قمة "تيكاد 9".. المغرب يعزز موقعه الاستراتيجي والجزائر تواجه عزلة دبلوماسية متزايدة    الأمم المتحدة تشيد ب"كرم" الملك محمد السادس على إثر المساعدات الإنسانية إلى غزة        اعتماد الانتقاء عبر الملفات بدل الامتحانات في ولوج الماستر    الخميس تحت الشمس والغيوم.. حرارة مرتفعة وأمطار متفرقة    الرابور مورو يحيي حفل ضخم بالبيضاء بشبابيك مغلقة    تعيين سيدي معاد شيخًا للطريقة البودشيشية: إرادة مولوية سامية ورؤية ربانية    سامويل ولُولي... حين قادهم الطريق إلى بيت الجار        ارتفاع عدد الموقوفين في قضية هتك عرض قاصر بموسم مولاي عبد الله    إطلاق ميزة الدبلجة الصوتية بالذكاء الاصطناعي في "فيسبوك" و"إنستغرام"        حجز عجول بميناء طنجة .. ومستوردون يوقفون الاستيراد بسبب الرسوم    الملك يهنئ هنغاريا بالعيد الوطني    توجيهات جديدة لضمان التطبيق السليم للعقوبات البديلة في المغرب    كريستوف بوتان بخوص المساعدات الإنسانية لغزة: بفضل نفوذه الشخصي ومكانته الخاصة الملك محمد السادس الوحيد القادر على مثل هذه المبادرات    البيت الأبيض يطلق حسابه الرسمي على منصة "تيك توك" الصينية    خطة السيطرة على غزة .. تصعيد عسكري يهدد مباحثات الهدنة بالانهيار    إيران تهدد باستخدام صواريخ جديدة    تحقيق بفرنسا إثر وفاة مدوّن فيديو    أوروبا تسجل رقماً قياسياً في إصابات الأمراض المنقولة عن طريق البعوض            مقاولات المغرب الصغرى والمتوسطة "تحت رحمة" الأزمة: 90% منها لا تجد تمويلا بنكيا    دراسة: أجهزة السمع تقلل خطر الخرف لدى كبار السن بنسبة تفوق 60%    تقرير: ثلث شباب المغرب عاطلون والقطاع غير المهيكل يبتلع فرص الشغل            للمرة الثالثة: الموقف الياباني من البوليساريو يصفع الجزائر وصنيعتها.. دلالات استراتيجية وانتصار دبلوماسي جديد للمغرب    مدرب تنزانيا: مواجهة المغرب في الشان مهمة معقدة أمام خصم يملك خبرة كبيرة    إطلاق فيديو كليب "رمشا الكحولي" بتوقيع المخرج علي رشاد        شباب الريف الحسيمي يواصل تعزيز صفوفه بتعاقدات جديدة        أمين عدلي ينتقل إلى الدوري الإنجليزي في صفقة ضخمة    إيزاك يخرج عن صمته: "فقدت الثقة بنيوكاسل ولا يمكن للعلاقة أن تستمر"    أمن طنجة يوقف مواطن دنماركي مبحوثا عنه دوليا    تمهيدا لتشغيل الميناء.. إطلاق دراسة لاستشراف احتياجات السكن في الناظور والدريوش        المغرب يعزز مكانته كقوة إقليمية في قلب التنافس الدولي بالصحراء والساحل    مبابي يقود ريال مدريد لتحقيق أول انتصار في الموسم الجديد    اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفن المعاصر بمدينة ميدلت    حجز 14 طنا من البطاطس بتطوان قبل توجيهها للبيع لانعدام شروط النظافة والسلامة    البطولة الإحترافية 2025/2026: المرشحون والوجوه الجديدة ومباريات الجولة الأولى في إعلان MelBet    بدر لحريزي يفوز بمنصب ممثل كرة القدم النسوية في عصبة الرباط سلا القنيطرة    تكريمات تسعد مقاومين في خريبكة    المركز الفرنسي للسينما يكرّم المخرجة المغربية جنيني ضمن سلسلة "الرائدات"    10 أعمال مغربية ضمن قائمة ال9 لأفضل الأعمال في جائزة كتارا للرواية العربية    وزارة الصحة تطلق صفقة ضخمة تتجاوز 100 مليون درهم لتعزيز قدرات التشخيص الوبائي    مهرجان سينما الشاطئ يحط الرحال بأكادير    دراسة: المعمرون فوق المئة أقل عرضة للإصابة بالأمراض المتعددة    خبيرة أمريكية تكشف مدة النوم الضرورية للأطفال للتركيز والتفوق    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الشريف.. ملك و4 رؤساء
نشر في الأحداث المغربية يوم 11 - 08 - 2015

اعتراف صريح: عمر بن عبد العزيز أخذني كأسير في عصره!
