عرفت جهة سوس ماسة خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية وفيرة تراوحت معدلاتها ما بين 81 و200 ملم، ما شكّل دفعة قوية للقطاع الفلاحي الذي كان يعاني من تأخر الأمطار. هذه الكميات ساهمت في تعزيز الفرشة المائية والرفع من منسوب السدود التي تجاوزت مخزوناتها 10 ملايين متر مكعب، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تحسين ظروف الري وإنقاذ المحاصيل الزراعية. الانفراج المطرّي ساهم أيضًا في انتعاش الغطاء النباتي وتحسين المراعي، الأمر الذي خفف من العبء المالي على مربي الماشية بفضل توفر الأعلاف الطبيعية. فئة كبيرة من الفلاحين عبرت عن ارتياحها، معتبرة هذه التساقطات بمثابة "الفرج" المنتظر الذي جدد الأمل في موسم فلاحي ناجح بعد بداية متعثرة. في جماعة سيدي بيبي بإقليم شتوكة آيت باها، عبّر الفلاح رشيد أوبريك عن سعادته بما وصفه بالأمطار "المنقذة"، التي جاءت في الوقت المناسب لدعم المحاصيل وتحسين ظروف تربية الماشية، مشيرًا إلى أن هذا الدعم الطبيعي ضروري لاستمرارية النشاط الفلاحي في المنطقة. وتعد جهة سوس ماسة من الأقطاب الزراعية الكبرى بالمغرب، إذ تساهم بنسبة 17.3% من الناتج الداخلي الخام الفلاحي، وتضم مساحة زراعية تفوق 451 ألف هكتار، منها أكثر من 106 آلاف مجهزة بأنظمة الري بالتنقيط. وقد ساهمت مشاريع هيكلية ضمن مخطط المغرب الأخضر، مثل مشروع إنقاذ مدار الكردان والبرنامج الوطني للاقتصاد في مياه الري، في تطوير القطاع وتحسين مردوديته. تعتمد الجهة في رؤيتها الفلاحية المستقبلية على تحقيق تنمية زراعية مستدامة تقوم على ترشيد الموارد المائية، وتثمين المنتجات المحلية، وتعزيز مكانة الزراعة العصرية في الأسواق الخارجية، مما يعزز ريادة سوس ماسة في المشهد الفلاحي الوطني.