تشهد الجزائر قلقًا متزايدًا بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف، الجمعة الماضية، وحدة عسكرية نيجيرية قرب حدودها، وأسفر عن مقتل 11 جنديًا. وتبنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، هذا الهجوم، ما يعكس تزايد نشاط الجماعات المتشددة في المنطقة، ويفتح الباب أمام مخاوف بشأن تأثير ذلك على الأمن الإقليمي والمشاريع الاستراتيجية. يأتي هذا التصعيد في وقت حساس بالنسبة للجزائر، التي تراهن على مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء لنقل الغاز النيجيري عبر النيجر إلى الجزائر ومن ثم إلى أوروبا. ومع تصاعد النشاط الإرهابي، تتزايد التساؤلات حول قدرة السلطات على تأمين هذا المشروع، خاصة أن الحدود مع نيجيريا تعاني من تهديدات متزايدة، تشمل تهريب الأسلحة والمخدرات، وسط تقارير تشير إلى تورط بعض الدوائر العسكرية في أنشطة غير قانونية. التحديات الأمنية لا تقتصر على التهديدات الإرهابية فقط، بل تشمل أيضًا التوترات السياسية في منطقة الساحل، التي تزيد من تعقيد الوضع الأمني في الجزائر. وفي ظل هذه المعطيات، تبرز مخاوف من أن تجد الجزائر نفسها أمام صعوبات حقيقية في إنجاز مشروع أنبوب الغاز، مقارنة بمشاريع مماثلة في دول مجاورة، مثل المغرب، الذي يحظى باستقرار أمني أكبر واستراتيجيات أكثر نجاعة في تأمين استثماراته الطاقوية.