الذين شاهدوا نور الشريف في مسلسل عمر بن عبد العزيز لاحظوا أنه يؤدي الشخصية بحالة روحانية عميقة مطبقاً النظرية التي يفضلها كممثل يؤدي بالاندماج الكامل.. بل يترك لنفسه مساحة أو مسافة بينه وبين الشخصية وهنا يتحدث عن هذا المسلسل فيقول:
أود أن أذكر لك شيئاً في البداية وهو كأن هناك قدراً يربطني بشخصية عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وكانت مسرحية مقررة علينا في المسرح المدرسي في فترة الإعدادية المتوسطة وبعد ذلك جسدت شخصية عمر بن عبد العزيز إذاعياً من تأليف الشاعر عبد الرحمن الشرقاوى وإعداد عبد السلام أمين وطلبت من الشاعر عبد السلام أمين أن نقدمه تلفزيونياً وعند الانتهاء من كتابته فوجئت بالتلفزيون يتهرب منى رافضين إنتاجه فالتقيت بوزير الإعلام في هذا الوقت صفوت الشريف وسألته عن سبب رفض التلفزيون للعمل فقال بأنهم يدرسون حالياً الجدوى الاقتصادية من توزيعه فهناك بلاد رافضة شراء هذا العمل وهذه البلاد تدفع 60% من الميزانية فقلت له حرام خاصة أن هذه الفترة كانت بداية فترة تشويه صورة الإسلام في الإعلام الغربي وقلت له أن مسلسل عمر بن عبد العزيز أصدق نموذج للدفاع عن الإسلام فوافق والمشكلة في هذه الأعمال من وجهة نظري تكمن في الكتابة فقد تجد باحثاً عظيماً يستطيع أن يجمع المادة بشكل عبقري لكنه لا يملك القدرة على صياغتها في دراما إنسانية والعكس صحيح ولابد أن يملك كاتب مثل هذه الأعمال روحاً شفافة مؤمنة بما تقوله الشخصية فهنا يستطيع ذلك بدفء إنسان ساحر ويغلفه الإيمان.
فإذا سألته عن تنافسه مع كبار النجوم.. يكون جوابه هي ليست منافسه بمعنى الكراهية والبغضاء.. لكنه السباق الشريف المطلوب وارد لو توفر السيناريو الذي يجمعني بالكبار وقد حدث هذا في عمارة يعقوبيان.. ومن حق كل فنان أن يتميز أما فكرة التواجد لأسباب تجارية بحته فهذه مرفوضة وأظن أن أغلبهم سيرفضها.
ونفس الشيء قيل عندما بدأت بشائر الدراما السورية تطل علينا.. وقيل وقتها أنه ستقضى على الدراما المصرية.. وهناك من أعترض على تواجد النجوم العرب في مصر ويجب أن نعترف بأن السوريين.
برعوا بشكل كبير في البداية في الدراما الأسطورية مثل الكواسر والجوارح وغيرها وقد ساعدهم على ذلك وجود مخرجين دارسين إخراج سينمائي ويعملون بكاميرا واحدة وحققوا صورة جميلة وساحرة وبعد ذلك دخلوا في المرحلة التاريخية مثل ملوك الطوائف وغيرها وكانت أعمالاً متميزة جداً وأفضل من الدراما التاريخية المصرية وذلك يعود لعدة أسباب أولها المخرج لكونه يملك رؤية بصرية سينمائية، ثانياً أن التصوير الخارجي في أماكن حقيقية أضفى سحراً، ثالثاً تصميم الأزياء، رابعاً دعم الدولة لهذه الأعمال بأن أماكن التصوير مجانية بالإضافة لتقديم بعض الخدمات المجانية من قبل الجيش لكن أنا أرى أن بعد تقديم الأعمال العظيمة السورية حدث هبوط في هذه الأعمال وأعتقد أن ذلك يعود لدخول شركات الإنتاج في منافسة رهيبة لسباق المسلسلات من أجل البحث عن المكسب فبدأ المخرج والممثل اللذان يقدمان أعمالاً رائعة من قبل يطالبان بأجر أكبر ونفس الكلام على مصمم الأزياء والموسيقى والمونتير وهكذا فاضطرت شركات الإنتاج للبحث عن فريق عمل أقل حرفية وموهبة من هؤلاء وبالتالي وجدنا بعض الأعمال تظهر دون المستوى الذي أعتدنا عليه من التميز في الدراما السورية في الأعمال التاريخية.
