كشف مجموعة من الباحثين والأمنيين المغاربة والإسبان، المهتمين بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، خلال فعاليات المؤتمر 33 لصحفيي مضيق جبل طارق المنظم بالجزيرة الخضراء، عن معطيات مهمة ومعلومات جديدة بخصوص عمليات شبكات تجنيد المتطرفين بالمغرب وبإسبانيا، وعن مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الجاري منذ سنوات، والذي مكن من تفكيك مجموعة شبكات كانت على وشك تنفيذ عمليات إرهابية. وعبر المتدخلون في فعاليات المؤتمر الذي احتضن على مدى أربعة أيام مشاركة صحافيين مغاربة وإسبان، عن أملهم في أن يكون للإعلام دور كبير في دعم تلك المجهودات، وأن يكون وسيلة من وسائل محاربة الإرهاب أيضا، على اعتبار مستوى التأثير والتواصل مع المواطنين. وأن الإعلام يمكن أن يكون وسيلة إضافية مدنية، إلى جانب المجهودات الأخرى المبذولة من طرف الدولة. فيما اعتبر بعض المسؤولين أن غياب التنسيق مع بعض الدول الأخرى هو الذي يتسبب في بعض الانفلاتات. وقال مسؤول بجهاز استخباراتي إسباني، في مداخلة له في فعاليات المؤتمر 33 أن المعلومة بين المغرب وإسبانيا، أصبحت سلسة وسريعة، وهو ما يمكن من فك ألغاز الكثير من الشبكات، مشيرا لوجود مفوضيات أمنية مغربية بالتراب الإسباني ومفوضيات إسبانية بالتراب المغربي، بالمناطق الحساسة كميناء الجزيرة الخضراء، ميناء طنجة المتوسط ومطار محمد الخامس ومطار مدريد أيضا، يتواجد بها عناصر أمنية مغربية وإسبانية ينسقون فيما بينهم. المسؤول الأمني المغربي السابق عبد الحق باسو، كشف بدوره عن مستوى هاته العلاقة وهذا التعاون، موضحا أن المغرب استطاع أن يكون الجار الحامي لإسبانيا، من خلال ما يقوم به من عمل منسق وجاد في محاربة الإرهاب، وتتبع التشكيلات الإرهابية التي تحاول النيل من استقراره، كما أشار للجهاز الأمني الجديد الذي تم تأسيسه مؤخرا «إف بي آي المغرب»، وما يمكن أن يلعبه من أدوار في مثل هاته الحالات. وفي كلمته أوضح مسؤول أمني إسباني رفيع، أن المشكل الكبير الذي تواجهه إسبانيا، بخصوص العناصر المتوجهة للقتال أو التي تسقط في يد تلك الشبكات، هم من ذوي الجنسيات المزدوجة، منهم مغاربة وجزائريو الأصول. وهو ما يجعل ضبطهم وتتبعهم أمرا صعبا للغاية. كما بشر الصحفيين الإسبان بخبر مهم، وهو كون زملائهم الثلاث المفقودين بالديار السورية منذ مدة، هم بخير ويعرفون مكان تواجدهم، وأن هناك مفاوضات لأجل إطلاق سراحهم. الصحفيون المغاربة والإسبان في ختام مؤتمرهم هذا الذي امتد في الفترة بين 1 و 4 أكتوبر الجاري، أكدوا بدورهم على دور الإعلام في تتبع ودعم المجهودات التي يقوم بها البلدان في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، مطالبين السلطات بالبلدين بتوفير المعلومة الصحيحة، والانفتاح أكثر على وسائل الإعلام بخصوص أخبار الإرهاب وتفكيك الشبكات المتورطة. مصطفى العباسي