تواصل نسبة ملء السدود بالمغرب ارتفاعها تدريجيًا بفضل ذوبان الثلوج وتدفق المياه إلى المنشآت المائية، حيث بلغت، اليوم الاثنين 31 مارس 2025، الذي يصادف عيد الفطر، 38.21%، أي ما يعادل 6.4 مليارات متر مكعب من المياه، وفقًا لأحدث بيانات وزارة التجهيز والماء. ويعكس هذا الرقم تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالسنة الماضية، التي لم تتجاوز خلالها نسبة الملء 27.69%، ما يعني زيادة بحوالي 10 نقاط مئوية. غير أن هذا التحسن يظل غير متوازن عبر مختلف الأحواض المائية، حيث لا تزال جهة سوس ماسة تعاني من عجز مائي مقلق رغم بعض التساقطات الأخيرة. سوس ماسة تسجل أدنى نسب الملء في الوقت الذي سجل فيه حوض اللوكوس أعلى نسبة ملء ب61.66%، متبوعًا بحوض سبو (59.23%) وحوض أبي رقراق (54.48%)، جاءت الأرقام أقل تفاؤلًا في الجنوب، حيث لم تتجاوز نسبة ملء حوض سوس ماسة 10.6%، وهي من أدنى المعدلات على المستوى الوطني. ويعكس هذا الرقم استمرار الضغط الكبير على الموارد المائية بالجهة، التي تعاني أصلًا من ندرة التساقطات، إضافة إلى الطلب المتزايد، خاصة في القطاع الفلاحي الذي يستهلك الحصة الأكبر من المياه. ويزيد هذا الوضع من التحديات التي تواجهها ساكنة المنطقة، سواء على مستوى التزود بالمياه الصالحة للشرب أو ري الأراضي الفلاحية. حوض أم الربيع عند 30.8%… وتحسن غير كافٍ على صعيد آخر، بلغ معدل ملء حوض أم الربيع، أحد الأحواض الأساسية في المغرب، 30.8%، وهو تحسن مقارنة بالسنة الماضية لكنه لا يزال أقل من المعدل المطلوب لضمان استقرار التزود بالمياه. ورغم أن الارتفاع الإجمالي لنسبة ملء السدود على المستوى الوطني بلغ 10.52% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، إلا أن ذلك يبقى غير كافٍ في ظل ارتفاع الطلب، واستمرار موجات الجفاف، والتحديات المرتبطة بندرة الموارد المائية، خاصة في الجهات الجنوبية. مخاوف من استمرار الأزمة في سوس ماسة مع استمرار تسجيل معدلات منخفضة في حوض سوس ماسة، يبقى الوضع المائي في الجهة مقلقًا، مما يستوجب تكثيف الجهود لإيجاد حلول مستدامة، سواء عبر ترشيد استهلاك المياه أو تسريع مشاريع تحلية مياه البحر لتعزيز الأمن المائي بالمنطقة.