قال رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في تصريح ل"جديد بريس" إن تجاوز مشكل السكن مستقبلا يتطلب منا اليوم اتخاذ قرارات شجاعة للسير في الاتجاهات الصحيحة مهما كان ثمنها. وأضاف في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الوزاري الإفريقي للإسكان والتنمية الحضرية يوم الأربعاء 11 ماي 2016 بالرباط، أن المدينة قد اختلفت اليوم عما كانت عليه في السنين القليلة الماضية، حيث كان التعاون الاجتماعي سائدا ، وكان الغني يحمل الخروف لبيت الفقير سرا، وكانت المدينة تعيش في انسجام تام. وكذلك حال البادية التي كانت تبنى بيوتها في يوم واحد أو في أيام قليلة بتعاون من كل سكانها" يردف بن كيران ، ومنبها إلى الإشكاليات التي أنشأتها المدينة ولا بد لها من قرارات مناسبة وسريعة. ووصف ابن كيران المدينة العصرية بالفخ، فلا تستطيع، يعلق بن كيران، "أن تترك ابنك خارج البيت كما كان هول الحال مع "الزنقة". مضيفا أن أخلاقا عصرية جديدة قد تولدت ولم تكن موجودة قبل 10 سنوات خلت وتحتاج لمقاربات مناسبة. وصرح رئيس الحكومة بأن المقاربة التقليدية قد تكسرت مع مجيء الاستعمار الذي بنى كبريات الفيلات في السويسي والمتوسطة في أكدال وجعل من حي يعقوب المنصور والمحيط أحياء للفئات الفقيرة. وفي السياق ذاته أصبح السكن حسب رأي بن كيران " مرتكزا على أساس التمييز وهي مقاربة لم تكن في ثقافتنا ". داعيا إلى توفير إمكانيات كبيرة للمدن مما يتيح استثمارات أكثر ، مع ضرورة أن تؤدي الساكنة الميسورة ثمن الخدمات التي يتم الاستمتاع بها في المدينة بقدر أكبر من الساكنة المتواضعة، مرتكزا في ذلك إلى مبدأ العدل . ودعا ابن كيران إلى " مراجعة طريقة عيشنا.. فالعالم ينطلق من توجه غير منطقي ويدعو للحفاظ على البيئة دون البدء من الذات واعتبارها المسؤول الأول عن التغيير". واستدل ابن كيران بمصانع السيارات التي لا زالت تتنافس لصنع سيارات تسير بسرعة أكبر و تستهلك بنزينا أكثر، و تلوث البيئة بشكل أخطر ، وقس على ذلك كل المجالات" يردف ابن كيران. وأضاف رئيس الحكومة بأن المدينة ليست اليوم مجرد مجال للسكن، بل هي "منشئة للقيم والإشكاليات". وذكر في كلامه بواقعة عاش فصولها ، عند زيارته لإحدى "البراكات" ذات ليلة ممطرة بسبب مشكل اجتماعي ، ليجد أسرة فقيرة تعيش في أجواء مظلمة في مساحة 16 متر ، يقطن بالمكان المذكور زوجان عجوزان يظهر عليهما الفقر والحاجة ويبدو من ملامحهما الرضا ، لكن ابنهما القوي ذي 16 سنة لا تبدو عليه نفس علامات الارتياح والقبول، "وتساءلت" ، يقول رئيس الحكومة ، "عما يمكن أن يشعر به هذا الشاب حين يخرج للشارع ويدرك أنه يسكن في مكان غير لائق ويتناول أكلا غير لائق ، لا شك أنه سيكون مؤهلا يضيف المتحدث ، لكسب المال بأية طريقة وليصبح عرضة سهلة للإرهاب الذي يصور له وهم الوصول سريعا للجنة" ، حينها يقول بن كيران شعرت بخطر السكن غير اللائق..ولدى ركز الملك محمد السادس بعد أحداث 16 ماي على السكن باعتباره منتجا للإرهاب". وذكر ابن كيران بما تنقله كاميرات القنوات التلفزية عن حياة الأثرياء، متسائلا عن شعور الفقراء في المدن والقرى أمام ثراء البيوت الفارهة؟ وشدد رئيس الحكومة على ضرورة أن يتحمل العالم العربي كامل مسؤوليته، داعيا إياه لصياغة قناعاته وفق اعتقاداته الذاتية، دون الالتزام الحرفي بالمقترحات الأجنبية التي ننساق وراءها يقول بن كيران ، إما بسبب شعورنا بالضعف أو رغبة في الظفر بالإمدادات المالية. واستشهد ابن كيران بالملك الحسن الثاني رحمه الله الذي تفرد بقراراته وسياسته دون الالتزام الحرفي بما يرِدُ عليه ، وكذلك هي سياسة الملك محمد السادس يقول رئيس الحكومة.