اجتمع وزراء الأغلبية الحكومية، الذين يجمعون بين قيادة الحكومة وقيادة أحزابهم، في لقاء مغلق كان هدفه الرئيسي الإشادة بإنجازاتهم وتثمين نجاحهم في مواجهة الأزمات. لم يكن الاجتماع لاستعراض تقييمات مستقلة أو انتظار رأي المواطنين، بل كان مناسبة رسمية لتقييم الذات، حيث قرر التحالف منح نفسه شهادة التقدير دون الحاجة إلى مساءلة أو محاسبة. في مشهد يثير الاستغراب، جلس أعضاء التحالف، تبادلوا عبارات الإعجاب، صفّقوا لبعضهم البعض، ثم أصدروا بيانًا رسميًا يثني على أدائهم في تسيير البلاد. لم تُطرح أسئلة نقدية، ولم يُفتح باب النقاش حول الصعوبات التي يواجهها المواطن، بل بدا الاجتماع وكأنه احتفال داخلي مغلق، يوزع فيه المسؤولون عبارات الثناء فيما بينهم. بدل الاستناد إلى آراء الشعب أو تقارير المؤسسات الرقابية، اختار التحالف الطريق الأسهل.. تقييم نفسه بنفسه ومنح نفسه وسام النجاح دون انتظار أي حكم خارجي. المواطن، الذي يُفترض أن يكون المستفيد الأول من هذه "الإنجازات"، لم يكن جزءًا من هذا التقييم، وكأن رأيه غير ضروري في معادلة الحكم. في وقت ينتظر فيه المواطنون قرارات تلامس واقعهم، وتوفر حلولًا للأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فضّل التحالف الثلاثي الانشغال بتقديم التهاني لنفسه، وكأن التصفيق المتبادل والتقاط الصور الرسمية أصبحا المعيار الجديد للنجاح السياسي. السؤال الذي يفرض نفسه.. إن كان التحالف يقيّم أداءه ويشيد بإنجازاته بنفسه، فمن يقيّمه بموضوعية؟