الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
وزير النقل للساقطين فامتحان البيرمي: غانعطيوهم فرصة جديدة ومغاديش يتحسب امتحان الاثنين والهدف من الأسئلة الجديدة هو نقصو من الكسايد
من بينها مدن الشمال.. تساقطات مطرية تصل ل120 ملم ورياح قوية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة
تعيينات جديدة فمناصب عليا دازت اليوم فمجلس الحكومة: منهم مدير المحروقات ومدير الموارد البشرية فوزارة الخارجية
أمير المؤمنين يترأس الدرس الرابع من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية
مجموعة "المكتب الشريف للفوسفاط" تحقق رقم معاملات قدره 91,27 مليار درهم سنة 2023
توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة
ناري قفارت.. "هيت راديو" كتكذب مصالح الحموشي وهددات بالمتابعة
الريح قوية مع الغبارية .. وزارة التجهيز: الشيافر فهاد المدن يردو بالهوم مزيان فالطريق
ضبط 4 أطنان و400 كلغ من الحشيش بميناء موتريل قادمة من طنجة
اتفاقية للمرصد الوطني للتنمية البشرية مع الداخلية تعزز جمع بيانات الأسر
مهاجر ينجح في تجاوز سياج سبتة وآخرون يصلون سباحة
أخبار الساحة
دعوات لإقالة الركراكي بعد التعادل مع المنتخب الموريتاني
منتخب رديف "الفوتسال" يهزم إيران وديا
ما دلالات تعيين الجزائر قنصلين جديدين بالمغرب رغم القطيعة الديبلوماسية؟
أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم
المغاربة يرمون أزيد من أربعة ملايين طن من الطعام في النفايات سنويا
رياض مزور: القطاع الصناعي حقق رقم معاملات قياسي خلال سنة 2023
وزارة الانتقال الرقمي تتكفل بمشاركة 200 شركة ناشئة مغربية في "جيتكس 2024"
إسرائيل تستعد لبدء عدوانها على رفح المكتظة.. وتغلق معبر الملك حسين مع الأردن
افتتاح المركب المندمج بمدينة شفشاون
تطورات جديدة في قضية "تمويل فرحان" المتورط في جرائم المس بسلامة الدولة
صفحات جزائرية تروج لادعاءات كاذبة للاستيلاء على "السلهام المغربي"
داء السل في المغرب.. التحديات والحلول المقترحة
جرس إنذار بسبب مرض الفقراء "السل".. تسجيل 3300 وفاة سنويا في المغرب
يهم نهضة بركان.. "الكاف" يحدد موعد نهائي عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية
ذكرى يوم الأرض.. مسيرة ليلية بالرباط تضامنا مع الشعب الفلسطيني
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يحذر من عملية احتيال باسمه
في جولة حوار جديدة.. النقابات تطالب بتحسين الدخل والوفاء بالالتزامات والحكومة تعد برفع الأجور
تأهل 4 أندية إلى ربع نهائي كأس العرش
"هيت راديو" توضح علاقتها بفضيحة "السرقة" في برنامج مومو
السياقة برخصة مغربية في إيطاليا ممكنة
عزل رئيسة جماعة تكوكة بحكم قطعي من المحكمة الإدارية بأكادير
علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي بكلية الآداب بوجدة تحتفي بالشاعر حسن الأمراني
شجار عنيف في مطار باريس أثناء ترحيل ناشط كردي إلى تركيا
11 قتيلا في إعصار ضرب شمال مدغشقر
"دبلوماسية الفن".. رشيد الوالي يعرض فيلم "الطابع" بجمهورية البنين
