بدا جهاد الذي أجريت له عملية زرع كلي في صحة جيدة. كان مشدوها وكاميرات المصورين موجهة نحوه، عيناه تجولان بحثا عن حضن والدته. ارتسمت على محياه ابتسامة عريضة وهو يتلقى من يدي البروفيسور بن يونس الرمضاني رئيس قسم الكلي بالمستشفى الجامعي ابن رشد جهاز «أيباد». تجرع مرارة «الدياليز» منذ أن كان عمره ثلاث سنوات. بعد معاناة طويلة مع المرض فقررت والدته أن تمنحه الحياة بالتبرع بكليتها. هي العملية العشرون لزراعة الكلي لفائدة طفل في سنته الخامسة، ولا يتجاوز وزنه 19 كيلوغراما والتي قام بها الفريق الطبي الذي نجح في زرع الكلية.
جهاد يقطن بمدينة أكادير رفقة أسرته المكونة من أربعة أطفال. لم تتردد والدته في التبرع بكليتها لإنهاء «معاناة صغيرها مع تصفية الدم لمدة سنتين». وقد تمكن الفريق الطبي والحراحي والمختص في الإنعاش لدى الأطفال والبالغين، يوم الثلاثاء 23 فبراير 2016 من إنجاز عملية زراعة ناحجة، تمت حسب البروفيسور بنيونس الرمضاني بفضل «تضافر جهود المختصين في الكلي والإنعاش وطب الأطفال كي تتم العملية في أحسن الظروف». وقبل ذلك وحسب ما أوضحت الدكتورة سليماني كنزة التي أشرفت على مرحلة الإستعداد، من خلال إجراء الفحوصات والتحاليل الضرورية بالنسبة للأم والطفل، خاصة وأن الطفل القادم من سوس العالمة كان يعاني قصور كلوي مزمن، تعود على إجراء تصفية الدم ثم بعد ذلك تصفية الباطنية التي تأقلم معها بشكل جيد. كشفت التحاليل حسب الطبيبة أن «المرض وراثي ولذلك قررنا إجراء عملية زرع الكلية، والتي تمت في ظروف جيدة وكللت بالنحاج». بعد أسبوع من الاستشفاء غادر الطفل المستشفى هو ووالدته في صحة جيدة. وأهم ما يميز العملية العشرون لزراعة الكلي لدى الطفل هو كون جميع أعضاء الطاقم الذي أشرف عليها مغربي، وكذا صغر سن المستفيد من الزراعة، إذ لا يتجاوز عمر المستفيد خمس سنوات، إضافة إلى كون الشرايين قد كانت جد دقيقة مما جعل العملية الجراحية في غاية الصعوبة. وأصر البروفيسور هشام عفيف مدير المركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد خلال هذا اللقاء مع الصحافة على الإشادة بالفريق الطبي الذي أشرف على نجاح هذه العملية، التي تمت بشكل مستقل بعد سنوات من التعاون مع فرق طبية تابعة لمستشفى Robert Debre بباريس والوكالة الفرنسية البيوطبية. وهو نجاح يصادف الاحتفاء باليوم العالي للكلية في العاشر من مارس، والذي سيكون شعاره هذه السنة «أمراض الكلي والطفل».