أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، خلال كلمة له في إطار الجولة التواصلية "مسار الإنجازات" بأكادير، أن المغرب يعيش استقرارًا ومسيرة تنموية حقيقية في عالم يشهد اضطرابات وأزمات لا تنتهي، مشيرًا إلى أن هذه الدينامية هي ثمرة الرؤية الملكية المتبصرة والديبلوماسية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وأوضح أن الحكومة تشتغل بجد ومسؤولية، وتحظى بدعم أغلبية منسجمة ومتماسكة، مشددًا على ضرورة التحلي بالصبر ومواصلة تنزيل المشاريع إلى آخر لحظة من عمر الحكومة، لأن المغاربة يدركون جيدًا من يفي بوعوده ومن يسعى فقط وراء "البوز السياسي". أخنوش عبّر عن سعادته بالحضور في هذا اللقاء الذي عرف مشاركة قياسية تجاوزت 5500 مناضلة ومناضل من حزب التجمع الوطني للأحرار، وبمشاركة كافة أعضاء المكتب السياسي، من ضمنهم تسعة وزراء. واعتبر أن جهة سوس ماسة تشكل محطة محورية في مسار الحزب، باعتبارها منطلقًا لمسارات الثقة والتنمية والإنجازات، واستحضر بداياته السياسية بجماعة تافراوت، ثم المجلس الإقليمي لتزنيت، فرئاسة الجهة، إلى أن تولى منصب وزير فرئيس للحكومة، ليقول مخاطبًا الحضور: "أنا ولدكم، والتربية السياسية تلقيتها عندكم". واستعرض رئيس الحكومة عددًا من المشاريع التي تم إطلاقها أو بلغت مراحلها الأخيرة بالجهة، من بينها المستشفى الجامعي بأكادير، وتأهيل المراكز الصحية، وإنشاء مدار سقوي جديد بتزنيت، ومشروع محطة شتوكة أيت باها، إلى جانب تأهيل البنيات التحتية في التعليم من خلال مدن المهن والكفاءات. كما أشار إلى الأشغال الجارية بمطار المسيرة الدولي الذي سيرتفع طاقته الاستيعابية إلى 2.7 مليون مسافر في أفق 2030، وتوسعة ملعب أكادير الذي سيحتضن كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. أخنوش هنأ فريق أولمبيك الدشيرة على صعوده للقسم الأول من الدوري الاحترافي، كما هنأ فريق أمل تزنيت على صعوده إلى القسم الثاني، وحيّا التعاون القائم بين بلدية أكادير، ومجلس الجهة، وولاية جهة سوس ماسة، مؤكدا أن هذه الدينامية انعكست إيجابا على جاذبية المدينة ومشاريعها الكبرى. كما أبرز أن الرفع من ميزانية الجماعات بنسبة 20 % مكّن أكادير من تعبئة موارد مالية إضافية لتنفيذ برامج تنموية متعددة. على مستوى المؤشرات الاقتصادية، أكد أخنوش أن الحكومة استطاعت تقليص نسبة التضخم من 6.5 % إلى أقل من 1 % السنة الماضية، ويتوقع أن تظل في حدود 1.5 إلى 2 % خلال هذه السنة رغم الظرفية العالمية. كما تم تقليص عجز الميزانية من 7 % سنة 2021 إلى أقل من 3.9 % السنة الماضية، ومن المرتقب أن يبلغ 3.5 % هذه السنة، إضافة إلى تقليص نسبة المديونية من 72.2 % سنة 2020 إلى 67.7 % سنة 2024، مما يعكس قدرة الحكومة على خلق قيمة مضافة دون اللجوء المفرط إلى الاقتراض. واعتبر أخنوش أن كل هذه الأرقام تعكس توازنًا ماكرو اقتصاديًا واضحًا، واستدامة في تمويل البرامج العمومية الكبرى، وخصوصًا تلك المرتبطة بالدعم الاجتماعي والصحة والتعليم، مضيفًا أن ما تحقق ليس عمل شخص واحد بل مجهود جماعي، تُوج مؤخرًا بالمصادقة على مشروع قانون إحداث الوكالة الوطنية لحماية الطفولة، والذي سيسهم في إدماج الأطفال المشردين وحمايتهم. وأشار إلى أن تعميم التغطية الصحية، وتفعيل الدعم الاجتماعي المباشر، واعتماد قانون حماية الطفولة، يؤكد أن المغرب يعيش ثورة اجتماعية حقيقية، قائلاً إن هذه الرؤية الاجتماعية المتقدمة هي جوهر الدولة الاجتماعية التي ينادي بها جلالة الملك محمد السادس.