سبق أن ذكرت أننا أصبحنا نعيش في زمن الإثارة فمن نقول في مصر أن هذا سوري أو عراقي أو فلسطيني لسبب بسيط أن الذي أنشأ الفن الدرامي في العالم العربي في مصر هم أهل الشام وهل لأحد أن يتخيل أن أنور وجدي سوري وأن نجيب الريحانى عراقي وأنا اندهشت من ذلك فهند صبري جاءت من تونس منذ سبعة أعوام وأصبحت الآن نجمة كبيرة ولم يهاجمها أحد لكن عندما جاء جمال سليمان لمصر تعرض لهجوم شديد وأنا وعادل أمام ويحيى الفخرانى دافعنا عنه بشدة فأنا على سبيل المثال بدأت احتراف الفن عام 1967 وجاءت النكسة ومنذ عام 67 وحتى عام 72 ونحن في سورية ولبنان لم يقل احد أن المصريين جاءوا ليحتلونا أو يأخذوا فرص عملنا والهجوم على السوريين أعتبره غباء ويحدث حساسية ليس لها معنى وهذا يقود بعض الناس غير الموضوعيين أن يتبادلوا السباب، فجمال سليمان صديقي من قبل أن يأتي لمصر وهناك فنان سوري آخر أعشق تمثيله وهو بسام كوسا وأراه واحداً من أندر الممثلين في العالم، وقد منحته مرتين جائزة أحسن ممثل وأتمنى أن يعمل في مصر، والمدهش أن الذي فجر هذه القضية الفنان احمد ماهر الذي كان يعمل في سورية وقتها!
وفى مجال الغناء من يمنعني وأنا المصري أن أحب فيروز ونبيل شعيل وعبد الرب أدريس ومحمد عبده.. إلى جانب حبي لعلى الحجار وهاني شاكر ومدحت صالح ومحمد الحلو ومحمد فؤاد.. لقد تربيت على صوت عبد الحليم وأم كلثوم وكنت أحب عبد الوهاب ولم أحب فريد الأطرش إلا عندما كبرت وأدركت.. لكن يظل حليم هو ذاكرة العرب العاطفية والسياسية وأغانى أم كلثوم هي دروس في التعامل مع أحرف الكلام.. كما أنها قربت القصائد العربية إلى كافة الأمة بل والى العالم الخارجي.. أليس هذا دليلاً على أن الفن عملية إنسانية وهذه هي روعته وسحرة..
شهادات عنه
سمير سيف المخرج والصديق أحد المفاتيح التي يمكنك بها أن تدخل إلى عالم نور الشريف بدون أن تدق الباب أو تستأذن.. سمير هو أستاذ الإخراج بمعهد السينما وأحد رموز الفن السابع..
يقول: تعرفت على نور عندما كان يمتد في فيلم السكرية مع الأستاذ حسن الإمام وكنت أعمل كمساعد مخرج.. وبسرعة أصبحنا أصدقاء أنا ونور ووجدنا توافقاً في الميول والآراء خاصة الفنية.. وكنت وقتها أفكر في الإخراج ونور يفكر في الإنتاج وأنا أعتز بفيلم السكرية لسببين الأول أنه عرفني بنور الشريف.. والثاني أن الأستاذ حسن الإمام جاملني حين كتب في كل مواد الدعاية الخاصة بالفيلم عبارة.. مساعد المخرج.. المخرج: سمير سيف في سابقة كانت الأولى من نوعها في السينما المصرية.. واعتراف رائع من أستاذ بإمكانيات مساعده، المهم أنني ونور خرجنا من الفيلم أصدقاء.. فقد وجدنا بيننا صفات مشتركة.. وقدمت له مشروع فيلم دائرة الانتقام- فرحب أن يكون هذا الفيلم هو باكورة إنتاجه وفى الوقت الذي اتفقنا فيه على تنفيذ الفيلم عرض عليه المخرج الخارجي خمسة آلاف جنيه زيادة إذا استبدلني بمخرج آخر مشهور مثل نيازي مصطفى أو غيره، ولكن نور رفض وصمم على أن أخرج أنا الفيلم وفعلاً صورنا الفيلم في 11 أسبوع وتكلف نحو 35 ألف جنيه.. ومنذ ذلك الوقت أطلق نور الشريف على اسم أبنه البكر.. باعتباري مخرج أول أفلامه كمنتج.
