المندوبية السامية للتخطيط تتوقع عجز تجاري نسبته 19,8 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2025    بورصة البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض    اتفاقية ‬الصيد ‬بين ‬المغرب ‬وروسيا ‬أبعد ‬بكثير ‬من ‬أن ‬تكون ‬مجرد ‬تعاقد ‬اقتصادي    المنتخب المغربي يواجه مالي في ربع نهائي "كان" السيدات    بنسعيد: نحن في تجربة جديدة للمجلس الوطني للصحافة بإيجابياتها وسلبياتها ولا توافق بنسبة 100%    رئيس ‬دولة ‬فلسطين ‬يعزي ‬في ‬وفاة ‬المناضل ‬محمد ‬بنجلون ‬الأندلسي    في ‬تقرير ‬للمنظمة ‬الدولية ‬للهجرة:‬ المغرب ‬في ‬الرتبة ‬18 ‬عالميا ‬وتحويلات ‬المغاربة ‬تجاوزت ‬11 ‬مليار ‬دولار ‬    حالة غرق ثانية بسد المنع في أقل من شهر تستنفر السلطات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    تطورات تؤكد أن أحداث مورسيا دوافعها سياسية رخيصة    اليقظة الإستخباراتية المغربية تتصدى بحزم لمؤامرات الإحتيال المنظم العابر للحدود    مؤسسة ‬المغرب ‬2030 ‬ومسؤولية ‬بناء ‬المشروع ‬الحضاري ‬الكبير    الرجاء يدخل في معسكر إعدادي بأكادير استعدادا للموسم الجديد    قارئ شفاه يكشف ما قاله لاعب تشيلسي عن ترامب أثناء التتويج    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    وفاة معتصم خزان المياه بأولاد يوسف بعد فشل محاولات إنقاذه بمستشفى بني ملال    "فيفا": الخسارة في نهائي مونديال الأندية لن يحول دون زيادة شعبية سان جيرمان    فرانكو ماستانتونو: مكالمة ألونسو حفزتني.. ولا أهتم بالكرة الذهبية    حجز أكثر من 37 ألف قرص مخدر بمراكش وتوقيف ثلاثة مشتبه فيهم في قضية ترويج المؤثرات العقلية    العيطة المرساوية تعود إلى الواجهة في مهرجان يحتفي بالذاكرة وينفتح على المستقبل    إسبانيا: توقيف عشرة أشخاص إثر اشتباكات بين متطرفين يمينيين ومهاجرين من شمال أفريقيا    الجيش السوري يدخل مدينة السويداء    إيرادات الجمارك المغربية تتجاوز 47,3 مليار درهم في النصف الأول من 2025    كيوسك الثلاثاء | توجه جديد لتقنين استعمال الهواتف داخل المؤسسات التعليمية    منتخبون عن إقليم الحسيمة يلتقون وزير الفلاحة للترافع حول توسيع المشاريع    الإفراط في النظر لشاشات الهواتف يضعف مهارات التعلم لدى الأطفال    فيدرالية اليسار الديمقراطي تنتقد الوضع العام وتطالب بإسقاط "التطبيع" وإطلاق سراح الزفزافي ورفاقه    بوريطة: الشراكة الأورو-متوسطية يجب أن تصبح تحالفا استراتيجيا حقيقيا    الداخلة، "ملتقى طرق" يربط بين فضاء البحر المتوسط ومنطقة جنوب الصحراء (صحيفة كندية)            "OCP GREEN WATER" تطلق رسميا تشغيل خط أنابيب تحلية المياه بين الجرف الأصفر وخريبكة        المجلس الوطني لحقوق الإنسان يحتضن دورة تكوينية لفائدة وفد فلسطيني رفيع لتعزيز الترافع الحقوقي والدولي    اليونسكو تُدرج "مقابر شيشيا" الإمبراطورية ضمن قائمة التراث العالمي... الصين تواصل ترسيخ إرثها الحضاري    الصين تواكب المغرب في إطلاق الجيل الخامس: فتح باب التراخيص يعزز الشراكة التكنولوجية بين الرباط وبكين    نيجيريا تعلن الحداد لمدة أسبوع على وفاة رئيسها السابق بخاري    حكيمي وبونو في التشكيلة المثالية لمونديال الأندية    نتانياهو يصطدم بالجيش بسبب "المدينة الإنسانية" في غزة: ما هو سبب الخلاف؟    أوروبا تستعد للحرب المدمرة    "مهرجان الشواطئ" لاتصالات المغرب يحتفي ب21 سنة من الموسيقى والتقارب الاجتماعي    الملك محمد السادس يراسل الرئيس الفرنسي ماكرون    شارلوروا البلجيكي يتعاقد مع خليفي    دراسة علمية: السمنة تسرّع الشيخوخة البيولوجية لدى الشباب وتعرضهم لأمراض الكهولة في سن مبكرة        اللاّوعي بين الحياة النفسية والحرية    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    الذّكرى 39 لرحيل خورخي لويس بورخيس    المحلي بوصفه أفقا للكوني في رواية خط الزناتي    لأول مرة.. دراسة تكشف تسلل البلاستيك إلى مبايض النساء    وفاة مؤثرة مغربية بعد مضاعفات جراحة في تركيا تشعل جدلا حول سلامة عمليات التخسيس    مهرجان ربيع أكدال الرياض يعود في دورته الثامنة عشرة    تواصل ‬موجات ‬الحر ‬الشديدة ‬يساهم ‬في ‬تضاعف ‬الأخطار ‬الصحية    وفاة الإعلامي الفرنسي تييري أرديسون عن عمر ناهز 76 عاما    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة العالم لما بعد كورونا
نشر في أخبارنا يوم 03 - 05 - 2020

لقد مرت حوالي ازيد من شهرين على بداية فيروس كوفيد19 لأول مرة ببلادنا والذي تحول الى وباء ثم جائحة بعد ان أصبح عابرا للقارات ولا يعترف بالحدود وتسبب في خسائر بشرية جسيمة خاصة في صفوف المسنين والمصابين بامراض مزمنة.
