صنعت جهة سوس ماسة حدثًا رياضيا تاريخيًا، بعدما ضمنت تمثيلية بثلاثة أندية دفعة واحدة في البطولة الاحترافية"إنوي"، وذلك عقب ضمان حسنية أكادير البقاء رسميا ضمن قسم الأول بفوزه على رجاء بني ملال بهدف دون رد، في إياب مباراة السد التي جرت مساء اليوم السبت 31 ماي 2025/ على أرضية ملعب أدرار بأكادير. وسجل هدف الفوز اللاعب كاتي كاتيلوندي في الدقيقة 72، لينقذ فريقه من النزول، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، ما يعني فوز الحسنية بهدف دون مقابل في مجموع المباراتين. ويُعزز هذا الإنجاز التاريخي تفوق جهة سوس ماسة، التي باتت تضم إلى جانب حسنية أكادير، فريق أولمبيك الدشيرة الذي حقق صعودًا تاريخيًا إلى القسم الأول أمس الجمعة، إثر تفوقه الكبير على الشباب الرياضي السالمي بثلاثية نظيفة في مباراة السد الثانية. كما يُضاف إلى هذه النتائج صعود فريق أمل تزنيت لأول مرة في تاريخه إلى القسم الوطني الثاني للنخبة، ليُصبح الموسم الرياضي 2024-2025 علامة فارقة في سجل كرة القدم السوسية. وتترقب جماهير الجهة تنظيم "ديربي سوسي خالص" بين حسنية أكادير وأولمبيك الدشيرة، في مشهد رياضي غير مسبوق، يعكس التحول الجذري في خريطة التوازنات الكروية بالمملكة، ويُكرس صعود الجهة كأحد ابرز الوجهات الرياضية الجديدة، تزامنًا مع الاستعدادات الوطنية لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. ويُثير هذا الإنجاز أسئلة مشروعة حول مدى استعداد الجهات المنتخبة، وعلى رأسها مجلس جهة سوس ماسة، لتوظيف هذا التقدم الرياضي في الدفع بعجلة التنمية المحلية، عبر توفير دعم مالي وهيكلي مستدام للفرق الثلاث، وتحسين البنيات التحتية، وخلق استراتيجية تسويق رياضي تعزز الحضور الجهوي في المشهد الكروي الوطني والقاري. ويُجمع المهتمون بالشأن الرياضي على أن هذا الثلاثي الكروي الصاعد لم يكن نتيجة ظرفية، بل ثمرة جهود ميدانية متواصلة من أطر ولاعبين ومسيرين، تحتاج اليوم إلى تثمين مؤسساتي ومواكبة جهوية من أجل ضمان الاستمرارية وتحقيق التميز في المواسم المقبلة.