وأدو هنا أن أذكر حقيقة لم يسبق لي الكلام عنها وهى ربط الناس فيلم دائرة الانتقام- بقصة الكونت دى مونت كريستو.. وهذا الربط غير صحيح بالمرة، وأصل الحكاية أنني والسيناريست إبراهيم الموجى كنا نكتب سيناريو الفيلم من كافيتريا.. وندسور بوسط المدينة- وكانت تعج بعدد كبير من الصحفيين وسألونا أنا وإبراهيم ماذا نكتب فقلنا فيلم اسمه دائرة الانتقام وحتى نعطى الفيلم أهمية فكرنا في أهم رواية لها علاقة بالانتقام وقلنا وأن الفيلم مستوحى من قصة الكونت دى مونت كريستو وهذا غير صحيح بالمرة.. ولكن المسألة أو الفكرة أن الانتقام عادة يسير في شكل دائري لينتهي بالمنتقم نفسه في النهاية.. والاختلافات جوهرية بين الفيلم ورواية الكونت دى مونت كريستو من كل الجوانب.
وفى هذا الفيلم حاولت أن أستفيد من العلاقة بين المخرج إيليا كازان ومارلون براندو ولذلك اتفقت مع نور أن تكون ملابسه في الفيلم كله واحدة لا تتغير وأن تكون ملفتة ومميزة.. ولذلك فضلنا السويتر وكان نجاح الفيلم دائرة الانتقام- هو الباب الذي دخل منه شباب مخرجي معهد السينما وقبله كانوزا متهمين بأنهم ؟؟ أفلام فنية ولا تعمل للناس.. وفى نفس الوقت فإن الفيلم نال عدداً من الجوائز.. أي أنه نجح فنياً وتجارياً.
ولأول مرة قدمنا أيضاً تدريب الفتوة.. تدريب بدائي ولكنه كان كافياً لإقناع المشاهد بقوة هذا البطل.
وأضاف الدكتور سمير سيف قائلاً من الممثلين الذي يدفعون المخرج دائماً لمزيد من الإبداع لأنه ممثل مثقف وواعي بكل ما يدور ويسعى دائماً للتجديد ومن هنا نستمتع أنا كمخرج وهو كممثل بما نقدمه للمشاهد ليستمتع هو الآخر.
وحول فيلم -آخر الرجال المحترمين- قال الدكتور سمير سيف هذا الفيلم الذي نال جوائز كثيرة من الدولة ومختلف الجمعيات والمهرجانات التي شارك فيها تم تصويره في أربعة أسابيع ونصف فقط رغم التصوير في محطة مصر ومقلب الزبالة وحديقة الحيوان.
كنا نبدأ التصوير كل يوم في السابعة صباحاً..
تعلمت من نور أن المنتج الفنان يدعم جهد المخرج ويحيى رؤيته ولا يجهضها وهذا نور الشريف الداعم دائماً لرؤية المخرج الذي يعمل معه.
ولهذا فإنه عهد لي وأنا مخرج شاب بإخراج فيلم قطة على نار وكان الفيلم نقطة تحول بالنسبة للفنانة بوسي من ممثلة مراهقة إلى ممثلة امرأة ناضجة.
ولهذه الأسباب وغيرها بقى نور الشريف في المقدمة أو أكثر ليس بالضرورة أن يكون الأول ولكنه لا يبتعد أبداً عن الصف الأول ولا يهبط عن القمة.
ولأنه ممثل شخصيته قوية فهو واحد من الممثلين القلائل الذين احتفظوا بأسلوبهم في الأداء مع المخرج الكبير يوسف شاهين وهم زكى رستم وفريد شوقي ومحمود المليجى وأخيراً نور الشريف.
وأنهى المخرج الكبير سمير سيف كلامه عن نور الشريف قائلاً أريد بهذه المناسبة لأن أرد اعتبار نور الشريف وفيلم عيش الغراب- فقد هاجمه البعض متهماً إياه بأنه فيلم ظهر مترهلاً وغير مناسب للشخصية وهذا غير صحيح فالشخصية التي أرادها نور في الفيلم شخصية ضابط خرج من الخدمة وفقد أسرته.. وأدمن الخمر وتطلبت الشخصية لهذه الأسباب ممثل سمين جسمه مترهل.. وكان نور مناسباً تماماً للشخصية عند التصوير وأداها ببراعة أكثر من المطلوب منه.
