حملة واسعة النطاق على مروجي الأقراص المهلوسة والمخدرات تطيح بعدة متورطين بسلا

أسفرت الجهود المبذولة من قبل عناصر الشرطة القضائية ومختلف المصالح الأمنية التابعة لمنطقة أمن سلا، الرامية إلى محاربة شتى أنواع الجريمة، والتصدي إلى تجار ومروجي المخدرات بمختلف أنواعها، عن توقيف عدد كبير من مروجي الأقراص المهلوسة ومخدر الشيرا، بالعديد من أحياء مدينة سلا، وتحديدا على مستوى حي الرحمة سكتور باء على وجه الخصوص، خلال الفترة الأخيرة، من بينهم المدعو "ولد عبد الجليل" رفقة شخص ثان، وقبله المدعو "فلقة" رفقة ابنه بالغويبة وكلهم من أجل تهمة إعداد شبكة للاتجار في الأقراص المهلوسة، ومخدر الشيرا، وكشفت التحقيقات التي بوشرت معهم، وكذا التي سبق أن بوشرت مع من سبقوهم خلال مرحلة الاستماع إليهم، بحسب مصدر جيد الاطلاع، عن خيط ناظم مفاده أن هناك شبكة إجرامية وطنية متخصصة في جلب ونقل وتهريب وترويج الأقراص المخدرة، من منطقة الشرق، والتي يتم تهريبها من الجزائر، وتنشط بمحور الخط الممتد بين مدن وجدة، تازة، فاس، مكناس، الخميسات، سلا والرباط، والجديدة، وبالتالي فان الموقوفين لا يخرجون عن هذا الإطار، كونهم يجلبون الأقراص المهلوسة من ضواحي سلا، وتحديدا بمنطقة السهول على متن وسيلة نقل عمومية، من أجل الاتجار وترويج الأقراص المهلوسة، للعديد من الزبناء بالمنطقة سالفة الذكر.
بناء على المعلومات، والأوصاف المقدمة من قبل بعض مروجي الأقراص المهلوسة، الذين تم اعتقالهم مؤخرا في إطار العمليات التمشيطية، التي باشرتها فرقة محاربة المخدرات التابعة للشرطة القضائية لمنطقة سلا، من أجل محاربة هذه الظاهرة التي استفحلت بشكل متزايد في صفوف الشباب، خصوصا بمحيط أغلب المؤسسات التعليمية بالمدينة المليونية، شددت عناصر فرقة الأمن المذكورة حراسة عن بعد على المكان الذي يتردد عليه عناصر الشبكة الإجرامية لترويج "السموم المخدرة" طيلة أسبوع كامل، قبل أن يقع الظنينان في حبال عناصر الأمن وهما في حالة تلبس بصدد ترويج حوالي 160 قرصا مهلوسا، و18 قطعة من مخدر الشيرا، فضلا عن حجز كمية كبيرة من سنابل الكيف والطابا، والكيف الممزوج، والآلات المستعملة لتحضير مادة الكيف، بحوزة المتهم الرئيسي للشبكة الثانية المدعو "فلقة" رفقة ابنه، بعد أن تم تحديد مكان تواجدهما، حيث جرا اقتيادهما إلى مقر منطقة أمن سلا لتعميق البحث معهما.
التحريات الأولوية التي بوشرت مع زعيمي أفراد الشبكة الإجرامية، سواء الأولى أو الثانية المتخصصة في جلب وترويج الأقراص المخدرة، وكلهم من ذوي السوابق القضائية في مجال الاتجار في المخدرات، كشفت عن تورطهما لفترة غير قصيرة بعد أن قررا الدخول في غمار عالم الاتجار في الممنوعات، عوض البحث عن عمل شريف يغنيهم عن ركوب مغامرات الاتجار في المخدرات، وإعادة ترويجها مقابل مبالغ مالية، عبر مختلف أحياء سلا، ولمختلف الزبناء من كل الفئات العمرية.
تعميق البحث مع الموقوفين، ومحاصرتهم بالعديد من الحجج والقرائن التي تم التوصل إليها خلال مرحلة التحقيق معهم، لم يجدو بدا من الاعتراف أنهم يعملون على جلب كميات من مخدر الشيرا وسنابل الكيف والطابا، وكذلك كميات كبيرة من الأقراص المهلوسة أسبوعيا، من أجل إعادة ترويجها وتوزيعها بالمناطق المومأ إليها سالفا، عبر استخدام وسائل النقل العمومي بغرض دفع الشكوك وتمويه عناصر الأمن، أثناء المرور عبر نقط المراقبة والتفتيش المنصوبة على طول طرقات مختلف المناطق التي يمرون منها، خلال عمليات جلب الممنوعات وترويجها، وأنهم يجهلون مكان وجود المزود الرئيسي.
المتهمون أحيلوا أمس على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسلا، للنظر في التهم الموجهة إليهم، والمتعلقة بتكوين شبكة إجرامية متخصصة في جلب، نقل، تهريب، وترويج الأقراص المهلوسة بالجملة، المشاركة وتقديم مواد مضرة بالصحة العامة، قبل أن تأمر النيابة العامة للمحكمة الابتدائية بإيداعهم السجن المحلي بسلا، من أجل تعميق البحث معهم، ومحاكمتهم خلال الجلسات المقبلة.
ادريس بنمسعود