شركة (ميتا) تطلق مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني عبر منصاتها للتواصل الاجتماعي    نشرة إنذارية: زخات مطرية قوية وهبات رياح قوية مرتقبة غدا السبت بعدد من مناطق المملكة    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    طغى عليه الغياب واستحواذ الأغلبية على مقاعد الأمناء والمحاسبين : انتخاب مكتب مجلس النواب    ردّا على المسرحية الإيرانية.. إسرائيل تطلق صواريخ بعيدة المدى على مدينة أصفهان    خريطة المغرب تدفع سلطات الجزائر لاحتجاز بعثة فريق نهضة بركان    مجلس النواب يعقد جلسة عمومية لاستكمال هياكله    طنجة.. توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه ارتباطهم بشبكة إجرامية للاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية    نشرة إنذارية : زخات مطرية قوية وهبات رياح قوية مرتقبة غدا السبت بعدد من مناطق المملكة    طنجة .. توقيف ثلاثة أشخاص لإرتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في المخدرات    ميراوي: أسبوع يفصل عن إعلان سنة بيضاء وبرلمانيون يناشدونه التراجع عن القرارات تأديب طلب الطب    في تقليد إعلامي جميل مدير «الثقافية» يوجه رسالة شكر وعرفان إلى العاملين في القناة    جمال الغيواني يهدي قطعة «إلى ضاق الحال» إلى الفنان عمر السيد    مكناس: تعبئة شاملة لاستقبال ضيوف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2024    الطريق نحو المؤتمر ال18..الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية    الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط نتائج بحث الظرفية لدى الأسر الفصل الأول من سنة 2024    "لارام" وشركة "سافران" تعززان شراكتهما بمجال صيانة محركات الطائرات    "أحرضان" القنصل المغربي بهولندا يغادر إلى دار البقاء    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    الهجوم الإسرائيلي على إيران.. هل ينهي المواجهة المباشرة أم يشعل فتيلها؟    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    سوريا تؤكد تعرضها لهجوم إسرائيلي    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    هجرة .. المشاركون في الندوة الوزارية الإقليمية لشمال إفريقيا يشيدون بالالتزام القوي لجلالة الملك في تنفيذ الأجندة الإفريقية    جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ردا على محدثة الأحداث
نشر في التجديد يوم 12 - 04 - 2002

صلى الله عليه وآله وسلم من أمور لم تكن في زمانه ولازمان من بعده، حتى عرفت في الأزمنة التي نعيشها، فكانت ­زيادة على ذلك- علامات دالة على اقتراب الساعة
فمنها ما روى الإمام أحمد وأبو يعلى و الطحاوي في مشكل الآثار و الطبراني في الأوسط من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفاسق يتكلم في أمور العامة ولا يخفى على ذي عقل سليم أن هذه السنين الخداعة التي أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث هي هذه التي نعيشها ؛ وإن لم يدل عليها إلا كون أفسق الناس يتكلمون اليوم في أمر العامة لكفى
ومما يصدق خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم ما تطالعنا به جريدة من الجرائد الخاصة بالشواذ المنحلين،و المرضى المهووسين، في بعض صفحاتها التي أوقفتها يوميا سعيا لهدم معالم دين الإسلام، وعملا على تشويه سمعة كل شيء مقدس فيه وهو ما جُندت له فاجرة مارقة، جعلت قلمها معول هدم لكل خير دعا له الإسلام، والدعوة لكل رذيلة استقبحها الدين
سكرانة في زي إحرام
