رغم النداءات...والالتماسات... والشكايات...والاحتجاجات....... -- ورغم الوعود المعسولة في شتى اللقاءات والمناسبات.......-- ورغم اختزان الفرشة لمياه وافرة ، عاينها أولو الأمر من كافة المستويات....... رغم هذا وذاك - إذن - لاتزال قريتا : ( لهري وتالهريت ) ، بعد مرور أزيد من عامين ، محرومتين من الماء الشروب ... ولا يزال المواطنون المغلوبون على أمرهم ، يعتمدون على آبارهم المنزلية ، التي لا تبعد عن حفر الصرف الصحي ، إلا بأمتار معدودة..... وسبب هذا الوضع الشاذ بكل بساطة ومرارة ، يعود لكون الجمعية التي تأسست منذ سنوات ، بهدف تسيير المداخيل والمصاريف ، لم تتمكن - مع مرور الأيام - من مجاراة تكاليف الوقود ، وقطع الغيار الخاصة بالإصلاحات.......... يشار إلى أن المجلس الجماعي السابق ، كان قد خصص غلافا ماليا محترما ، لتزويد مضخة البئر الارتوازية بالتيار الكهربائي ، ثم أضاف المجلس الإقليمي ، مبلغا صغيرا إضافيا متبقيا......فاستبشر السكان وأسرة التربية والتعليم - آنذاك - خيرا ، وظن الجميع بأن صفحة المحن قد طويت....لكن هيهات......فدار لقمان بقيت على حالها... وبقي المواطن بين أحضانها ، يكابد ويتساءل في ذات الوقت ، عن مكمن العائق الغامض ، ولسان حاله يقول : هل العيب في الجماعة الأم ؟؟ أم في سلطات الوصاية ؟؟ أم في الخزينة العامة ؟؟ أم في المجلس الإقليمي ؟؟ ...... الأيام القادمة وحدها ، كفيلة بحل هذا اللغز الملتبس ، إذا ما توفرت الإرادة الحسنة....... وفي انتظار تلك اللحظة الموعودة... ما على القرويين إلا أن يبتهلوا إلى العلي القدير ، بأن يحفظ أسرهم وعوائلهم من الأوبئة والعلل.... وأن يهدي المسؤولين سواء السبيل..... وما على أطر وتلاميذ الثانوية والمدرسة - بدورهم - إلا أن يتسلحوا بالقنينات البلاستيكية ، ويواصلوا اعتبار الخلاء وما وراء الأسوار ، مرافق صحية مجانية.... وأن يقنعوا بما يجود به الصهريج المتنقل ، - الذي وضع رهن إشارتهم ، كحل ترقيعي - ، بغض النظر عن مدى سلامة مياهه النهرية وجودتها........