دعا محمد حصاد، وزير الداخلية، البرلمانيين إلى الكف عن المزايدات بخصوص ضحايا الفيضانات، وذلك في رده على تعقيبات النواب على سؤال محوري بمجلس النواب أول أمس، عندما قال: «لا يجب أن يكون هذا الموضوع محط مزايدة من أي أحد، فمن مسؤوليتي الدفاع والحديث عما قام به المسؤولون في عين المكان ليل نهار، وهذه الكوارث لا تقع بالمغرب، بل في عدد من الدول، آخرها فرنسا التي توفي بها 13 شخصا خلال يومين». واستغرب حصاد من مخاطرة أصحاب النقل العمومي وعموم الناس بأرواحهم، إذ لم يأبهوا لإنذارات النشرة الجوية ولا لتحذيرات مسؤولي السلطات المحلية، موضحا أنه «يحمد الله أن عدد الموتى لم يكن أكثر بسبب عدم اكتراث الناس لما يحدث بمحيطهم، إذ خرجوا للتفرج على الفيضانات بجانب الوديان، وذلك وفق ما شاهده على موقع «اليوتوب». وكشف وزير الداخلية أن الجنرال حسني بنسليمان اتصل به عندما كانت أسرة عالقة بالوادي في سيارة للنقل العمومي، وأخبره عن قراره متابعة السائق الذي خاطر بأرواح الناس، لكن مع الأسف «جاءت محاكمة إلهية» يقول حصاد، في إشارة منه إلى أن السائق قضى بدوره نحبه رفقة الركاب. من جهته، طالب عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق للوقوف على حقيقة الوضع وترتيب المسؤولية، داعيا إلى إعلان يوم حداد وطني على الضحايا. وطالب بوانو بعدم استغلال هذه الفاجعة سياسيا، وقال إن هذه الأخيرة تتطلب الوقوف على الاختلالات والتوصل إلى حل جذري لهذه الكارثة التي راح ضحيتها عدد من المواطنين». من جهته، حمل مولود بركايو، عضو فريق الاتحاد الدستوري، الحكومة المسؤولية عما يقع من كوارث، خصوصا في المناطق النائية، قائلا: «إن الحكومة غائبة والوزراء منشغلون بالحملات الانتخابية والولائم، وعلى الحكومة أن تقدم استقالتها». وبدورها انتقدت نبيلة بنعمر، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، الطريقة المهينة التي تم بها التعامل مع الضحايا والجثث، إذ تم حملهم في شاحنات الأزبال، مسجلة عدم تفاعل الحكومة مع النشرة الإنذارية، إلى جانب ضعف البنيات التحتية. وتحدث وزير الداخلية، في جوابه عن أسئلة الفرق البرلمانية، عن أن حجم الأمطار كان استثنائيا بكل المقاييس، فكانت الحصيلة وفاة 36 شخصا وإنقاذ 432 حالات عدد منهم كانت خطيرة منهم 94 تم إنقاذهم بواسطة المروحيات. وأوضح الوزير أن الحصيلة في البداية كانت لا تتعدى أربعة أشخاص غير أنها ارتفعت يوم السبت الماضي بعدما تعمد 15 راكبا أن يمروا من طريق مغمور بالمياه دون أن يأبهوا لتحذيرات الدرك الملكي.