رياض محرز يتصدر ترتيب الهدافين في كأس الأمم الأفريقية 2025    أجواء ممطرة وباردة في توقعات اليوم الإثنين بالمغرب    وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما    جيش الصين يبدأ مناورات حول تايوان    أمريكا تتعهد بتمويل مساعدات أممية    الإحصائيات تعترف للركراكي بالتميز    اتباتو يتتبع "تمرحل الفيلم الأمازيغي"    الكاميرون تتعادل مع كوت ديفوار        روسيا ‬وجمهورية ‬الوهم ‬‮:‬علامة ‬تشوير جيوسياسي‮ ‬للقارة‮!‬    أخبار الساحة    كرة القدم نص مفتوح على احتمالات متعددة    اليوم بمجمع الأمير مولاي عبد الله .. المنتخب الوطني مطالب بالفوز على زامبيا للبقاء في الرباط وتبديد المخاوف    السودان تحقق فوزا مهما على غينيا الاستوائية في كأس إفريقيا    الأقمار الصناعية تكشف تفاصيل جديدة عن البنية المعدنية الخفية في الأطلس الصغير    جبال خنيفرة تلبس "الرداء الأبيض"    وسط قيود على المساعدات الإنسانية .. الأمطار تغرق خيام النازحين في غزة    صندوق النقد الدولي يدعو المغرب إلى تسريع الإصلاحات الهيكلية دون المساس بشبكات الحماية الاجتماعية. ..أوصى بضرورة تعزيز المنافسة ورفع الإنتاجية والاستثمار في الرأسمال البشري    بوصوف: المخطوطات "رأسمال سيادي"    المهدي النائر.. ريشة تحيي الجدران وتحول الأسطح إلى لوحات تنبض بالجمال    عبد الكبير الركاكنة يتوج بجائزة النجم المغربي 2025    السينما والأدب: الخصوصية.. والحوار الممكن    من واد غيس إلى الجماعات الهشة : عبد الحق أمغار يضع فلاحة الحسيمة تحت مجهر المساءلة البرلمانية    أمن العروي يطيح بسائق سيارة أجرة وبحوزته قرابة 5000 قرص طبي مهرب    ميناء طنجة المتوسط يخطط لتوسعة كبرى لمحطة المسافرين استعدادًا لمونديال 2030    تأخر الإشهاد ونقص السيولة يرجئان صرف منحة "الريادة" إلى مطلع 2026    نشرة إنذارية.. زخات رعدية محليا قوية وتساقطات ثلجية وهبات رياح أحيانا قوية يومي الأحد والاثنين    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية بالمملكة خلال ال24 ساعة الماضية    فيضانات تجتاح جنوب إسبانيا بعد تساقطات ليلية كثيفة    سلطات آسفي تدقق في لوائح المتضررين من الفيضانات لتفادي الإقصاء    مداخيل المغرب من صادرات الأفوكادو تتجاوز 300 مليون دولار خلال موسم واحد    تحسن نسبي مرتقب في الأحوال الجوية بالمغرب بعد أيام من الاضطراب الجوي    بنسليمان.. انتخاب أحمد بلفاطمي كاتبا إقليميا لاتحاد المقاولات والمهن بإجماع المهنيين        بعد خمس سنوات من التطبيع.. تقرير يكشف تغلغل إسرائيل في المغرب من الفلاحة إلى الأمن والتعليم والطاقة    عاصمة الرباط تنتظرها بطولات أكبر ..    بورما تجري أول انتخابات عامة منذ الانقلاب العسكري عام 2021    الحلم المغاربي حاضر في الرياضة غائب في السياسة    قرار حكومي يوسّع الاستفادة من منحة "مؤسسات الريادة" ويعدّل منظومة التحفيز    مدفوعة ب"كان 2025″ وانتعاش السوقين المحلية والأوروبية.. أكادير تقترب من استقبال 1.5 مليون سائح مع نهاية السنة    غموض الموقف المغربي والإماراتي يلفّ رفضاً عربياً وإسلامياً واسعاً لاعتراف إسرائيل ب"أرض الصومال"    "جمعية هيئات المحامين بالمغرب" ترفض مشروع القانون المتعلق بتنظيم المهنة وتدعو إلى جمع عام استثنائي    الصين تفرض حد أقصى إلزامي لاستهلاك الطاقة للسيارات الكهربائية    الخدمة العسكرية .. الفوج ال40 يؤدي القسم بالمركز الثاني لتكوين المجندين بتادلة    أزيد من 2600 مستفيد من قافلة طبية متعددة التخصصات بخنيفرة    كأس إفريقيا .. نيجيريا تفوز على تونس و تعبر إلى دور الثمن    علماء روس يبتكرون مادة مسامية لتسريع شفاء العظام    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    تنديد واسع باعتراف إسرائيل بإقليم انفصالي في الصومال    علماء يبتكرون جهازا يكشف السرطان بدقة عالية    من جلد الحيوان إلى قميص الفريق: كرة القدم بوصفها طوطمية ناعمة    روسيا تبدأ أولى التجارب السريرية للقاح واعد ضد السرطان    الحق في المعلومة حق في القدسية!    وفق دراسة جديدة.. اضطراب الساعة البيولوجية قد يسرّع تطور مرض الزهايمر    جائزة الملك فيصل بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء تنظمان محاضرة علمية بعنوان: "أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس"    رهبة الكون تسحق غرور البشر    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومن الليل فتجهد به نافلة لك

تحت شعار ومن الليل فتجهد به نافلة لك، شباب الجالية الإسلامية العربية والمغاربية يحيي ليلة نهاية السنة الميلادية بطريقته الخاصة على نهج خطى السلف تلاوة عطرة وذكر وإبتهال وقيام الليل بمسجد ستراسبورغ الكبير، بنفحات إيمانية روحية.
