في سياق الانشغال ب «الوضع العام» الذي آلت إليه الدارالبيضاء ، عبّر العديد من أبناء المدينة، من أحياء / مقاطعات مختلفة ، في «تصريحات» للجريدة ، عن خيبة كبيرة وعدم الرضى، حيث أن جلهم افتتح حديثه بعبارات من قبيل « بدأنا نشتاق إلى مؤسساتنا المغربية الصرفة، نشتاق إلى (لاراد) التي لم تكن تحتسب فاتورة الماء شهريا، لأن مدينتنا بها وفرة الماء في جوف أراضيها، نشتاق إلى (زمّارة) أصحاب النظافة الذين يمرون عبر كل الأزقة والشوارع ، مع وفرة حتى في عمالها، نشتاق إلى عمال الأغراس ولباسهم الجميل في حراستهم للحدائق، نشتاق إلى شاحنة الجماعة التي كانت باستمرار تراقب الإنارة العمومية، في حين أصبحت الدار البيضاء اليوم مظلمة ، نتيجة تفويتات خاسرة بامتياز لشركات همها الوحيد هو جمع الاموال عوض الأزبال وإنارة الأزقة والشوارع.. وإرسالها إلى بلدانها التي تعيش أزمات اقتصادية»! وعلى ذكر هذه الشركات، فقد أصبح لها محامون من المنتخبين يدافعون عنها بقوة غريبة، كما هو شأن محمد ساجد رئيس الجماعة الحضرية، الذي عمل كل ما في مستطاعه خلال الأيام التي تلت كارثة الدار البيضاء من أجل عدم حضور المدير العام لشركة ليدك في الدورة الاستثنائية التي لم يكتب لها الاكتمال! وموقف الدفاع المستميت هذا أثار استغراب جل المتتبعين، كما علق عليه أحد أعضاء المجلس قائلا : «إنه ليدك بعينها، حيث المصالح متشابكة» ، علما بأن الشركة حاولت «تبرئة نفسها عبر بعض البلاغات التي تم تعميمها على وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة...» بل ذهب بعض مسؤوليها حد تحميل المنتخبين «مسؤولية هشاشة البنية التحتية للمدينة، و تعثر المشاريع الكبرى..»! تبادل التهم حول تحمل المسؤولية في عاصمة البلاد الاقتصادية، جعل المتتبعين للشأن المحلي، يطرحون حقيقة أبعاد ومرامي هذه «المسرحية»، خصوصا وأن الجميع يدرك أن استقدام ليدك إلى الدار البيضاء كان بهدف معالجة نقائص البنية التحتية وليس فقط توزيع الماء والكهرباء! وفي سياق القدرة على «تحمل المسؤولية»، وبعيدا عن إطلاق التصريحات «الغليظة»، تساءل بعض المواطنين، المنحدرين من قبائل تارودانت: كيف يمكن أن ينجح «مسؤول» في تدبير معضلات شائكة ل«قاطرة البلاد اقتصاديا»، وإيجاد حلول تستجيب لانتظارات الملايين، في وقت عجز فيه عن إيصال «صرخات» الساكنة التي «يمثلها» إلى قبة البرلمان؟! إذ أنه، يضيف هؤلاء، لولا تضحيات المهاجرين من أبناء هذه القبائل (إذاوزكري نموذجا) من خلال جمعياتهم، إلى جانب العاملين بمختلف المدن المغربية، لظلت تعاني من قساوة العزلة وافتقارها للحد الأدنى من وسائل العيش الكريم؟!