لا شك أنه خبر متعلق باكتشاف البترول بكميات كبيرة، أو أن الحكومة تراجعت عن قرارها الخاص بصناديق التقاعد واكتشفت حلا سحريا لهذه المعضلة، أو أن الأمر أحسن بكثير وهو زيادة كبيرة في أجور الموظفين.. حقا هي أحلام مضحكة، لكنها تراود ذهننا عندما يأتي الوعد على لسان رجل دولة مسؤول!! عندما تكونون في بيوتكم تنتظرون بفارغ الصبر انتهاء هذا اليوم. سيفاجئكم رئيس حكومتنا وسيعلن لكم عن «خبر سار». لن يفصح لكم رئيس الحكومة عن الخبر الذي سيفرحكم ولا عن موضوعه إلا بعد أن يرى بأم عينيه التصعيد الذي توعدته به النقابات المضربة. العهدة على رئيس حكومتنا عبد الاله ابن كيران إذن. هو يعتبر أن الإضراب الوطني الإنذاري الذي أعلنت عنه النقابات وتخوضه غدا الأربعاء ليس حلا للقضايا المطروحة، لذلك فالحل بين يديه وهو يمسك به جيدا ويحرص على ألا ينفلت من بين أنامله إلا في يوم الاضراب الموعود. وهو نفسه أعلن عن ذلك يوم الاثنين في لقاء للتنسيق والتشاور حول مشروع قانون المالية لسنة 2015، قائلا بأن الحكمة ستعلن عن «خبر سار» للمغاربة في نفس يوم الإضراب. والحمد لله أن جعل شهودا على ما قاله رئيس الحكومة وهم الأمناء العامون لأحزاب الأغلبية وفرق ومجموعات الأغلبية بالبرلمان. ترى ما هي الحكمة في انتظار تنفيذ الإضراب وشل الإدارات وتوقف المؤسسات التعليمية عن العمل وإغلاق المستشفيات والمصالح العمومية أبوابها كي يتفضل السيد رئيس الحكومة بالاعلان عن هذا الخبر السار؟؟!! فمعظم الحكومات في العالم تعمل جاهدة لتجنب التوتر والاحتقان الاجتماعي كي لا تصل إلى هذا اليوم، لذلك فهي تسارع لتخرج كل ما في جعبتها من حلول قبل أن يصل يوم الإضراب العام فتجتمع مع النقابات وتخبرها بما لديها من حلول من أجل إقناعها بالعدول عن الإضراب، فتكون بذلك ربحت على ثلاث واجهات الأولى تجنيب المواطنين مشاكل الإضراب والثانية كسب ثقة النقابات والثالثة تجنيب البلاد الخسائر المادية المترتبة عن الإضراب. لا شك أنه سيكون سارا فعلا كي ينسينا نحن المواطنين البسطاء "هول" الاضراب العام الذي ظلت النقابات على امتداد أسابيع تهدد وتخوف به ابن كيران وحكومته، لكن ألم يكن من المعقول أن يبشرنا به السيد ابن كيران قبل الإضراب؟ لماذا لم يقتنص اللحظة المناسبة لكي يزفه إلينا؟ أو أنه يريد بذلك أن يغيظ النقابات وينغص عليها فرحتها بأول تنسيق احتجاجي بعد عصور الجليد التي مر منها الفعل النقابي والسياسي ببلادنا؟ لا شك أن في ذلك حكمة سنكتشفها اليوم .. ونرجو أن تكون بالفعل سارة..!