بسبب "دار النسا".. سامية أقريو تتعرض لانتقادات لاذعة
"كائناتٌ مسكينة": فيلم نسوي أم عمل خاضع ل"النظرة الذكورية"؟
هل يساعد الذكاء الاصطناعي في وضع حد لأزمة الغذاء التي تواجه العالم اليوم؟
تزايد العنف ضد العمال من آسيا الوسطى بعد هجوم موسكو
مريكاني قتل 4 بجنوية وجرح 7 واحد فيهم حالتو صعيبة والبوليس شدو مول الفعلة
كأس العرش: أمل تيزنيت يهزم أدرار سوس ويتأهل إلى ثمن النهائي لأول مرة في تاريخه
الإنتاجات الرمضانية والإقصاء الثقافي واللغوي لممثل الشمال
استطلاع رأي: التأييد د مريكان لحرب اسرائيل على غزة كيتراجع بشكل غير مسبوق
بنموسى يثمن مجهودات تطوير الرياضة
ندوة تناقش "القيم والاستهلاك" بوجدة
هجوم موسكو الارهابي.. 95 شخص ما زال مفقودين وروسيا كتشكك فان داعش هي اللي دارت هاد الهجوم
متهم بالاغتصاب.. داني ألفيس بعدما خرج من الحبس: تشهيت برگر
الأمثال العامية بتطوان... (560)
ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان بين المزايا وانعكاسات السلوكيات الخاطئة
إفلاس على إفلاس! : الشخصنة إفلاس، والتصنيم إفلاس على إفلاس؟
هل يؤثر الصيام على المرأة الحامل والمرضع …أخصائية توضح عبر "رسالة24"
بكتيريا تسبب تسوس الأسنان في ضروس بشرية عمرها 4000 عام
قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (3)
تاريخ العلاقات المغربية الإفريقية .. الجذور والامتدادات -الحلقة 4-
رفيقي يكتب: "دفاعا عن وزير الأوقاف.. الفوائد البنكية ليست من الربا"
البرلمانية زينب السيمو تكرس ثقافة السعاية بقفة جود بالقصر الكبير
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
هل البخاري معصوم؟
النحل 43]
نشر في
أخبارنا
يوم 10 - 01 - 2014
يقولون: هل البخاري معصوم من الخطأ؟
فإذا كان البخاري وهو أجلُّ مَن صنَّف
في السنة غيرَ معصوم، فهل مَن هم دون البخاري معصومون؟
وما دام رواة السنة غير معصومين، والخطأ واردًا عليهم، فلماذا كل هذه القداسة لما رَوَوه؟!
أليس من الممكن أن يكون ما رووه خطأً؟ وليس أدل على ذلك من وضع البخاري
لأحاديث في صحيحه، تخالف القرآن، وتخالف العقل؛ من ذلك مثلاً: أحاديث عذاب القبر
فهي تخالف العقل، وكذلك تخالف القرآن، وكذلك حديث:
((أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله))
فهذا يتعارض مع حرية العقيدة التي أقرها القرآن حين قال:
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]
مما يجعلنا نشك في سائر الرواة والمرويات!
الجواب:
هذه الشبهة قد تبدو في أول الأمر لغير الدارس من الأمور المنطقية
لكن مع تفنيدِها - إن شاء الله - سيتبيَّن كذبُهم، وخطؤهم فيما ادعَوه لردِّ السنة
فنقول وبالله التوفيق:
--------
ما قال أحدٌ قط: إن البخاري أو غيره من حَمَلة السنة ورُواتها معصومون
بل ولا أحد من الصحابة معصوم، إذًا ممكن أن يخطئ البخاري؟ قطعًا ممكن ذلك، بل وممكن أن يقع في المعصية؛ فهو ليس معصومًا.
إذًا من الممكن أن يكون البخاري قد وضع أحاديث خطأً في صحيحه؟
------
الجواب: قطعًا لا وألف لا.
