في خطوة تعكس موقفها الحقيقي من قضية الصحراء المغربية، سارعت الجزائر إلى التعبير عن غضبها عقب زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشيه، إلى مدينة العيون، حيث جدد دعمه لمغربية الصحراء. في المقابل، لم يُسجل أي رد فعل يُذكر في فرنسا، ما يبرز عزلة الموقف الجزائري في هذا الملف. المثير في الأمر أن ما يُعرف ب"قيادة تندوف"، التي لطالما ادّعت تمثيلها لسكان المخيمات، التزمت الصمت هذه المرة، تاركة الجزائر وحدها في مواجهة تداعيات زيارة لارشيه. وهو ما يعزز القناعة الدولية بأن الجزائر هي الطرف الأساسي في النزاع، وليست مجرد "داعم محايد" كما تدّعي. وتواصل السلطات الجزائرية اتخاذ مواقف تصعيدية في كل مناسبة تتعلق بالصحراء المغربية، ما يُظهر تناقضها مع خطابها الرسمي الذي يزعم عدم التدخل. هذا السلوك يؤكد، مرة أخرى، أن الطموح التوسعي للنظام العسكري الجزائري هو الدافع الحقيقي وراء موقفه المتشدد، وليس أي التزام مزعوم بمبدأ "حق تقرير المصير". على المستوى الدولي، باتت الصورة أكثر وضوحًا: المغرب يحقق تقدمًا دبلوماسيًا متزايدًا، في حين تجد الجزائر نفسها في عزلة متزايدة، تردد ذات الأسطوانة دون تأثير يُذكر على موازين القوى في المنطقة.