إن هذه الرويبضة الفاسقة -التي تحركها أيادي صهيونية لا تخفى إلا على منافق- ظنت أنها تسلك مسلكا أذكى من غيرها ممن سعى سعيها من قبل، فأظهرت في طيات كتاباتها الغيرة على الإسلام والدفاع عن السنة، والحفاظ على سماحة الدين وتيسيره وعدالته مما يزيد المسلم عجبا في ذلك، حيث إن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أخبر به حرفا حرفا، فقد روى الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين والطبراني من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء ويقل فيه الفقهاء ويقبض العلم ويكثر الهرج، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال من أمتي لا يتجاوز تراقيهم ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المشرك بالله المؤمن في مثل ما يقول وهو الواقع من هذه الرويبضة التي تجادل المؤمنين في مثل ما يقولون، مستشهدة بالقرآن وبالسنة وتنقل من كتب أهل العلم ، وهي مع ذلك حاملة لواء المنافقين الجدد للقضاء على الدين
فبعد أن سودت صفحات جريدتها السوداء، بما سمته الدفاع عن المرأة وحقها في الإسلام، وفضحها الله على رؤوس الخلائق، تعمل الآن الرويبضة الفاجرة على الطعن في السنة النبوية لعلمها أنها مبينة للشريعة وأن فيها جميع ما يحتاج إليه في الدين وقد خصصت لذلك سلسلة في ما تسميه مقالات بدأتها بالنيل والطعن في رمز من رموز حفظ السنة، وعلم من أعلام جمع كلام النبوة، وفارس من فرسان علم الحديث، ذلكم هو أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه وأرضاه، صاحب التصانيف والرحلات والسماعات فقد اختارت الرويبضة المارقة هذا الرجل لظنها أنها إن نالت منه وصدقها الناس، سيسهل بذلك النيل من كل من سواه في علوم الحديث رواية ودراية
ويدلك على أنها لا تقصد الإمام البخاري ذاتا، بقدر ما تستهدف السنة النبوية كونها تذكر ممن هو مجرح عندها معه الإمام الشافعي ومسلما و الحميدي ، و طعنها كذلك في صحيح مسلم وغيره
لابد من معرفة بسيطة بالعربية أولا
ولست في هذه العجالة أقصد الرد على ما كتبته الرويبضة في حق البخاري رضي الله عنه، لأنها لم تكتب حرفا واحدا له علاقة بالعلم، فهي ليست من أهله ولا حتى تكاد تسمع بالحديث أو تعرف أول مبادئه، ولله العجب ويدلك على كونها حاطبة ليل، يسول لها الشيطان عملها-فأخذت تشهد الخلائق حماقاتها وسخافاتها وكفرياتها- أنها وإن أبدت نشاطا ونفسا في ذكر بعض كتب الحديث وتخريج بعض الأخبار والآثار، وعزوا بعض الأقوال إلى أهل العلم، فهي سارقة لكل ذلك من كتاب أو كتابين مع جهل مكعب بقواعد النقل، وحتى إذا أرادت أن تركب بين النصين المسروقين فإنها تقع فيما يخبر عن فاحش جهلها وذلك كقولها:
1. أخرج السيوطي في الجامع الصغير حديث البخاري هذا ويعلم أصغر طلبة علم الحديث أن السيوطي لا يخرج حديثا في الجامع الصغير بل يخَرج بتشديد الراء المكسورة، لأنها لا تفهم الفرق بين الإخراج والتخريج، وكيف تعرف الفرق بينهما وهي لا تعرف حد أحدهما بل لا تكاد تعرف طريقة السيوطي في الجامع هذا إن كانت رأت الجامع الصغير حقيقة
2. وتنقل عن ابن كثير من الباعث الحثيث حسب هذيانها مع أنه لم يعرف لابن كثير كتاب بهذا الإسم، وإنما هو لأحمد شاكر الذي علق على كتاب ابن كثير المسمى اختصار علوم الحديث ، فاعجب للرويبضة من جهلها والله المستعان
3. وهي مع ذلك تكتب المقال المشؤوم عليها إضافة إلى تكرار اللحن والخطأ اللغوي في كلامها كقولها نقلا عن الذهبي: ثم روى حديثا آخر غريب فرد ولم تحسن النقل لعدم فهمها ما تنقله، والصواب غريبا فردا كما عليه قواعد اللغة، وكما هو مثبوت عنده ثم إنها لجهلها المركب تكتب أكثر من مرة كلمة ثقات جمع ثقة هكذا تقاة وللقارئ الكريم أن يحكم على الرويبضة بما يشاء، وليصل على من أخبر قبل خمسة عشر قرنا بظهورها في آخر الزمان ولا تكاد تحصى أخطاؤها اللغوية
كما لا أقصد في هذه الكلمة الدفاع عن الإمام البخاري، فإنه مما يساء إليه به أن ندافع عنه من هراء الرويبضة، ولمثلها قال الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليفلقها فما ضرها وأوهى قرنه الوعل