أقول: إن البخاري لم يضع أحاديث خطأًً في صحيحه، بل جميع ما في صحيحه صحيحٌ
لكن ليس هذا لأنه معصوم؛ لكن لأسباب أخرى، سأبيِّنها - إن شاء الله -
ولكن قبل أن أُجِيب على هذه الشبهة بالتفصيل، أحب أن أقول: إن صحيح البخاري
لم يأخذْ هذه المكانة والمنزلة لأن البخاري هو الذي جمع هذه الأحاديث؛ بل أخَذَ هذه
المكانةَ والمنزلة؛ لأن الأمة كلَّها تلقَّت صحيحه - وكذلك صحيح مسلم - بالقَبُول
واتَّفَقت الأمة على أن جميع ما في البخاري ومسلم صحيح
وأنهما أصحُّ كتابين بعد كتاب الله - عز وجل.
وليس من الممكن أن تجتمع الأمة كلُّها على باطل طوال اثني عشر قرنًا مضت
حتى يأتي هؤلاء الآن ليقولوا للأمة: أفيقي أيتها الأمة
فأنت تتعبَّدين لله على باطل منذ ألف ومائتي عام!
إذًا فصحيح البخاري حاز هذه المكانة من إجماع الأمة على مكانته وقدره
وليس لأن البخاري هو جامعُه، مع أن البخاري - رحمه الله - جدير بذلك.
واسمح لي أن أضرب لك مثلاً يوضح المعنى:
لو أن طالبًا أعدَّ بحثًا في مادة ما، ثم تألفت لجنة تناقش الطالب في بحثه
وبعد مناقشات طويلة خرجت اللجنة، وقالت: إن هذا البحث بحث ممتاز جدًّا
وليس فيه أخطاءٌ علمية، واستحق الطالب النجاح بامتياز، ثم جئتُ أنا وقلتُ:
إن هذا الطالب طالب فاشل، وهذا البحث مليء بالأخطاء العلمية، فهل أكون قد طعنت
في الطالب وبحثه؟
أم طعنت في الطالب وفي اللجنة التي ناقشتْه كلها؟
طبعًا في اللجنة كلها.
هذا ما يفعله منكرو السُّنة، فلم يطعنوا في البخاري فقط، بل طعنوا في الأمة كلها
واتَّهموها بالجهل والغباء؛ لأنها ظلت اثني عشر قرنًا من الزمان على باطل
وهي تسير وراء البخاري، والبخاريُّ معظمه ضعيف لا يصح منه شيء!
فهل الأمة التي فضَّلها الله على
الأمم
، يتركها الله طوال هذه المدة تعبد الله على خطأ؟
أرجع إلى الجواب عن الشبهة، فأقول:
إن البخاري ليس معصومًا، لكنه لم يضع أحاديث خطأً في صحيحه
لكن ليس لأنه معصوم، بل لأسبابٍ، منها ما ذكرته أن الأمة تلقَّته بالقبول
ومحال أن تجتمع الأمة كلها على ضلال.
كذلك فإن البخاري - رحمه الله - لم يأتِ بأحاديث من قِبَل نفسه ويقول:
هذه أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل البخاريُّ - رحمه الله - قال:
هذه الأحاديث حدثني بها مشايخي فلان وفلان، وذكر أسماء مشايخه وذكر أحاديثهم.
على سبيل المثال: حديث: ((إنما الأعمال بالنيات)).
قال البخاري - رحمه الله -: حدثني به الحميدي، وقال الحميدي: حدثني به سفيان
وقال سفيان: حدثني به يحيى بن سعيد، وقال يحيى: حدثني به محمد بن إبراهيم
وقال محمد: حدثني به علقمة بن وقاص، وقال علقمة: سمعته من عمر
وقال عمر: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهكذا في سائر الأحاديث
إذًا فالبخاري ناقل عن شيوخه، وشيوخه عن شيوخهم، وهكذا.
