يجب أن نقرأ خبر اقتحام متطرف لباحة القصر الملكي بتطوان القراءة الصحيحة، وأن لاننجر وراء من تجاهلوا الخبر ولم ينشروه كأنه لم يقع، أو وراء من سيحاولون التهوين منه، وتقديمه باعتداه فعلا لمختل عقلي "ماعراف شنو يدير" فأقدم على مهاجمة القصر الملكي. لا، السيد الذي ارتكب هذه الجريمة وقتل شرطيا كان يتأهب للزواج قبل أن يصبح شهيد الواجب، هو رجل معروف من طرف الأجهزة الأمنية، وكان قد اعتقل في وقت سابق على خلفية شك في علاقته بما وقع في 11 مارس بإسبانيا من أعمال إرهابية، لكن أطلق سراحه، وعاد لكي يفعل مايشاء إلى أن قرر ذات نوبة تطرف وليس جنون أن يفعل مافعله في القصر الملكي بتطوان. اليوم، وحين ننشر صورة لامرأة تشتغل في الميدان الوقائي مثل ناشطة جمعية مكافحة السيدا التي قالت بعظمة لسانها في تصريح للقناة الثانية إنها "تعرضت لحملة تشويه وتحريض عليها لمدة أسبوع" ونقدمها للناس باعتبارها عاهرة تحرض على الفسادونستعدي الكل عليها، ألا نساهم من حيث ندري أو لاندري - وهذا أخطر - في تحريض المتطرفين على المرور إلى العنف وممارسته فعلا؟ والأمر ذاته يتكرر مع ستوديو دوزيم ومع مهرجاناتنا ومسرحياتنا وكل أوجه حياتنا التي تخيف الظلاميين. نخشى أن نقول إن كثيرا من الجهل المحيط بنا قد يعصف بأمان المجتمع المغربي في أي لحظة. لذلك علينا أن ننتبه كثيرا، وإلا فإن باب الفتنة الموارب سيفتح على مصراعيه لما لاقبل ولا طاقة لنا به على الإطلاق.