الذي مثل نور به الفيلم السويتر الجلد بالياقة الفرو خصيصاً للشخصية واتفقنا على طبقة صوت مميزة وعلى أسلوب في المشي يدل على القوة وزكة في القدمين توحي بالقوة والرغبة في الثأر في آن واحد.
وساعدني نور بقدرته على الأداء يعذبه أيضاً قدرته على التعبير بجسمه.. فقدر إلى جانب قدرته على التعبير بالوجه فإنه يتميز أيضاً بقدرته على التعبير بالجسد أو ما يعرف بال Body Talking راقبه وهو يمشى في فيلم دائرة الانتقام أو المطارد ثم راقبه وهو يحنى ظهره في فيلم من آخر الرجال المحترمين ليعبر عن انكسار هذا المدرس الذي فقد تلميذ زحام القاهرة.
والحمد لله يخرج الفيلم تجارياً أو جماهيرياً بشكل كبير وهكذا لم أخذل نور.. وكان نجاح الفيلم هو مفتاح تعامل المنتجين مع جيل كامل من المخرجين الشباب من خريجي معهد السينما- كما أعطى هذا النجاح الثقة لنور كمنتج.. فكرر تجربة العمل مع مخرج يعمل لأول مرة، فقدم محمد خان كمخرج لأول مرة في فيلم ضربة شمس وقدم محمد النجار كمخرج لأول مرة في فيلم زمن حاتم زهران.
ثم أكد نور ثقته في كمخرج عندما اختارني لإخراج ثاني فيلم من إنتاجه وهو قطة على نار- والفيلم من نوعية مختلفة عن توجيهات.. فأنا مصنف على أنى مخرج أفلام أكشن أو حركة.. وفيلم قطة على نار فيلم يحتاج لمخرج ممثلين وكان هذا الاختيار يؤكد ثقة نور المنتج في قدراتي كمخرج.
وإيمانه بى كمخرج تكرر مرة أخرى عندما اختارني لإخراج فيلم آخر الرجال المحترمين- ساعتها تأكدت أن نور يؤمن بقدراتي كمخرج قادر على إخراج كل أنواع الأفلام وليس لوناً معيناً فقط.
وفى فيلم دائرة الانتقام- استخدمنا أشياء كثيرة كانت تستخدم لأول مرة في السينما المصرية منها إدخال فيلم داخل فيلم- واستخدام خلية إذاعية البرنامج الموسيقى- ومطاردات حقيقية في شوارع حقيقية.
الناقد الكبير رؤوف توفيق
عندما لأتابع تواجد نور الشريف من بداياته وحتى آخر أفلامه.. أجد أنه مر بتجارب كثيرة جداً ومتنوعة ومفيدة له.. وهو مثقف وعلى وعى بكل مراحل العمل السينمائي.. ولذلك فإنه أكتسب خبرة واسعة تمكنه من يأكل الكاميرا بعد أن يجسد الشخصية التي يؤديها ومعطياً الانفعالات المناسبة التي تفيد كل جملة حوار تنطق بها الشخصية.. لقد شاهدت له أخيراً على أحدى الفضائيات فيلم ناجى العلى تقمص الشخصية بأسلوب يشعرك بوجود الفنان.. ناجى العلى موجود معه طوال الوقت.. إنه ممثل يختفي داخل الشخصية التي يؤديها.. وهذا أكبر دليل على أنه درس وأجتهد في حفظ الشخصية وفى دراسة القضية الفلسطينية بكل أبعادها.. ليخرج لنا بشخصية ناجى العلى حية على الشاشة.
ولو تابعته وهو يؤدى شخصية السائق من لحظة انكساره في فيلم سواق الأتوبيس وحتى لحظة انتحاره في فيلم ليلة ساخنة.. ستجده مر بأحداث كثيرة وسريعة.. أنه ممثل يستطيع أن يخرج أفضل ما عنده لخدمة الشخصية التي يؤديها وتختفي شخصيته الحقيقية ليعبر فقط عن مكونات الشخصيات الأخرى.. وعلى المسرح ستجده بنفس التوهج والحيوية.. لأنه كتلة من المشاعر أو بركان من المشاعر المتدفقة في السينما والتلفزيون وعلى خشبة المسرح.