إذًا فالمحتمل أن يكون البخاري، أو أحد شيوخه
أو الرواة الذين بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أخطأ؟
فأقول: احتمال واردٌ، لكنه غير صحيح أيضًا؛ لأن الأحاديث التي نقلها البخاري
عن شيوخه لم يخطئ فيها، وكذلك شيوخه لم يخطئوا، وإليك الدليل:
على سبيل المثال حديث: ((أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله))
الحديث هذا مما يقال: إن البخاري أخطأ فيه
لأنه تعارض مع قوله - تعالى -:
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]، فهذا خطأٌ من البخاري
أو من أحد الرواة، فأقول: ليس هناك خطأٌ، لكن لماذا؟
إليك الجواب:
لو افترضنا جدلاً أن البخاريَّ أخطأ في هذا الحديث، فالسؤال هل انفردَ البخاري بهذا الحديث؟
الجواب: لا، بمعنى أننا لو حذفنا هذا الحديث من صحيح البخاري.
فهل معنى هذا أن الحديث غير صحيح؟
الجواب: لا
لأن البخاري لم ينفردْ برواية هذا الحديث، بل رواه غير البخاري ستة وأربعون عالمًا
ممن جمعوا الأحاديث غير البخاري، لن أذكرهم كلهم؛ حتى لا يمل القارئ
من كثرة الأسماء، بل سأذكر بعضهم.
فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي
وأحمد، والبيهقي، وابن حبان، والدارقطني، والحاكم، وابن أبي شيبة
وعبدالرزاق، والبغوي....... وغيرهم...
كما قلت، ستة وأربعون مصدرًا من مصادر السنة غير البخاري ذكرتْ هذا الحديث
فهل أخطأ كل هؤلاء؟!
ولا يمكن أن يكون الخطأ من مشايخهم؛ لأن مشايخهم أكثر منهم عددًا؛ مما يستحيل
معه نسبة الخطأ أو الكذب إليهم، فمن مشايخهم الذين رووا هذا الحديث على سبيل
المثال وليس الحصر:
(عبدالله بن محمد المسندي، وإبراهيم بن عرعرة، ومالك بن عبدالواحد المسمعي
وأبو اليمان، وأبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، وأحمد بن عبدة الضبي
وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسدد)
وغيرهم ممن يصعب حصرهم، وهكذا في كل طبقة حتى يصل
السند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
اسمح لي أيها القارئ الكريم بشيء أكثر من التوضيح، فأقول:
هذا الحديث رواه البخاري عن عبدالله بن محمد المسندي، عن حرمي بن عمارة، عن شعبة
عن واقد بن محمد، عن أبيه محمد، عن عبدالله بن عمر
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
• فإذا قلت: أخطأ البخاري
وجدت للحديث ستة وأربعين مصدرًا غير البخاري.
• وإذا قلت: أخطأ شيخه عبدالله بن محمد المسندي،
وجدت أكثر من أربعين أو خمسين شيخًا رواه غير المسندي.
• وإذا قلت: الخطأ من شيخه حرمي بن عمارة
وجدت نفس العدد أو أكثر رواه مثله تمامًا.
• وإذا قلت: الخطأ من شعبة
وجدت نفس الأمر.
• وإذا قلت: الخطأ من واقد بن محمد
وجدت نفس الأمر.
• وإذا قلت: من أبيه
وجدت نفس الأمر.
• وإذا قلت: الخطأ من ابن عمر
قلتُ: هو صحابي، ومع ذلك فقد روى هذا الحديثَ ثمانيةَ عشرَ صحابيًّا آخرون
غير ابن عمر؛ منهم
(عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وعائشة، وابن عباس، وأبو هريرة، والنعمان بن بشير
ومعاذ بن جبل، وجابر بن عبدالله، وأوس بن أوس، وسمرة بن جُندُب، وجَرِير بن عبدالله
وسهل بن سعد، وأبو مالك الأشجعي، وأبو بكرة، ورجل آخر من بلقين لم يذكر اسمه)
- رضي الله عنهم جميعًا -
صحَّت الأسانيد إليهم، وهم سَمِعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فهل أخطأ كل هؤلاء في نقلهم، ولم يصح أن أحدًا منهم أصاب؟
أم هل اتفق كلُّ هذا العدد على الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟
إذًا النتيجة النهائية:
أن البخاري لم يخطئ في هذا الحديث، وكذلك شيوخه شيخًا عن شيخ
حتى وصل الأمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قاله، وبذلك بطَل الاحتمالان اللذان ذكرتهما:
هل أخطأ البخاري؟
أو هل كذب البخاري؟
ولم يبقَ سوى الاحتمال الثالث
وهو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قاله فعلاً.
