حملت على عاتقها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني مسؤولية إصلاح العديد من مشاكل هذا المجتمع، و سواء شئنا أم أبينا، و رغم إلصاق تهم السرقة و تلفيقها لهذه الجمعيات دون استثناء – و لا أجزم بهذا القول من خلو بعض الحالات من الثقة و صحوة الضمير- فإننا نعلم جميعا بأهمية تواجد هذا الجهاز والرامي بكل الجهود المتضافرة بين العديد من مسيري هذا القطاع لأجل حل القليل من مشاكل هذا الوطن و إنقاذ ماء وجه العديد من القطاعات. أخص بالذكر في هذا الباب الجانب التعلمي و الذي أبان المسؤولون عن هذا القطاع عن قلة حيلتهم وضعفهم لوضع الحلول الناجعة للنهوض به – مع غياب تام لكل دعم بالمجال ماعدا بعض التعاقدات الهزيلة التي تأخذ من عرق العديد من الأطر بدعوى تأخر دفعات الأداء و خلو الخزينة من مستحقاتهم – و ما زاد الطين بلة ويشرح بوضوح ما يعاني هؤلاء هو تجرأ هؤلاء المسيرين و اعترافهم أمام الملأ بتواجد أقسام يفوق عدد المتمدرسين بها 70 طفل. أضف لهذا العجز الحاصل في الأطر التربوية التي لم تعد تغطي خصاص العديد من المناطق المفتقدة لأساتذة مواد أساسية كالرياضيات و الفرنسية و الفزياء و الفلسفة، و نحن على أبواب امتحانات الشطر الأول من السنة الدراسية… و مع نهاية العمل بالميثاق التربوي و برنامج "مدرسة النجاح"( ومن يتواجد بالميدان يعي ماتعنيه الكلمتان) نحصد بالآلاف المتضررين من هاتين السياستين، و هذا ما سيضيف للائحة الهدر جيلا برمته. و لكي تحل الأزمة ارتآى جهاز الدولة رمي المسؤولية على عاتق العديد من الجمعيات العاملة في مجال محو الأمية و التربية غير النظامية كي تجعل العقدة بينها و بين المتطوعين المهترئين من قلة فرص العمل و تتنصل من مسؤوليتها نحوهم بحجة تعاقداتهم مع هذه الجمعيات. لكن و مع تزايد أعداد المتضررين من فشل منظومة التعليم تبقى تدخلاتهم ضعيفة خصوصا و أن العديد من المتوجهين إليها يرون ضرورة و إلزامية تكفلها بشأنهم لأنهم يتخيلون دعمها لأوضاعهم بالملايين،و التي تتهم بعدها بسرقتها في حالة عجزها عن تغطية الطلبات الكثيرة ، و بكون كل المشاريع "د الملك" التي تحتم عليها ضرورة التدخل. و لا أتكلم بالأمر من فراغ لأنني سمعت العبارة غير مرة، كما انني لا أمجد بعمل الجمعيات الخيرية كلها لأن فيها من يستغل هذا العمل الخيري لمصالحة و مآربه، لكنني و بك صدق وجدت من يعمل و يكد و لا يتحاسب على زمن قضاه في خدمة أبناء هذا الوطن و يجب ان ترفع له القبعة رغم أنه لا ينتظر من أحد غير الله سبحانه جزاء و لا شكورا… آمنة أحرات