أن تقع أحداث شغب في مباراة لكرة القدم في أي مكان في العالم فهذا شيء وارد بل طبيعي، وأن يحدث شنآن بين اللاعبين والجماهير والاحتجاجات على قرارات التحكيم من الجماهير واللاعبين وحتى المسؤولين على هذا النادي أو ذاك فهذا أيضا ضمن قاموس اللعبة الأكثر شعبية في العالم ورأينا في عديد المباريات لكبريات الأندية العالمية احتجاج النجوم على الحكام وبشدة. لكن أن يتطور الأمر لما بات يعرف باسم" أحداث سطيف" وما صاحب مباراة دوري أبطال أفريقيا بين فريقي وفاق سطيفالجزائري والرجاء البيضاوي المغربي من أحداث تجاوز مداها حدود الملعب والشغب الطبيعي المعروف إلى إقحام سافر وتعدي لفظي جارح وقذف للمغاربة قاطبة ووصفهم "باليهود" واتهامهم بالذل والخنوع وتقبيل اليد في إشارة غبية للعلاقة بين الشعب والمؤسسة الملكية، فإن الأمر مختلف تماما ليس في محتواه على اعتبار أن ما حدث أثناء المباراة وبعدها وحتى بعد الإرهاصات قبلها يدخل ضمن دائرة العادي ويمكن أن يحدث، وإن كنا لا نتفق مع بعض ما قام به مسؤولو الرجاء وحتى الجماهير الرجاوية التي استخدمت الشماريخ النارية ورميها بأرض الملعب وكذلك تصرف المسؤول الأول بالنادي الرئيس بودريقة إذ إن دخوله أرض الملعب لم يكن له داع لأنه لن يغير من النتيجة في شيء حتى لو كان احتجاجه على صواب وفيه من المنطق ما فيه. لكن أن يطلع علينا رئيس نادي وفاق سطيف "حمار"( بفتح الحاء والفتحة المخففة على الميم، مع كل الاحترام للحيوان المقارن به) الذي "نهق" بكلام فيه من السفاهة والحقد الدفين والكره المبطن للمغرب والمغاربة ما فيه، حين صادته كاميرات التلفزيون وهو يصف الشعب المغربي الجار و"الشقيق" والمسلم "باليهود" خلال المباراة، ولتعقلنا وحسن نيتنا قلنا ربما كانت زلة لسان في حالة غضب، لكنه أكد حقده وعقلية أغلب بني جلدته من المقربين من دائرة الحكم الفاسد في الجزائر خلال لقاء صحفي أياما بعد المباراة وعاد فيه ليتهجم على المغرب والمغاربة مستخدما ألفاظا لا تليق في حق المغاربة ورموزهم مما يدل على عقلية البلطجة التي يحملها هو ومن وراءه من أمثاله من بني قومه. أن يدخل هذا "الحمار" في سجال وملاسنة مع من زعم أنه تهجم عليه وأقصد رئيس الرجاء فذلك شأنهما ولهما الحق في تبادل السب والشتم وما شاءا من الكلام فيما بينهما، وإن كنا طبعا مع سيادة الأخلاق والروح الرياضية الراقية، لكن أن يرد على ما ادعاه تطاول بودريقة على بلاده لم يسمعه إلا هو ولا توثيق له بتطاول وسب وقذف واضح وموثق بالصوت والصورة في حق الشعب المغربي بكامله وفي حق رمز البلاد فهذا أمر لا يمكننا السكوت عنه كمغاربة ونطالب بلاده بالاعتذار الرسمي إن لديها الحياء والجرأة ونية حسن الجوار والأخوة فعلا، لأن كلامه لن يمر بسلام وسوف يزيد الوضع المتوتر أصلا توترا أكثر وشحناء أضر قد تؤثر على أي مواجهات قادمة بين البلدين أيا كان نوعها رياضية أو غيرها. ولهذا "الحمار" ومن هم على شاكلته في الجارة الشرقية نقول بكل وضوح وقناعة: المغرب بلد خير وذوق وتقدم وازدهار وديمقراطية ونهضة بشتى أنواعها ومن يريد أن يرى بأم عينه فليبحث في شبكة الإنترنت وسيرى ما نتحدث عنه وكان من باب أولى أن يقارن "حمار سطيف" بين الملعب الذي لعب عليه فريقه في الذهاب وبين ملعب فريقه وبين الفندق الذي أقام فيه وبين فندق الرجاء في سطيف وبين البنية التحتية من طرق ومواصلات وغيرها في الذهاب ونظيرتها في الإياب ليرى الفرق الشاسع قبل التفوه بالقاذورات التي صدرت عنه تجاه أسياده، ثم إن قضية ما يرددونه دائما، حتى عامة الشعب عندهم،ويسمونه "بتقبيل اليد" في إشارة لتقبيل يد ملك البلاد إن ما يرونه "عيبا وتقليلا ممن يقوم به" إن ذلك شأن داخلي بين شعب وحاكمه بكامل رضاه ويدل على درجة الحب والتقدير والاحترام المتبادل وأفضل بكثير من تقبيلكم ليد الرئيس الفرنسي مما يدل على درجة الانبطاح للمستعمر. المغرب يسير بثبات نحو التقدم والازدهار و"حمار الجزائر ينهق". يبقى الرجاء العالمي بطلا وإن خرج من دوري الأبطال ويبقى المغرب عظيما رغم نهيق جيران السوء وتبقى يدنا ممدودة لمن عرف قدر المغرب وكرم المغاربة من أشقائنا في الجزائر.