وهنا أنت إما أن تقول: رضيت بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
والخطأ عندي؛ أني لم أفهم الحديث على الوجه الصحيح، وإما أن تقول:
إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثبت أنه قال هذا الحديث، ومع ذلك لا آخُذ به
وترد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولَه، وفي هذه الحالة نقول:
"أنت خرجت من الإسلام؛ لردِّك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قوله، فاذهب غير مأسوف عليك".
والمفاجأة أن هذ الحديث حديثٌ متواتر، وليس حديث آحاد، ومن المعروف أن المتواتر
لا يُبحَث عن صحته؛ لأنه قد نقله العدد الكثير، وأصبح هذا الحديث مِثله مِثل القرآن
نُقِل بالتواتر تمامًا كما نقل القرآن بالتواتر، فمَن أنكره كان كمَن أنكر القرآن!
وكذلك في سائر الأحاديث، البخاري ينقلها عن شيوخه، وشيوخُه عن شيوخهم حتى يصل
الأمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلقَّته الأمة بالقبول
إذًا فالخطأ في فهمك أنت للحديث، وليس في ذات الحديث.
ثم اعذرني أيها القارئ الكريم إن أطلت النفَس قليلاً في الإجابة على هذا الحديث
لأنه إذا وضحت الإجابة عليه، زالت كلُّ الشبهات حول عامة الأحاديث الأخرى.
أقول لهم: أنتم تعترضون على هذا الحديث بدعوى مخالفته لآيات القرآن التي تدعو
إلى حرية العقيدة، وأنه يخالف القواعدَ العامة للإسلام، فما رأيك أن هذا الحديث يتَّفق
تمامًا مع آيات القرآن، فيا ترى هل ستردُّ آياتِ القرآن أيضًا
أم ستبحث عن مخرج لهذه الآيات؟!
أظن - وليت ظني يكون خطأً - أن الخطوة القادمة لمنكري السنة هي الطعن
المباشر في القرآن، وأنهم لو استطاعوا لفعلوا الآن
لكنهم ينتظرون الوقت المناسب لبيان نياتهم الخبيثة.
من الآيات التي تتفق تمامًا مع هذا الحديث، قوله - تعالى -
في سورة التوبة:
﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا
لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
[التوبة: 5]
فالآية معناها: اقتلوا المشركين في أي مكان تجدونهم فيه
إلا الذين تابوا، والحديث يقول: ((أقاتل الناس))، والناس في الحديث بداهة هم المشركون.
في الآية: ﴿ فَإِنْ تَابُوا ﴾، وفي الحديث: ((حتى يقولوا: لا إله إلا الله))
إذًا فالمعنى واحد، فما الفارق بينهما؟
ستقول: لا
الآية ليس معناها قتل عامة المشركين؛ وإنما المقصود معنى آخر.
أقول لك: إذا كنت تعلم أن الآية لا تخالف حرية العقيدة، وبحثت لها عن جواب
فكذلك الحديث له معنى آخر، فاسأل أهل العلم، يذهب الإشكال إن شاء الله.
فأنا معك أن الآية لا تدعو إلى قتل الناس؛ لإجبارهم على الدخول في الإسلام
وأن المشركين في الآية لفظ عام يراد به الخصوص، وهم مشركو أهل
مكة
وهذا حكم خاص بهم، فكذلك الحديث، فكلمة: ((أقاتل الناس)) لفظ عام يراد به الخصوص
وهم مشركو العرب، فما يقال عن الآية، هو عين ما يقال عن الحديث
فهل ستطعنُ في الآية كما طعنت في الحديث.
