استقبل المغرب برسم السنة الدراسية الحالية، 11ألف طالب أجنبي بلغت نسبة الأفارقة ضمنهم 85في المائة بما يعادل 9 آلاف طالب أفريقي. وذلك عن طريق الوكالة المغربية للتعاون الدولي . وقد حصل 6000 طالب من هؤلاء الطلاب الأفارقة على منح للدراسة من المغرب. وذلك، وفق ما كشفه السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال. وأفاد السفير محمد مثقال، الذي كان يتحدث خلال افتتاح أشغال ندوة دولية موسومة ب"إفريقيا تتحرك : الهجرات، الجاليات والحركية" يوم الخميس 13 أبريل 2017 بالمتحف الوطني محمد السادس للفن المعاصر والحديث، أن المغرب لعب دورا كبيرا في حركية الكفاءات والأطر الإفريقية. وأوضح، في هذا السياق، أن قرابة 30 ألف طالب إفريقي استكملوا تعليمهم العالي بمدارس ومعاهد وجامعات مغربية طيلة ال30 سنة الماضية منذ تأسيس الوكالة. وقال السفير محمد مثقال، كذلك، بتلقي 500 من الكفاءات والأطر الإفريقية، من موظفين ووزراء لتداريب وتكوينات بالمغرب في مجالات مختلفة إدارية واقتصادية وعسكرية ودينية . وأشار إلى أن 2000 إطار أفريقي استفادوا من تكوين بالمغرب خلال ال15 سنة الأخيرة. وشدد في هذا السياق على أن "المغرب يلعب دورا كبيرا في تأهيل وتكوين الكفاءات الإفريقية عبر شراكات دولية وإفريقية". وإذ اعتبر السفير محمد مثقال، أن لإفريقيا مساحة مهمة في تاريخ المغرب، فقد أشار إلى أن الملك محمد السادس أولى أهمية كبيرة لتنمية القارة السمراء عبر اعتماد سياسة واضحة وشاملة واسيتراتيجية وطنية تعتمد على مبدأ شراكة جنوب جنوب فيما قال إن وتيرة الهجرة الإفريقية تنامت في الآونة الأخيرة واتخذت عدة أشكال واتجاهات. وفي ذات السياق، أكد عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، أن إفريقيا شكلت في السنوات الأخيرة موضوعا لتفاعل الأفارقة فيما بينهم. وذلك، في إطار " دينامية انخرط فيها مثقفو ومفكرو البلدان الإفريقية للتعبئة الشاملة التي تمس التحولات العميقة التي تعيشها القارة الإفريقية". وأشار إلى وجود نَفَسٍ جديد في التعاطي مع المتغيرات الاقتصادية والسياسية والثقافية في صلتها بالهجرة على المستوى الإفريقي في أفق إنتاج تفكير إفريقي صرف ومقاربة إفريقية خالصة في التعاطي مع الواقع الإفريقي على تعدده وما يصاحبه من إشكاليات تهم القارة بشكل خاص. وزاد أن الدينامية الفكرية، التي تعرفها إفريقيا تسير باتجاه "إنتاج فكر كوني وإنساني متعدد يتعدى التفكير الكوني ". وبعيدا عن أن تكون تيمة إفريقيا مجرد موضة "فكرية"، استعرض عبد الجليل عددا من مشاريع أكاديمية المملكة في إطار السياسة الرسمية تجاه الهجرة الإفريقية، موضحا أن الأمر يتعلق على سبيل المثال بتخصيص الأكاديمية لدورتها الثالثة والأربعين برسم 2015 للتفكير في القضايا الإفريقية، حيث استقبلت في ندوتها الدولية، التي نظمتها بالمناسبة تحت عنوان :" أفريقيا كأفق للتفكير"، باحثين ومثقفين أفارقة، وطرحت خلالها نقاشات حول إشكالات عميقة تهم الفكر الإفريقي ما بعد فترة الاستعمار والانتقال الديمقراطي وهجرة الأدمغة، بجانب تحديات عامة كالتنوع والانسجام داخل المجتمعات الإفريقية. ومن جانبه، أثار الكاتب العام للوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، لحبيب نادر، في عرضه أن "المغرب لا يشكل استثناء في الحركية التي تعرفها إفريقيا لاعتبارات عدة؛ بينها موقعه الجيوستراتيحي"؛ موردا أن البلاد تشكل مساحات للتعايش بين مختلف الفئات والإثنيات "ما جعله بلدا للاستقرار والاستقبال وليس فقط العبور"، معتبرا أن إستراتيجية المملكة الرسمية تجاه المهاجرين الأفارقة، التي انطلقت رسميا عام 2013، "هي رؤية جديدة تعتمد على مواثيق ومبادئ حقوق الإنسان الكونية". وأشار المتحدث إلى استقبال المغرب لعشرات الجنسيات الدولية أغلبها من دول جنوب الصحراء، تفعيلا لشراكته مع الدول الأفريقية، على أن الرؤية الرسمية تجاه المهاجرين الأفارقة تضم عدة جوانب عملية؛ من بينها تمكين المعنيين من حقوق الصحة والتعليم والسكن والشغل، معتبرا أن الشق الثاني من هذه الإستراتيجية الذي انطلق منذ أشهر قليلة ويهم إدماج المهاجرين في المجتمع المغربي "يبرهن على انخراط المغرب في حل مشاكل قضايا الهجرة في تناغم مع القوانين والمواثيق الدولية". وإلى ذلك، استعرض نائب رئيس الجامعة الدولية للرباط، عبد العزيز بن جواد، استعرض نبذة عن إستراتيجية المؤسسة حيال القضايا الإفريقية، مسجلا أنه ومنذ تأسيسها عام 2010، "عكفت الجامعة على تكوين طلبة وباحثين وأطر من إفريقيا، ومواكبتهم والإسهام في إدماجهم كمواكبة منها للاستيراتيجية الرسمية التي اعتمدها المغرب في التعاطي مع قضايا الهجرة". وكشف المتحدث عن مشاريع بحثية وعلمية، ضمها فضاء الأكاديمية الدولية بالرباط، من قبيل تأسيس كرسي اليونيسكو البحثي حول الهجرة، ومختبر علمي حول الحركية ما بين بلدان القارة الافريقية، مع توقيع شراكات علمية وثقافية مع عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وقد ارتأى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، منح تظاهرة " إشعاع أفريقيا من العاصمة"، التي تنظم حاليا بالرباط ومازالت فعالياتها مستمرة بعد تمديدها للنجاح، الذي لاقته وفق ما أكده مديرالمؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، طابعا فكريا من خلال تنظيم3 ندوات تتناول الأولى تيمة الهجرة الإفريقية وذلك بعيدا عن التعاطي الأمني مع هذه الهجرة القديمة في التاريخ وتقديمها بوصفها تهديدا دائما لبلدان الشمال والقارة الأوربية، مما يمنح المتدخلين من أكاديميين ومثقفين ومسؤولين قطاعيين إمكانية التوقف عند مجموعة من الحقائق حول الهجرة الإفريقية من منطلق كونها هجرة إفريقية داخلية، وفق ما أكده رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، ادريس اليزمي، الذي أشار إلى أن سبعة من أصل عشرة مهاجرين أفريقيين يهاجرون داخل بلدان إفريقية. وأوضح ادريس اليزمي، في هذا السياق، إلى أن التحولات الأساسية والعميقة، التي تشهدها هذه الهجرة الإفريقية، وما تطرحه من تحديات راهنة ومستقبلية لبلدان إفريقيا أساسا في ظل المتغيرات والتحولات، التي تعرفها القارة وتلك التي يعرفها السياق الدولي، يستوجب الوقوف والتفكير في أفق استغلال أمثل للإمكانيات الكبيرة، التي تتيحها هذه الهجرة . أما الندوة الثانية، التي يعتزم المجلس تنظيمها في إطار ذات التظاهرة "إشعاع إفريقيا من العاصمة"، فسيتم تخصيصها للمبدعات الروائيات الإفريقيات، وذلك يوم 20 أبريل الجاري، فيما تخصص الندوة الثالثة للشاعر والمثقف والسياسي الإفريقي الكبير الراحل ليوبولد سيدار سينغور، وذلك يوم 27 أبريل الجاري. وسيحتضن المتحف الوطني محمد السادس للفن المعاصر والحديث الندوتين معا.