شهدت أكادير، يوم السبت 22 فبراير، لقاءً تواصليًا نظمه النادي الجهوي للصحافة، استضاف خلاله الفاعل السياسي أحمد أدراق، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، لمناقشة "مظاهر الفساد في الحقل السياسي وإمكانية الإصلاح". اللقاء استقطب شخصيات سياسية وأكاديمية وفعاليات جمعوية، وسط نقاش مفتوح حول الظاهرة وانعكاساتها. في مداخلته، كشف أدراق عن تجذر الفساد في المشهد السياسي، مشيرًا إلى ظواهر مثل شراء الذمم والتنازل بين المرشحين، مما أدى إلى توسيع الهوة الاجتماعية، وتعطيل عجلة التنمية، وتقويض مبدأ الاستحقاق. كما اعتبر أن هذه الممارسات أفرزت نخبة محدودة تستحوذ على السلطة والموارد، في مقابل تراجع الخدمات العامة وضعف المشاركة السياسية الفاعلة. أما بخصوص جهود الإصلاح، فقد استعرض المتحدث الإجراءات التي تبنتها الدولة لمحاربة الظاهرة، بدءًا من المصادقة على قانون محاربة الفساد، ومرورًا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحته، وصولًا إلى إحداث لجنة وطنية لمحاربة الرشوة وتعزيز آليات التصريح بالممتلكات. ورغم هذه التدابير، يرى أدراق أن الإصلاح مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع، عبر التمسك بالقيم الأخلاقية، وتكثيف الحملات التوعوية، وضمان عدالة توزيع الثروة، فضلًا عن تطوير النصوص التشريعية وتعزيز البناء المؤسساتي. كما دعا إلى مراجعة الممارسات داخل الأحزاب السياسية، معتبرًا أن بعض الآليات المعتمدة تعيق الإصلاح، ما يستدعي إعادة هيكلة المشهد السياسي للنهوض بالديمقراطية وخدمة الصالح العام.