تمكنت فرقة الشرطة القضائية بتارودانت نهاية الأسبوع الماضي، بناءً على معلومات استخباراتية توصلت بها، من اكتشاف شحنة كبيرة من خشب الجوز "الكركاع" النادر، كانت تُفرغ في أحد محلات النجارة بحي درب الشريف بمدينة تارودانت. العملية تأتي في إطار التعاون المثمر بين المديرية العامة للأمن الوطني وإدارة المياه والغابات، اللتين تتقاسمان مسؤولية الحفاظ على الثروات الطبيعية ومكافحة المخالفات المرتبطة بالموارد البيئية. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تم نصب كمين لشاحنة كانت محملة بكميات كبيرة من خشب "الكركاع" الذي يعتبر من الأنواع المحمية والنادرة. وعند وصول الشاحنة إلى المحل، تمكنت الشرطة من إيقاف السائق والنجار الذي كان يستعد لاستلام الشحنة. وبحضور ممثلي إدارة المياه والغابات، تم حجز الكمية الكبيرة من الخشب المضبوط، وسط شكوك حول مصدره. وبعد توقيف المعنيين بالأمر، تم إخضاعهما للتحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وأثناء البحث، تبين أن مصدر الخشب كان مجهولًا، مما يشير إلى أن المادة قد تكون تم جمعها أو نقلها بطريقة غير قانونية، مما يعكس مخالفة لقوانين حماية الغابات والتنوع البيولوجي في المملكة. تم إحالة الشاحنة والمحجوزات على إدارة المياه والغابات لتأكيد مصادر الخشب ولترسيم الإجراءات القانونية اللازمة. وفي هذا الصدد، أكدت الجهات المعنية أن التحقيق مستمر لتحديد المتورطين المحتملين في هذه المخالفات البيئية، وأنه سيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الثروات الطبيعية وتنفيذ العقوبات المناسبة في حال تأكيد التورط في عمليات تهريب أو قطع غير قانوني للأشجار المحمية. وتعد هذه الواقعة بمثابة تذكير بأهمية تكثيف التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية في المغرب لحماية البيئة والتصدي لكل الأنشطة التي تهدد استدامة الموارد الطبيعية. في وقت يتزايد فيه الوعي بضرورة الحفاظ على الثروات الطبيعية، يعد ضبط هذه الشحنة خطوة هامة نحو تأكيد التزام السلطات بالتصدي لجميع المخالفات التي قد تؤثر على التنوع البيولوجي في البلاد. تسعى المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال هذه العمليات المشتركة مع إدارة المياه والغابات، إلى تعزيز إجراءات الرقابة على قطع الأشجار المحمية والتجارة غير المشروعة بالخشب، مما يسهم في الحفاظ على البيئة وحمايتها للأجيال القادمة.