مند أزيد من ثلاث سنوات أحدثت بالعيون مديرية جهوية للاتصال كتمثيلية لوزارة الاتصال الناطقة باسم الحكومة،ولحد الساعة لم تستطع هده المديرية أن تنتزع لممثلي المنابر الإعلامية بجهات الصحراء يوما تكوينيا واحدا أو لقاء للتواصل في شان اكراهات العمل التي لا تعد ولا تحصر والتي يعاني منها اغلب العاملين بالحقل الإعلامي بالصحراء ،فالمديرية ما هي إلا بناية فخمة تجهل لحد الآن الأسباب وراء إحداثها دون قيامها بدورها ،فموظفوها أصبحوا يعانون من الاكتئاب جراء الفراغ القاتل الذي يعنون منه رغم ان من ضمنهم طاقات وكفاءات لايستهان بها،لكن العين بصيرة واليد قصيرة فهده الكفاءات ظلت تعاني التهميش والإقصاء وفقدت نشاطها وحيويتها يوما بعد يوم جراء السياسة المنتهجة من قبل الوزارة والتي هي الهدوء والانحناء للعاصفة ،فالعيون مثلا التي تقع في نفوذ المديرية الجهوية الذي يمتد من كلميم شمالا إلى بوجد ورشرقا،تعرف عدة أنشطة شبه يومية ومن ضمنها زيارة وفود أجنبية ،التي تأتي لزيارة المنطقة التي تعرف نزاعا أسال لعاب العديد من الباحثين والمنتخبين والمسؤولين من مختلف بلدان العالم ناهيك عن زيارة المسؤولين الاممين الدين تلتقي بهم سلطات المدينة في غياب تام لوسائل الإعلام المستقلة مختصرة على وسائلها الرسمية وكأننا في جزيرة لا نسمع ونرى إلا ما يقدم من قبل الإعلام الرسمي،وهو ما يتعارض مع دستور المملكة الذي اقر بأحقية المواطن في الخبر فما بالك بالصحفي الممنوع من حضور اجتماعات الولاية من النوع المذكور،حيث تغلق الأبواب وتفتح بأمر السي سمسم ،وحتى بعض المجالس المنتخبة دأبت على هدا النهج لأنها متخمة بالخروقات وتخشى ضربة الشمس من قبل الإعلام المستقل الذي لا يداهن ولا يجاري ولا يلمع ولا يتلقى التعليمات وليست له استديوهات للمسخ التحريري،فهو وان كان متنوعا ما زال يحظى باهتمام القراء الدين ابتعدوا كل البعد عن ما هو رسمي إلا من باب الفرجة أو التنكيت .وقد مللنا من سماع اسطوانة النهوض بالإعلام الجهوي التي ظل المسؤولون يرددونها ،لكن واقع الحال كشف العورات واظهر ان المسؤولين لا يملكون إلا ألسنتهم أما ضمائرهم فهي مستثيرة وقلوبهم قاسية على كل من خالفهم الرأي،ولا يطمحون لان يكون البلد ديمقراطي وشفاف وإعلامه متنور ومتحرر،والأدلة كثيرة فمند حوالي أربع سنوات كان الإعلام الجهوي أو المحلي في الواجهة وهو أول المدعوين،وبعد قدوم الوالي الجديد أغلق الأبواب على الجميع و همش الإعلام لأنه لا يؤمن بدوره،وظل يستقبل الوفود تحت جنح الظلام وشمعته التي يستنير بها خلال لقاءاته مع ضيوفه ،ظلت هي الأخرى كفانوس بنكيران التي أصبحت تتأثر بأشعة الشمس وظلام الليل وما أدراك ما ظلام النهار الذي كرسه المسؤولون بممارساتهم العدوانية في حق الصحافة المستقلة بهده الربوع من وطننا،ومما زاد الطين بلة أن وزارة الاتصال لها دار دورها السهر والتنسيق مع هؤلاء الصحفيين الدين ملوا من الانتظار للقيام بدورهم حسب الظروف والمستجدات في المنطقة ،وللقيام بأدوارهم كما تقتضيه المهنة وأخلاقياتها ، وما يمليه الواجب الوطني عليهم كما جاء في الخطب الملكية لأكثر من مرة حول دور الأعلام في القضية الوطنية،ومع كامل الأسف فالمسؤولون ما زالوا بعيدون كل البعد، عن تجسيد الرؤية الملكية لدور الإعلام الذي ظل مغيبا بالمنطقة ،في السنوات الأخيرة تحت ذرائع واهية،كضيق المكان أو قلة الوقت أو شيء من هدا القبيل، الذي سبق أن سمعناه من المسؤول الأول بالمدينة متناسيا أن قاعة الاجتماعات ،كانت في السنوات الأخيرة تغص بالضيوف ورجال الإعلام وكان المسؤولين السابقين أول ما يسالون عنه هل الصحافة حاضرة،أما اليوم فتغير الوضع وأصبح أول آمر يقدم لا يسمح بدخول الصحافة ما عدا صحافتنا وما نعيبه نحن ممتهني مهنة المتاعب ان الوزارة وضعت لدينا مديرية جهوية ولحد الساعة ما زالت عاجزة عن فرض حق من حقوقنا على المسؤولين وإقناعهم بدور الإعلام في كل تنمية و تقديم تطمينات لهم بان لا يخشون شيئا، فالإعلام في خدمة المواطن، شانه شان الشرطة التي لا تنام فكلهم يجري وراء الأحداث والمستجدات، فالصحفي يكتب عنها ما يشاء ويقدمها للجميع لتكون ملكا له ،عوض أشباهنا في الجري وراء الإحداث، الدين يقدمون ما يكتبون لجهة واحدة هي النيابة العامة. ومن سوء طالعنا إن المديرية الجهوية تعرف جمودا وركودا، عفوا ركوعا وسجودا لغير الله،ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.فعوض إخبارنا بأهم اللقاءات وحث مختلف المصالح على دلك عجزت عن القيام بهدا الدور ،ونجحت ولله الحمد في إخبارنا بلقاء بالعيون خلال هدا الأسبوع حول السماع والمديح بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي لفرقة من أبي الجعد وكان جهة العيون لن ينقصها إلا السماع والمديح،فهنيئا للمديرية الجهوية بهدا السبق الصحفي الذي تلقيناه بفرحة كبيرة ،وتمنينا أن تبحث لنا عن شيء آخر عن السماع والمديح.....فوفد إعلامي امريكي دخل العيون وخرجها دون أن يحظى زملاؤنا بلقاء زملائهم من بلاد العم سام ،فقد استقبلوا سرا ولم نسمع لهم حسا ولم نرى لهم أثرا،وكأننا مصابون بالجرب فولاية العيون تخشى على ضيوفها من حضورنا حتى لا يصابوا بالعدوى ،لكن مع الأسف فالمرض المزمن هو أن يغيب المسؤولون أعلامهم متناسين ان دلك الغياب المقصود من قبل السلطات له اثر سيء على قضية الوطن ،لان الضيوف ليسوا أغبياء كمسؤولينا ،فهم كل شيء يضعون له حساب وسيسالون عنه ووجودنا إلى جانبهم سيعزز الموقف ويظهر بان البلد به إعلام مستقل كدليل على الديمقراطية والتنوع والاختلاف الخ...لكن لا حياة لمن تنادي فالأمل معقود على القادم من الأيام أما الخوالي من الأيام فالله يخلفها "اوكان"....