لقد ادت جائحة كورونا الى حدوث شلل شبه تام لعجلة الاقتصاد العالميةفضلا عن عموم قطاعات الاقتصاد الوطني وهو ما ادىالى فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم وارتباك الاوضاع الحياتية لملايين أخرى الى جانب تعطل مختلف المؤسسات التعليمية التربوية وتبنيها للتعليم عن بعد عوض الحضوري.
وفي خضم تلك الاوضاع المضطربة ،لوحظ أن هناك أطراف تعاطت مع كورونا من زاوية انسانية واضعة كل الاعتبارات والحسابات والمصالح السياسيةجانبا في حين أطراف أخرى تعاطت مع جائحة كورونا من زاويةاقتصادية وسياسية وراحت تحاول تحقيق مكاسب على حساب الآخرين.وتعتبرالولايات المتحدة الأمريكية نموذجا بارزا الطرف الثاني.وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال تصريحات وتغريدات الرئيس الأمريكي ترامب بعيدة عن واقع وجوهر الازمة الكارثة.فالرئيس الأمريكى اعتبر جائحة كورونا خدعة وتمادى في تجاهل تداعيات الجائحة رغم عبورها للقارات وعدم اعترافها بالحدود ووصولها الى الاراضي الامريكية مما اضطره في بدايةالامرالى اتخاد تدابيرجد متأخرة لكن الكارثة الموازية لتعامله الفاشل مع كورونا لم تنحصر بشقها الصحي وتداعياته على الشعب الامريكي بل تجاوزته الى تدميرسمعة ومكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالميا وخلق ازمة ثقة بين واشنطن وحلفائها .
والملفت للانتباه هو ان جائحة كورونا اجتاحت دولا ومجتمعات غنية ومتقدمة في المجالات الطبية والعلمية والاجتماعية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية واوربا عموما بينما كان انتشاره وتفشيه في الدول والمجتمعات النامية ذات الامكانيات والقدرات البسيطة والمحدودة اقل بكثير.
ورغم ان الصورة تبدو غير واضحة في الوقت الحالي الا ان الحديث عن عالم مت بعد جائحة كورونا بات يفرض نفسه على الواقع .ويبدو ان جائحة كورونا ستغير خارطةالتوازنات والعلاقات والمعادلات الدولية على نطاق واسع . ولعل هذه المحطة التاريخية المهمة والخطيرة تشبه الى حد كبير في الكثير من تفاصيلها وجزئياتها محطة نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م ومحطة تفكك المعسكر الشرقي وانعيار الاتحادالسوفياتي مع تسعينيات القرن الماضي..ويبدو ان التحدي الاكبر اليوم امام الولايات المتحدة الأمريكية واوربا سواء ككيان سياسي واخد متمثلا في الاتحاد الاوربي او كدول لها مكانتها ووزنها السياسي والاقتصادي في المشهد العالمي في مقابل آفاق جديدة تفتح أبوابها امام الصين.
ان وباء كورونا سيسرع من تحول السلطة والنفوذ من الغرب الى الشرق بمعنى آخر ستتقدم الصين وستحتل موقع الريادة العالمية.
ان أزمة كورونا فندت العديد من النظريات التي بشر بها الغرب الليبرالي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية ومن بينها العولمة في بعدها الاقتصادي. فالفيروس الفتاك كوفيد19 سيسرع عملية الانتقال من العولمة التي تركز على الولايات المتحدة الأمريكية الى تلك التي تتمحور حول الصين.
ان ازمة كورونا ستقوم بتعديل هيكل القوى العالمية كما إن المتضررين من أزمة كورونا هم من سيكتبون التاريخ في اشارة الى الصين .وانه من المرجح ان تساهم ازمة كورونا في اضعاف الاتحاد الاوربي كأسرة ديمقراطية مكونة حاليا من 27دولة كما ستحدث الازمة تفاعلات وتداعيات .وقد يكون العالم بحاجة الى مدة طويلة لتتبلور وتكتمل صورة العالم الجديدة وتتضح معادلاته وتوازناته.

وخلاصة القول،فلكل وباء موعد زواله وعمر افتراضي يزول بعده. وسيزول وباء كورونا وسيراجع النظر والحكم في كثير من حقائق هذا العالم وقيمه ودوله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.