كشفت دراسة أعدتها مجموعة « بوستون » الدولية للاستشارة، أن حظوظ المرأة المغربية في تعلم الكتابة والقراءة لا تتجاوز 60 في المائة، كما تتوفر فقط على فرصة واحدة من أصل أربع فرص للحصول على وظيفة، وفرصة واحدة من عشرة لتحمل مناصب المسؤولية في الادارات والمؤسسات. وأفادت الدراسة، التي استندت الى مسار 4 نساء شابات ولدن في عام 1990 في كل من (كوبنهاغن في الدنمارك والرياض في المملكة العربية السعودية والدار البيضاء في المغرب وأبيدجان في كوت ديفوار)، أن غالبية النساء الناشطات في المغرب، اللواتي تبلغ نسبتهن 25 في المائة، يشغلن مناصب كعاملات في المصانع، عاملات فلاحيات، وغير ذلك من المهن التي لا تتطلب تأهيل، كما أن 10 في المائة من نسبة النساء الناشطات هن اللواتي يشغلن مناصب المسؤولية في مؤسسات ودارات، فيما لا تتجاوز نسبة اللواتي أنشأن مقاولات 9 في المائة. الدراسة أظهرت أن هناك تفاوتات كبيرة وفرصا أقل بين الرجال والنساء من حيث الحصول على التعليم، والوصول إلى عالم سوق الشغل، وتقلد مناصب المسؤولية، كما ان النساء يتواجدن على هامش سوق الشغل. وعزت « ليزا افرس »، مدير التدبير بمجموعة « بوستون » للاستشارة هذه التفاوتات والفجوات إلى أسباب ثقافية، اجتماعية وتاريخية، حيث لازالت الخلفيات الثقافية الموروثة تتحكم في عدم ولوج الفتيات للتعليم والتكوين أولا، ولمناصب المسؤولية ثانيا، مما أنتج لنا مقولات وصور نمطية، تتحدث عن أن النساء غير مؤهلات »، وهو ما يفسر على حد قولها، سبب شغلها لمناصب « غير مؤثرة »، مع قدر أقل من المسؤولية، لا سيما في الفلاحةن والحرف اليدوية والنسيج والمنسوجات والعمل المنزلي و في القطاع غير المهيكل ». أسباب ضعف تقلد النساء لمناصب المسؤولية، يرجع أيضا بحسب الدراسة، الى سيطرة النظرة الذكورية داخل المؤسسات والادارات، وعدم ايلاء الاعتبار لمفهوم « الريادة النسائية » داخلها، حيث لا تشجع أغلب المؤسسات « ثقافة مؤسساتية » تقوم على اسناد المهام ومناصب المسؤولية للنساء. واعتبرت « ليزا افرس » أن العديد من الدراسات أظهرت اليوم أن غياب النساء عن مناصب المسؤولية يضيع على المؤسسات العديد من فرص التطور، كما أن المزواجة في اسناد المسؤوليات للنساء والرجال على حد سواء، والمساواة في ذلك، يحسن الإنتاجية والإبداع، والابتكار بشكل أفضل.