فالبخاري هو البخاري وصحيحه هو صحيحه، جبل لا يضره وقوع الذباب على رأسه وليس ما أكتب إبطالا لحججها وتهوينا لدلائلها، إذ لا يوجد في كلامها دليل و لاحجة مقبولة عند العقلاء بله أهل الشأن والصناعة، لكنني أبين بإيجاز بعض كذبها وجهلها وتزويرها، ناصحا كل من له مثقال ذرة من إيمان وإخلاص أن يتعبد الله بلعنها، مصدرا ذلك بذكر ما قالته في الإمام أبي عبد الله البخاري من سب وشتم دلائل من زلات الرويبضة
و المقصود كما قلت سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم-: قالت فيه:
1.كان بينه وبين الحق حجاب
2. يعد رمزا لفقه التطرف واللاعقل في الإسلام
3.عمل في صحيحه على إعدام مبادئ الديمقراطية والشورى والتنوير
4.عمل على نشر الإسرائيليات والموضوعات
5.فهذه مهدوية بشكل همجي
6.تابع ابن حجر هذيان البخاري
7.فاستمر يدعو بدعوى الجاهلية في صحيحه
8. لقد أخرج قبحه الله حديثا مكذوبا على الإسلام
9.أخرج أحاديث تحلل كل ما نهى الله عنه ورسوله
10.لم يخرجه في صحيحه لقلة معرفته بما صح عن رسول الله
11.ولم يبتدع فكرة النسخ في السنة إلا الشافعي، وسار معه في هذا الهذيان البخاري هذا
12.ويكفينا أنه هو نفسه مدلس
13.عدم عدالته في الرجال
14.ويكفي المرء لمعرفة مخازي هذا الرجل
15.ومثل هذه الطامات كثيرة عند صاحب الصحيح ولاصحة
16.ومن مخازيه روايته لحديث يسيء للنبي
17.يكون البخاري قد ضرب كلام الله تعالى وشهادته لنبيه
18.فالبخاري بعيد عن الصحيح بعد المشرقين
19.كما أنه يتضمن في شرحه شرا وظلما فادحا في الحدود
20.وذلك لجهله بالنصاب وبشروط القطع
21.وأعاذنا الله وإياكم من هذا الشر المفضوح الذي يسمى بغيا
22.أمير المؤمنين في الحديث والحق أنه أمير في الضعيف
23.من نظر في البخاري تزندق
24.يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان
فلعلك أخي القارئ وقفت على مقدار فسق هذه الرويبضة بما سمعته في حق إمام الأئمة البخاري رضي الله عنه، ومعلوم من دين الله بالضرورة أنه يفسق من قال مثل هذا في حق أي مسلم كيف ما كانت مرتبته وشأنه، فكيف بمن هو وارث من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم؟
والقلب يقدح حقدا وشررا
وإليك مزيدا من بيان حقدها على الإسلام وأهله، وبغضها للرسول وورثته، فقد ذكرت أن العلماء أظهروا في أمهات الكتب بأن البخاري يعد رمزا لفقه التطرف واللاعقل في الإسلام وأنت ترى أنها لم تذكر من هم هؤلاء العلماء؟ ولا عزت هذا الكذب المختلق إلى كتاب، مع أنها تزعم كون ذلك موجودا في الأمهات، وأي أمهات تقصد هذه الرويبضة بعد أن داست بأقدامها النجستين على صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، وهل عرف في كتاب من الأمهات شيء يسمى بفقه التطرف، أو باللاعقل كما تدعي الرويبضة؟ أم أنها جددت عهد الوضاعين الدجالين، وأحيت سنة الكذابين المختلقين
ومن هذيان الرويبضة الفاجرة ادعاؤها أن الإمام البخاري أعدم في صحيحه مبادئ الديمقراطية التي نص عليها الكتاب والسنة
وليس بعد هذا الخبل من خبل ولابعد هذا الحمق من حمق، فلكأن الديمقراطية كانت مما نزل في إيجابها القرآن، أو جاءت للتأكيد عليها السنة ولكن الله قد يعذب بعض المخذولين في الدنيا بأيديهم، وهو ما وقع لهذه المدعية نسأل الله العافية
هل فعلا البخاري عدو للشريعة
ثم أخذت الرويبضة تلفق الكلام بعضه ببعض، إضافة إلى ما يمليه عليها من يقف وراءها من المنافقين، وسمت ذلك عداء من البخاري للشريعة، كقولها مهدوية البخاري والله لقد قرأت هراءها هذا أكثر من مرة ولم أخرج منه بنتيجة و لا فهمت منه قصدا سوى ما يظهر منه أنه عقوبة لها من الله تعالى، فليس فيه مثال ذرة من علم و لا بيان أبدا
وقولها في عبدالعزيز بن عبدالله الأوسي أن البعض ضعفه زورا وبهتانا، فقد قال عنه الحافظ الذي تنقل عنه ثقة
تستدل بالكوثري ولا تعرفه