وغير هذه الآية آيات أُخر، لكنها لا تتعارض مع بعضها، وكذلك لا تتعارض مع حرية العقيدة
ولكن لكل آية معنى خاص، فكذلك لكل حديث معنى خاص يفهمه أهل التخصص.
وأحب قبل أن أختم الجواب على هذه الشبهة، أن أنبه على مسألة هامة ينبغي
أن يعيَها القارئ جيدًا، وهي أن البخاري يثبت صحة نسبة القول إلى قائله
سواء صح القول ذاته أم لم يصح، فإذا كان قائله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقد صحت نسبة الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصح قوله
أما إذا كان غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن البخاري يثبت صحة القول إلى قائله
وقد يصح القول أو لا يصح، فقد يكون الكلام خطأً، لكن واحدًا قاله حتى ولو كان صحابيًّا
فيصح نسبة القول إليه، ولكن قد لا يصح القول ذاته.
مثلاً البخاري قال: ويذكر عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لا يتطوع الإمام في مكانه"
ثم قال البخاري: ولا يصح، فلا يأتي أحد ويقول: إن البخاري ذكر حديثًا أن الإمام لا يتطوع في
مكانه، وينقله على أنه حديث، ثم يشن هجومًا على البخاري.
البخاري نقل عن السيدة عائشة إنكارَها لمسألة عذاب المسلمين في قبورهم
وقالت: إن هذا خاص باليهود، فلا يأتي أحد ليقول: إن البخاري فيه تعارُض
فتارة يذكر عذاب القبر وتارة ينفيه؛ لأن البخاري ذكر رأي عائشة
وذكر الأحاديث التي تعارض قولها.
فالنتيجة إذًا أن البخاري ناقل للأخبار عن أصحابها، يثبت صحة نسبتها إليهم
فإن كانت حديثًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد صحَّت النسبة إليه وصح الكلام
وإن كان القائل غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقد صحَّت نسبة القول إلى قائله، سواء صح القول أم لا.
إذًا نصل إلى أن البخاري ليس معصومًا، وكذلك ليس فيه حديث ضعيف أو خطأ، لماذا؟
أختصر الأسباب، فأقول:
1- لأن البخاري إمام جليل القدر، عظيم الشأن، أعلمُ المسلمين بحديث رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - وقد اختار أحاديثه بعناية فائقة، وحرص شديد.
2- لأن علماء الحديث لم يتلقوا الأحاديث من البخاري وقالوا: سمعنا وأطعنا، بل بحثوا
في هذه الأحاديث، ودرسوها بعناية فائقة، وعرَضوها على المنهج العلمي الصحيح
في اختيار الأحاديث، فانبهروا بهذا الكتاب، وأخذتْ قلوبَهم روعةُ الأسلوب في ترتيب الأحاديث
ووضع التراجم لها، وعظمة البخاري، ودقته في اختيار الأحاديث، فشهدوا له بصحة اختياره.
3- لأن الأمة أجمعتْ على صحة كتاب البخاري، والأمة ليست أمة غبية حتى تجتمع على باطل.
4- لأن البخاري لم ينفردْ برواية هذه الأحاديث، بل شاركه في إخراجها كبار علماء الإسلام
ولو حذفت الأحاديث من البخاري، أو فُقد الكتاب أصلاً، فستظل الأحاديث موجودة بحفظ الله لها.
وفي الختام أقول:
إذا جاءك حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فاسألْ أهل العلم:
هل صح الحديث أم لا؟
فإن قالوا: صح الحديث، فاسأل عن معناه، واتَّهِم نفسك بعدم فهم الحديث
حتى يتبين لك معناه
قال الله - تعالى -:
﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
لكحل في علم الحديث مثل جدتي رحمها الله في علم الذرة
ردا على محدثة الأحداث
اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم
كلام العلماء في معلقات البخاري هل يعني أن كتابه ليس صحيحا؟
أبلغ عن إشهار غير لائق