سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الناظور تستحضر من خلال الندوة العلمية الثانية للدورة الثامنة عشرة لجامعة مولاي علي الشريف ، صفحات مشرقة من الكفاح المشترك بين أبناء المنطقة والسلطان سيدي محمد بن يوسف.
.كوم - عبد المنعم شوقي و الطيب البويفروري .التصوير للجيلالي الخالدي وميلود الدهشور . كانت مدينة الناظور يومه الجمعة 7 مارس على موعد مع التاريخ والمناسبة هي احتضانها لأشغال الندوة العلمية الثانية للدورة الثامنة عشرة لجامعة مولاي علي الشريف في موضوع "المرحلة الثانية من عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف : 1939 – 1955 والتي ستستمر إلى غاية السبت 8 مارس الجاري.
الجلسة الإفتتاحية لهذه الندوة القيمة حضرها السيد عامل الإقليم السيد مصطفى العطار إلى جانب السيد الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد محمد لطفي لمريني وبحضورشخصيات مدنية وعسكرية ونواب برلمانيين ومستشارين في الغرفة الثانية وعضو المجلس الإقتصادي والإجتماعي السيد محمد بوجيدة والسيد رئيس المجلس الإقليمي والسيد رئيس المجلس العلمي للناظور وزميله بعمالة الدريوش ورؤساء المصالح الخارجية وممثلين عن هيآت سياسية ونقابية وجمعوية وعدد من المؤرخين و الأساتذة والباحثين والمهتمين ، ومواكبة إعلامية محلية ، جهوية ووطنية مكتوبة ومسموعة ومرئية
إنا فتحنا لك فتحا مبينا " هي السورة القرآنية الكريمة التي تلاها على مسامع الجميع المقرئ رشيد في مستهل الجلسة الصباحية التي تميزت بإلقاء مجموعة من الكلمات التي تبرز أهمية اللحظة التي تعيشها قاعة المركب الثقافي التي امتلأت عن آخرها بالحضور الوازن والمتنوع لمختلف شرائح المجتمع وهي تستحضر حقبة مهمة من تاريخ بلدنا كان فيها لأبناء منطقة الناظور مساهمة كبيرة للدفاع عن استقلال المغرب وصون كرامته وعزته.
رئيس المجلس الإقليمي وفي كلمة له بالمناسبة سلط الضوء على أهمية هذا اللقاء العلمي البالغ الدلالات ، مؤكدا بأن احتضان الناظور لأشغال الندوة العلمية الثانية للدورة الثامنة عشرة لجامعة مولاي علي الشريف لاستعراض حقبة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ، هو شرف كبير لها .
واستحضر رئيس المجلس الإقليمي الزيارة التاريخية التي خص بها جلالة المغفور له محمد الخامس مدينة الناظور يوم 15 يوليوز 1958 ، مشيرا إلى أن الخطاب الذي ألقاه جلالته بالمدينة، لازال صداه يتردد خصوصا من طرف كبار السن الذين عايشوا تلك اللحظة التاريخية.
السيد مصطفى العطار عامل صاحب الجلالة على الإقليم وبعد ترحيبه بكل الضيوف والحضور ، أكد بدوره أهمية احتضان الناظور لهذه الندوة وهي التي قدمت قافلة من الشهداء إلى جانب جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل الاستقلال الوطني وبناء صرح الوطن في ظل الدولة العلوية المجيدة.
وأكد السيد العامل أنه بالأمس فقط ، كانت الناظور على موعد لإعطاء انطلاقة تشغيل الحظيرة الصناعية في خضم مشاريع التنمية الاقتصادية التي خص بها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله هذه المنطقة ، واليوم يتم استحضار البعد الثقافي والتاريخي بقوة بمساهمة نخبة مشرفة من الأساتذة والباحثين والمهتمين ، من أجل إغناء البحث التاريخي والوقوف على تاريخ وطننا في عهد الملوك العلويين الأمجاد.
وتمنى السيد مصطفى العطار في ختام كلمته ، كل التوفيق والنجاح لأشغال الندوة شاكرا جميع المتدخلين من أساتذة وباحثين وفاعلين محلين لتسليط الضوء على المرحلة الثانية من عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف 1939 – 1955 .
السيد الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد محمد لطفي لمريني نقل في مستهل كلمة ألقاها نيابة عن السيد وزير الثقافة ،تحيات هذا الأخير لكل المشاركين في هذه الندوة العلمية الثانية والتي تنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وأنه تعذر عليه الحضور بسبب مستجدات في آخر ساعة.
وقد وقع الإختيار على مدينة الناظور – يؤكد السيد الكاتب العام للوزارة – لاحتضان الندوة العلمية الثانية باقتراح من وزارة الثقافة وبمباركة من جلالة الملك لأسباب عديدة منها تضحيات أبناء المنطقة في سبيل عزة الوطن وكرامته بالإضافة إلى المؤهلات الثقافية والبشرية للإقليم ومستقبله الواعد ، ومساهمة أبناءه في إغناء الحقل الثقافي .
وتطرق السيد محمد لطفي لمريني للتطور الحاصل في البنيات الثقافية بالإقليم بفضل تعاون السلطات والمنتخبين والفاعلين الجمعويين، معتنما الفرصة للتذكير بمجموعة من المنجزات والبرامج المسطرة من طرف وزارة الثقافة ودعم المشاريع الثقافية بالناظور، وأخبر الحضور بأن اتفاقا مع السيد عامل الإقليم قد تم التوصل إليه أثناء تواجده بالإقليم لحضور هذه المناسبة التاريخية ، لإعطاء دفعة جديدة للعمل الثقافي بالمنطقة والأخذ بعين الاعتبار موضوع المآثر التاريخية بالإقليم وبناء صرح ثقافي به.