وتحت عنوان محاربة البخاري لمبدأ الشورى في الإسلام ذكرت الرويبضة حديث الأمراء في قريش وادعت أنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبطلته بما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: إن أستخلف فقد استخلف أبو بكر ، وبما ورد عنه وعن علي كرم الله وجهه: لم يعهد النبي في الخلافة شيئا ، وحسنته ؟ وكل ذلك لا يساوي شيئا في ميزان العلم، فلا داعي للرد عليه، ولنكتفي بأن نبين للرويبضة خذلانها، بما تعتقده وتؤمن به -نفاقا- وهو استشهادها بكلام الكوثري في حق الإمام البخاري؛ وقد سمته حافظا وحجة الإسلام مما ينبئك أنها لاتعرف الكوثرى، ولا الزمن الذي عاش فيه، ولا رأت كتبه، بل ولاحتى تأنيب الخطيب الذي تنقل منه كلاما مبتورا فلتسمع ما قاله الكوثرى في إحقاق الحق ص45: وحديث الأئمة من قريش محمول على الخلافة ، فإن صدقت الكوثري فيما تنقله عنه فلتصدقه في هذا، وتضرب قولها عرض الحائط، وإن كذبته في هذا، كذبت في نقلها عنه
هذا، وقد جعلت الرويبضة الكوثري مثالا لها أعلى، لالكونه من علماء الحديث والفقه واللغة لكنها وقفت على شذوذ رأيه في البخاري وغيره من أعلام الأمة للأسباب التي يعلمها من عرفه عن كثب وتبنت كلامه مسقطة ما لا تراه موافقا لغرضها البغيض وإليك بعض ما لاتعرفه الرويبضة من رأي الكوثرى في البخاري، نقل في النكت الطريفة ص 194 عن الذهبي قوله: لو ترك حديث علي ابن المديني وصاحبه محمد البخاري وشيخه عبدالرزاق وعثمان بن أبي شيبة لغلقنا الباب وانقطع الخطاب ولماتت الآثار واستولت الزنادقة ولخرج الدجال ثم عقب عليه بقوله: فمن يتجرأ على أمثال هؤلاء لايتحاكم إليه في أحوال الرجال إلا باحتياط بالغ وهكذا أخذ الكوثري يستقبح صنيع بعض أهل الجرح والتعديل لكلامهم في مثل من مر عليك اسمه، فماذا لو سمع بالرويبضة وقولها في البخاري؟
كذب وطعن في أحاديث بدون بينة
وذكرت أيضا بعض الأحاديث التي زعمت أنها باطلة أو ضعيفة، وإنما الهدف الأسمى عندها هو الطعن في السنن والآثار التي أكمل الله بها دينه، وإليك مايتعلق بهذا:
1. حديث الشؤم في ثلاث قالت عنه أنه يفصح عما استقر في ذهنية البخاري من احتقار المرأة فقد رواه مع البخاري، مسلم والترمذي والنسائي والبيهقي، وغيرهم، فكلهم عندها محتقرون للمرأة راوون للأباطيل
2. وذكرت حديث ناقصات عقل ودين ناقلة عن الشوكاني في الفوائد إبطاله لهذا الحديث وهو كذب صراح، مع جهل بالعلم قبيح، فإن الشوكاني والنووي لم يتكلما عن حديث البخاري، بل أبطلا زيادة شاذة جاءت في إحدى الطرق، كما تقرر عندهم ورواه مع البخاري أيضا مسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم فكل هؤلاء عند الرويبضة أعدموا مبدأ احترام المرأة
3. حديث خلقن من ضلع ادعت أنه من الإسرائيليات، لا لدليل سوى ما نقلت عن السخاوي في كلام على حديث آخر يماثله في بعض الألفاظ، معزوا إلى الطبري في التفسير، وأسقطت ذلك على حديث البخاري، وزادت في الطين بلة أن ادعت كونه مخالفا لأصول الدين، دون أن تشير ولو إلى وجه واحد من وجوه التعارض والمخالفة أضف إلى هذا أن الحديث أخرجه مع البخاري كل من مسلم وأبي داود والنسائي والدارمي وابن حبان والحاكم وغيرهم فكل هؤلاء يروون الإسرائيليات والمناكير
4.حديث الإسعاد، كذبت والله فيه كذبا مفضوحا، فادعت أن النبي أمر بأن توفي الأنصارية بالإسعاد المنهي عنه و الحق الذي يكفر به مثل الرويبضة ، أن قول أم عطية: فما وفت، أي بترك النوح كما فهمه شراح البخاري وعلماء الأمة و أما زعمها أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال للمرأة: اذهبي فأسعديهم بهتان على البخاري، فلم يروه بهذا اللفظ، وإنما اقتصر على رواية أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل لها شيئا، ولكن جاءت اللفظة المذكورة عند النسائي فقط
ثم إن البخاري لم يتفرد بهذا الحديث حتى يتهم فيه وحده بل رواه معه مسلم والنسائي وابن حبان وغيرهم، وهم متهمون عند الرويبضة، كما ترى مجددة قرنها في طعن الأحاديث.
