كشفت العملية الأمنية التي نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صباح اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025، عن ترسانة خطيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والمعدات التقنية بحوزة الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في عدة مدن مغربية. المشتبه فيهم، الذين بايعوا تنظيم "داعش"، كانوا في المراحل الأخيرة من تنفيذ مخططات دموية، قبل أن تباغتهم القوات الأمنية بعمليات مداهمة متزامنة. متفجرات جاهزة ومكونات خطيرة خلال عمليات التفتيش، عُثر داخل منزل أحد الموقوفين بمنطقة تامسنا على مواد ناسفة في طور الإعداد، أبرزها أربع قنينات غاز معدلة، محشوة بالمسامير والمواد الكيميائية، وموصولة بأسلاك كهربائية وأجهزة تفجير عن بُعد عبر الهواتف المحمولة. كما تم ضبط عبوة أخرى على شكل طنجرة ضغط مفخخة، تحتوي على مواد قابلة للانفجار، ما يؤكد نية الخلية تنفيذ هجمات دامية بأساليب شبيهة بتلك التي استخدمها تنظيم "داعش" في عمليات إرهابية سابقة حول العالم. أسلحة بيضاء ومعدات قتالية إلى جانب المتفجرات، ضبطت المصالح الأمنية عددًا كبيرًا من الأسلحة البيضاء مختلفة الأحجام، مما يشير إلى احتمال استخدامها في عمليات التصفية الجسدية أو تنفيذ اعتداءات فردية. كما تمت مصادرة منظار للرؤية عن بُعد، ومجسمين لأسلحة نارية مقلدة، قد تكون معدة لتضليل السلطات أو استخدامها في عمليات إرهابية. دعم مالي بالدولار ومعدات رقمية لم تقتصر المضبوطات على الأسلحة، بل شملت أيضًا مبلغًا ماليًا بالدولار الأمريكي، يُعتقد أنه جزء من التمويلات التي حصلت عليها الخلية مباشرة من تنظيم "داعش"، دون المرور بالنظام المصرفي. كما تم العثور على دعامات رقمية وأجهزة إلكترونية، تحتوي على تسجيلات وخطط لعمليات إرهابية محتملة، إضافة إلى أقنعة تخفي الهوية، ومخطوطات ورقية تتضمن تفاصيل حول مواقع مستهدفة داخل المغرب. شعارات متطرفة وإرشادات للتنفيذ التحقيقات الأولية كشفت أيضًا عن رسم حائطي يحمل شعار "داعش"، إلى جانب مستندات توضح طريقة تصنيع المتفجرات، وأساليب تنفيذ الهجمات، وهو ما يعكس التأثير المباشر للتنظيم الإرهابي على هذه الخلية، ومدى استعدادها للانتقال إلى مرحلة التنفيذ. هذه المضبوطات الخطيرة تؤكد جدية التهديد الإرهابي الذي كانت تشكله هذه الخلية، ومدى تطور أساليبها في التخطيط والتحضير. ومع استمرار التحقيقات، تظل الأجهزة الأمنية في حالة تأهب لرصد أي امتدادات محتملة لهذه الشبكة الإرهابية، التي كانت تستعد لضرب استقرار المغرب خدمةً لأجندات متطرفة عابرة للحدود.