والأفلام الثلاثة التي ذكرتها هي لمخرج واحد هو الراحل عاطف الطيب والذي كون ثنائياً رائعاً مع نور الشريف الممثل وفدما عدداً من الأفلام الجميلة الراقية.
وأضاف الأستاذ رءوف توفيق.. ومن مميزات نور الشريف أنه يعطى فرصة لكل من يزامله بالتواجد معه.. مدركاً أن أي مشهد يشارك فيه هو أحد أبطاله ولكنه ليس البطل الوحيد.
وقال كان لي تجربة شخصية معه عندما كتب فيلم عن المصريين الذين يسافرون للعمل في الدول العربية في أعمال أقل من مستواهم العلمي والمهني.. رآه وأعرب عن رغبته في إنتاجه وإخراجه.. وعندما جلسنا لمناقشة السيناريو وجدته قد درس الموضوع دراسة كاملة بكل أبعاده وكأنه أحد الطيور المهاجرة من مصر.. الطير المسافر وهو أسم الفيلم كان المفروض إنتاجه بالاشتراك مع قطر.. ولكننا لم نصل إلى أتفاق مع أي جهة إنتاج عربية ولكن مع الأسف هذا لم يتحقق مما حال دون إتمام الفيلم.
ولكن أثناء جلسات السيناريو وجدته قد دخل في تفاصيل التفاصيل الخاصة بالفيلم.. وأعد نسخة كاملة لحركة الكاميرا ووضع أسماء الممثلين مع تفاصيل كاملة لكل شخصية وكل ممثل يؤديها.. كان حلمه ومع الأسف لم يخرج للتصوير بسبب التمويل.
ونور الشريف موجود دائماً على الساحة فهو ممثل مثقف وليده موهبة واهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية لوطنه وأمته.. وهو يقرأ ويكتب ويفكر وله رؤية ثقافية وفكرية وهذا ما يميزه عن أقرانه من الممثلين.
نور استفاد من جيل المخرجين الشباب الذين عمل معهم كثيراً من أمثال سمير سيف ومحمد خان وعاطف الطيب.. وهم أيضاً استفادوا كثيراً من هذا الممثل المخلص جداً لعمله والذي يقضى أياماً بلا نوم حتى يصل إلى التعبير المناسب للشخصية التي يؤديها في كل مواقفها بالعمل.. يخرج نور الشريف في اختصاص حيوية هذا الجيل من المخرجين ويستفيد منها ككمثل.
وقد حضرت معه أكثر من مهرجان خارج مصر ووجدته لا يسعى أبداً لتلميع نفسه كنجم.. ولكنه يحاول أن يستغل تواجده في المهرجان في مشاهدة ومتابعة الأفلام المعروضة.. ومعه برنامج كامل لكل ما يشاهده كل يوم ومعه تفاصيل عن مخرجين أفلام المهرجان وأعمالهم السابقة.. ليده كم هائل من المعلومات عن السينما العالمية.
وعندما كرمناه في مهرجان الإسكندرية وأقمنا له ندوة في قصر الإبداع.. زاد عدد الحاضرين من النقاد ومن محبيه والمعجبين بفنه عن حجم القاعة التي أقيمت فيها الندوة.. إنه نجم محبوب ومحترم في نفس الوقت. نور الشريف هو من أكثر الذين درسوا أزمة السينما المصرية ولديه الحلول الكاملة والواقعية للخروج بالسينما من أزمتها.
في السيرة
مسك الختام
عواصف ورياح وزعابيب أحاطت بنور من كل جانب وتجاوزها صامداً.. قوياً لأنه يعرف جيداً كيف يمسك بجذوره ويجبرك على احترامه مهما اختلفت معه.. وعبر عصور عديدة عاشها.. تغيرت فيها السياسات والقيادات من الملك إلى الرؤساء من بعده واحداً بعد الآخر.. قد تغير وجهة النظر ولكن المبدأ ثابت ومتين..
يحلم نور الأب بالستر لابنتيه كل واحدة في بيتها.. هذا هو حلمه الشخصي الذي يختلط بحلم عام لمصر 2013 أن تكون معتدلة ووسطية وشامخة.. تستثمر مخزونها الحضاري العظيم في النظر إلى الأمام بثقة واطمئنان.. وسبحان من له الدوام.. يُغير ولا يتغير وكل يوم هو في شأن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.