و كذلك حديث أكل لحم الحمر الأهلية أخرجه معه باللفظ الذي ذكرته عن البخاري، الحاكم والبيهقي وغيرهما، فهم غير مرضيين عند الرويبضة
وأيضاحديث زواجه صلى الله عليه وآله وسلم بميمونة وهو محرم رواه معه مسلم وابن حبان والبيهقي والدارقطني وغيرهم، من المتهمين رواة الأباطيل عند خادمة سنة المستشرقين
- حديث رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستاك وهو صائم ، أخرجه معه أبو داود والبيهقي والدارقطني وغيرهم، ممن لايفرق بين الصحيح والضعيف في نظر الرويبضة
زد على ذلك أنها لاتفرق بين المعلق في صحيح البخاري كهذا الحديث والمسند عنده، وهو ما لا يجهله صغار طلبة علم الحديث
- وحديث الإيراد بالظهر رواه أيضا سوى البخاري، ابن خزيمة وابن حبان، والحاكم والبيهقي والدارقطني وغيرهم، وهم بلاشك كما تكرر، غير صالحين لرواية الحديث عند كاتبة المقال
شيوخ أمير المؤمنين في الحديث لايعتد بهم أيضا
فلتقف أخي القارىء على حقيقة الرويبضة، ولتعلم أنها ومن معها يقصدون بالدرجة الأولى النيل من سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، بهدم بابها الحصين وهو صحيح البخاري
واسمع إليها تقول في مبدإ من مبادىء علم أصول الفقه وهو النسخ، أنه لايوجد إلا في القرآن فقط، ولم يبتدع فكرة النسخ في السنة إلا الشافعي، سار معه في هذا الهذيان البخاري هذا
وأطنبت الرويبضة في ذكر بعض رواة البخاري، ممن سمتهم: شيوخ البخاري ورجاله المجروحين، وجعلت كلامها قنطرة للنيل من صحيحه، فنقلت جزءا من تراجمهم من كتاب أو كتابين، مع التزوير والغش والبتر والتلفيق وصدرت قولها بأن أمهات الكتب أجمعت على أن عددا هاما من شيوخ البخاري ورجاله الذين نقل عنهم الحديث وأخرج لهم مجروحون وضعفاء ومتهمون في دينهم
فهي كعادتها لم تذكر ولو كتابا واحدا من هذه الكتب الأمهات، ولا عالما ادعى الإجماع المكذوب، وإنما أطلقت ذلك واخترعته من رأسها، مقابل أن يرضى عنها إخوانها ممن ينصبون العداء للإسلام والمسلمين ، ويروجون كتبا ومجلات وجرائد الفحش والخلاعة والزندقة والنفاق
شهادات في حق أمير المؤمنين في الحديث
ومما يخبرك بكذبها وبهتانها، قول الحافظ في مقدمة الفتح: ص 543: ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده وضبطه وعدم غفلته ولاسيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما هذا إذا خرج له في الأصول، فأما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق، فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره مع حصول اسم الصدق له إلى أن قال: وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح: هذا جاز القنطرة يعني بذلك أنه لايلتفت إلى ماقيل فيه قال الشيخ أبو الفتح القشيري في مختصره: وهكذا نعتقد وبه نقول ولانخرج عنه إلا بحجة ظاهرة، وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما
فقس أخي القارىء كلام الحافظ ابن حجر هذا، مع ما نطقت به الرويبضة ، وقارن قوله رحمه الله في كون الجمهور على تعديل رواة البخاري، وما هذرت به المدعية من ادعاء الإجماع على تضعيف عدد مهم منهم، وليسامحني الحافظ إن كنت قارنت بين قوله وقول الرويبضة، فكأني بقائل يقول لي:
ألم تعلم أن السيف ينقص قدره إذا قيل السيف أمضى من العصا
ولكني أردت أن أضع الرويبضة أمام أعين العقلاء في موضع تفضح به على رؤوسهم
واللبيب بالإشارة يفهم
