحلية بتنظيم تظاهرات ثقافية والإشراف عليها وتأهيل البنيات التحتية الثقافية والتراث المعماري التاريخي للمدينة. وتتعلق الاتفاقية الثالثة، التي تجمع بين هذه الأطراف الثلاث، منح شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات "كازا ايفنت" مهمة تنشيط وصيانة كنيسة القلب المقدس ومختلف بنياتها التحتية. ودامت أشغال تأهيل وإصلاح كاتدرائية "القلب المقدس" ل 8 سنوات، إذ اهتمت أشغال تأهيلها بأدق التفاصيل التي تحترم الطابع المعماري لهذا المبنى التاريخي الذي يجسد التعايش الديني والتسامح بالعاصمة الاقتصادية. وبلغت تكلفة التأهيل الإجمالية 25 مليون درهم، تندرج فيها الميزانية والدراسات والأشغال، حيث جرى توقيع اتفاقية شراكة بين مدينة أمستردام في يونيو 2015. وأنجز المشروع في تكامل مع مشروع إعادة تأهيل حديقة الجامعة العربية، "وذلك بهدف تقوية وترميم بناياتها الملحقة بها، وتحوليها إلى فضاء ثقافي متعدد الاستعمالات". ويعود تاريخ كاتدرائية الدارالبيضاء أو كنيسة القلب المقدس الواقعة على مستوى شارع مولاي يوسف والمشيدة على يد المهندس المعماري بول تورنون، إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وهي من أكبر الكنائس التي ظلت بالمغرب بعد الاستقلال. وأصبحت الكنيسة، بعد الاستقلال في 1956 بعد جلاء الجالية المستعمرة، تحفة معمارية ومركزا ثقافيا بالدارالبيضاء، إلى جانب أهميتها الدينية والثقافية، وتميز بنائها بطابع أوروبي، ووجودها بموقع استراتيجي يجذب إليها السياح من مختلف البقاع.