وأكد السيد الكاتب العام لوزارة الثقافة اعتزازه بهذه المنجزات وبالمركب الثقافي الكبير الذي تسعى عمالة الناظور إلى بناءه ليشكل قيمة مضافة للشأن الثقافي بالناظور.
وفي ختام كلمته وبعد تقديم شكره العميق لكل المؤسسات الشريكة ومنها بنك المغرب الذي يساهم بمعرض لصور جلالة المغفور له محمد الخامس من خلال المسكوكات والأوراق البنكية ، ومديرية الوثائق الملكية التي وضعت رهن الإشارة الصور والوثائق الخاصة بجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، أوضح السيد الكاتب العام بأن العمل والسعي للرقي سيتواصل بمثل هذه الدورات الإشعاعية الفكرية والتاريخية، وشكر عامل الإقليم على حسن الاستقبال والضيافة والتنظيم لكافة المشاركين في أشغال الندوة.
وبسبب تواجده ضمن الركب الملكي الذي يرافق جلالة الملك محمد السادس نصره الله في زيارته التاريخية لعدد من الدول الإفريقية الصديقة ، تعذر على الأستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة ، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ، رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف ،حضور هذه الندوة ، ألقى الأستاذ الشادلي كلمة الأستاذ عبد الحق المريني نيابة عنه حيث تمنى للندوة كل النجاح ثقافيا وتنظيميا وتسييريا ، مشيرا إلى النتائج المهمة التي حققتها الندوة الأولى التي احتضنتها الريصاني والراشيدية مهد الدولة العلوية ، وقد تضمنت العديد من العروض والبحوث القيمة التي ناقشها الباحثون والمختصون .
وأكد مؤرخ المملكة في كلمته بالمناسبة ، بأن أشغال الندوة تستأنف اليوم في مدينة الناظور ، مدينة النضال وقلعة الجهاد والصمود للدفاع عن الاستقلال الوطني والتي من خلالها تتاح الفرصة لأكبر عدد من المهتمين بتاريخ البلد ، للتعرف على كفاح أجدادهم للدفاع عن وحدته الترابية وحرس حدوده من كل عدوان أثيم.
وبدوره قدم الشكر لكافة السلطات والمنتخبين والفاعلين ولرجال الإعلام الذين سيواكبون أشغال هذه الندوة.
ومباشرة بعد إلقاء هذه الكلمات القيمة ، تابع الحضور شريطا وثائقيا حول " محمد الخامس ، الملك المجاهد " وهو من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. وهو الشريط الذي توقف عند محطات تاريخية منها ردة الفعل الشعبي على ظهير 16 ماي 1930 وهو ما يعرف بالظهير البربري ، وقدمت شهادات حية لعدد من المقاومين أمثال محمد الصفراوي ومحمد بلحاج ومحمد العربي والمؤرخ عبد الصمد العشاب والباحث مصطفى الريسولي وأبوبكر القادري تغمده الله برحمته الواسعة.
الشريط تحدث عن اللقاء التاريخي في شهر ماي 1934 الذي جمع المغفور له محمد الخامس وسنابل الحركة الوطنية والذي شكل منعرجا تاريخيا .
ولاختبار نوايا سلطات الحماية ، تقدم جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ، بطلب يخص تعديل قانون الحماية.
قمة أنفا ووثيقة المطالبة بالاستقلال ليوم 11 يناير 1944 وما لعبته من دور في تاريخ الأمة المغربية والمواقف السياسية على الصعيد الدولي التي كانت لجلالة المغفور له محمد الخامس ومساهمة المغرب في تحرير أوروبا من النازية والمجزرة الرهيبة التي عرفتها الدارالبيضاء سنة 1947 لثني جلالته عن عدم زيارته لطنجة والمحطات التاريخية المتحدية للغطرسة الاستعمارية ثم نفي جلالة المغفور له وأسرته في ظروف غير إنسانية ، محطات بارزة توقف عنده الشريط الوثائقي الذي تابعه الحضور باهتمام كبير.
وأورد الشريط تلك الدراجة العادية التي اطلقت منها أول رصاصة في مواجهة المستعمر وانتشار خلايا المقاومة في مختلف مناطق البلاد مشيدا بشجاعة المقاوم حمان الفطواكي في جزء منه .
وأجمعت الشهادات التي قدمها المؤرخون والمهتمون ورجال المقاومة ضمن هذا الشريط الوثائقي، أن جريمة نفي الأسرة الملكية ، شكلت الشرارة الكبرى لاندلاع أعمال المقاومة وجعلت الشعب المغربي يتقوى حبه لملكه ويبحث عن كل الأساليب التي ستعيد الملك إلى شعبه.
وتحدث الشريط بعد ذلك عن انتصار إرادة الشعب المغربي بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة الى أرض الوطن ، وتم الاستماع إلى مقتطفات من خطاب جلالة المغفور له بعد عودته من المنفى السحيق .
واختتم الشريط بالوقوف عند انتهاء مرحلة الحماية سنة 1956 والتوقيع مع فرنسا ثم مع اسبانيا في نفس السنة .