ولو أنني تتبعت كلام أهل العلم من الأمهات في تعديل رجال البخاري ومسلم، لما أسعفتنا الكتب الضخمة، فلنترك ذلك لاجتهاد القارىء ليقف بنفسه على مخازي الرويبضة، وبالله التوفيق
وإذا فلست بحاجة للجواب عن ماذكرت من رجال البخاري أنهم ضعفاء، ومحل ذلك كتب أخرى، وأهمها جواب الحافظ ابن حجر في هدي الساري ولا يغرنك قول مثل الذهبي في الرواة، لأن الرويبضة تكذب وتختلق، مع جهل بخطة الذهبي في كتبه ك المغني في الضعفاء و الميزان و السير وغيرها، ولاكلام العقيلي في الرجال، ولا الألباني لأنه متأخر كثيرا لايقبل له قول في رجال البخاري ولاغيره
فهي كعادتها تشتهي كل شاذ فتنقله، وترغب في كل غريب فتكتبه حتى جاء ماسمي مقالا سبة لها ولمن يمشي وراءها
ومما نطقت به الرويبضة كذبا وزورا في حق الإمام البخاري، نقلها أومن أملى عليها، عن سبط ابن العجمي في كتابه التبيين أنه مدلس
وإليك بيان ماقاله ابن العجمي بحرفه: محمد بن إسماعيل عن ابراهيم بن المغيرة شيخ الإسلام البخاري، ذكر ابن مندة أبو عبدالله في جزء له في شروط الأئمة في القراءة والسماع والمناولة والإجازة: أخرج البخاري في كتبه الصحيحة وغيرها: قال لنا فلان وهي إجازة، وقال فلان وهو تدليس، قال: وكذلك مسلم أخرجه على هذا، انتهى كلامه قال شيخنا في شرح الألفية؛ ولم يوافق عليه، وقال في النكت له على ابن الصلاح وهو مردود عليه، ولم يوافقه عليه أحد فيما علمته ثم ذكر ابن مندة عن أبي الحسن ابن القطان قوله: وأما البخاري فذلك عنه باطل أي الاتهام بالتدليس
فأنت ترى أن لا ابن العجمي اتهم البخاري بالتدليس بل نقله عن ابن مندة، ولا حتى وافقه عليه، بل ذكر ردود أهل العلم فكان بذلك رأي ابن مندة شاذا، والعبرة بقول الجمهور، لتعلم مقدار دين الرويبضة وخلقها، زيادة على ما علمته من كونها لم تر كتابه التبيين لأسماء المدلسين ، وهكذا يكون الخذلان من الله عز وجل وإلا فلا
هل يتفق جهل مركب وآخر مكعب في محدثة
ومن أكاذيبها الممزوجة بالجهل المركب والمكعب، ادعاؤها إجماع النقاد على تضعيف يعقوب بن حميد بن كاسب، مع أن الحافظ ابن حجر الذي تستشهد به قال في مقدمة الفتح ص 453: مختلف في الاحتجاج به فأين هذا من ادعاء الإجماع
وادعت الرويبضة الإجماع على توثيق أبي الخطاب، وزعمت أن البخاري ضعفه، و ما هو إلا كذب وجهل كعادتها، إذ لا يحسن من وراءها أن يفرق بين أبي الخطاب حرب بن شداد البصري الثقة، وأبي الخطاب حرب بن ميمون الأنصاري المختلف فيه، وأبي الخطاب عبيد الله بن أبي حميد المتفق على ضعفه
وهكذا زعمت في عبدالجبار بن الورد، ولانرى للرويبضة أحسن من كلام العقيلي الذي علقت بكلامه في رجال البخاري الآمال ، فنقول لها بأنه ذكر عبدالجبار بن الورد في الضعفاء له، فلم لم تذكر به؟
وهكذا تتابعت سقطات الرويبضة وأفصحت بنفسها عن عميق كرهها للإسلام وأهله، وبالغ حقدها على سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ونهج ورثته
ولو أننا قصدنا الرد العلمي على سفاسفها، لأخرجنا من ذلك كراسات عدة، ولكن يكفي الرويبضة ما سمعت، فتخنس بإذن الله، ويكفي القارىء الكريم مارأى فيتعوذ منها بالله وإن عدتم عدنا و جعلنا جهنم للكفرين حصيرا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
والحمد لله رب العالمين
كتبه عدنان بن عبد الله زهار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.