تمكنت فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن فاس، مؤخرا، من وضع حد لمغامرات عصابة خلقت الكثير من الاستنفار في المدينة، بالنظر إلى الطرق التي اعتمدتها في عمليات سرقة استهدفت محلات بعينها. في هذا السياق، تم توقيف ثلاثة أشخاص، ضمنهم كهربائي وعامل بناء، تبعا لمعطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. ويعتمد الأسلوب الذي يتبعه أفراد العصابة في تنفيذ عمليات السرقة على ارتداء جلابيب وسترات بقبعات، وجوارب لتفادي التعرف على هوياتهم عن طريق الاستعانة بكاميرات المراقبة، أو الحصول على بصماتهم في مسرح الجريمة. ويختار أفراد العصابة المحلات المستهدفة بعناية، حيث شملت السرقات صيدلية ووكالة تحويل أموال ومختبر تحليلات ومحل بيع ملابس ومحلا لبيع المواد شبه الطبية. وإضافة إلى اختيار المحلات المستهدفة، يلعب الفضاء العام دورا حاسما في تنفيذ عمليات السرقة، حيث إن جل المحلات توجد بجانبها أرض خلاء، بحيث يتم استغلالها من قبل العصابة في إحداث ثقب في جدران المحل المستهدف، ما يمكنهم من الولوج إلى المحل المعني وتعريضه للسرقة. وبعد تقاطر الشكايات على المصالح الأمنية من مالكي المحلات المستهدفة، كثفت هذه الأخيرة تحرياتها التي أسفرت عن تحديد هويات ثلاثة أشخاص من أفراد العصابة، والذين جرى توقيفهم تباعا وإخضاعهم لتدابير الحراسة النظرية، لتعميق الأبحاث معهم. وموازاة مع ذلك، تستمر التحريات لتحديد باقي المتورطين في هذه الأفعال الإجرامية، التي كبدت الضحايا من مالكي المحلات المستهدفة خسائر مادية فادحة.