وختامها عنبر ومسك يفوح أريج عطره من كل رقعة وبقعة متناثر هنا وهناك من على ضفاف الراين وجداوله. بتوديع سنة ميلادية كاملة بحلوها ومرها. سنة مليئة بالأحداث، والمسرات والأفراح والأحزان.
مقدمة:
كما جرت العادة السنوية في نهاية كل عام وكباقي المدن الفرنسية، أحييت مدينة ستراسبورغ برمتها برأس السنة الميلادية 2021 بطرق مختلفة كل ووجهته ونظرته ورؤيته المفضلة ومميزة بنوعية النشاطات المعدة للمناسبة سواء كانت عائلية فردية أو جماعية ومختلفة، وذلك بمشاركة الجميع. إذ تعد مدينة ستراسبورغ من أجمل المدن الفرنسية على المستوى الأوروبي، كأهم المعالم التاريخية، الثقافية، السياحية والأثرية المدرجة على قائمة اليونيسكو.
مدخل:
المسجد ودوره في حماية الفرد عامة والشباب خاصة. في ظل مكانة المسجد في الإسلام
بات في وقتنا الحاضر كما في السابق للمسجد في المجتمعات الإسلامية عامة وبديار الغربة بأرض المهجر للجاليات المسلمة أدوارا كثيرة ومتعددة منها على سبيل المثال لا الحصر، الدور التاريخي الإجتماعي الإنساني والأسري العائلي والإنساني بالدرجة الأولى. يبقاء العقيدة وخلود الإيمان تعلو أصوات المؤذنين للنداء للصلاة في كل بقعة من أرض العالم إلى غاية دفنه بمسقط رأسه بالبلاد وتتكرر كلمات التوحيد التي توالت رسل الله تبينها لأممها واضحة المعالم نيرة السبل بينة المراسيم هذه العقيدة التي تجمع الشتيت وتلم الشعث وتربط الأفراد بعضهم ببعض دون نسب ولا حسب ولا صلة ولا سابق معرفة، فتذوب أمامها كل الفوارق والألقاب والمناصب، وتزول بها كل الحواجز والتسميات مهما كانت.
وبفضل الله أصبحت الأمة الإسلامية مهيبة الجانب عزيزة السلطان موفورة الكرامة في كل الأقطار واينما حلت وإرتحلت وحطت الرحال وأقامت في إطار عقيدتها حضارة شامخة وثقافة متأصلة وحياة سعيدة ظل دينها الحنيف الدين الإسلامي الحنيف على خطى السلف. ألا وهو المسجد ودوره والصلاة فيه جماعة وفردا. لإقامة الشعائر و الفروض المفروضة على كل مسلم .
ومن أهم ذلك تلبية النداء إلى أهم ركن ألا وهو الركن الثاني وهو إقامة الصلاة , لعقد صلة العبد بربه بعد توحيده والإقرار له بالوحدانية والربوية بالإيمان به, لتزداد عقيدته وتعلو سموا ورفعة ويزداد صاحبها قربا إلى الله وتمسك بحبله المتين.
فالصلاة عامل وقائي للفرد وللمجتمع من أن تتفشى فيه الفواحش والمنكرات وهي وسيلة لمناجاة العبد لربه فتزكو نفسه وتنغرس فيها قوة قابلة للخير, فتتكون بهذه النفس الطيبة أسرة صالحة تعمل لبناء المجتمع الناجح، فتكون الألفة شعارها والأخوة هدفها والدين غايتها والمحبة ضالتها المنشودة والتأخي أساسها ,فمتى تم هذا كما شرعه الله لا يكون بيننا جائع ولا عار ولا مريض ولا محتاج ولن تسيل قطرة دمع لظلم ظالم أو طغيان جائر ولا يطرد مستجير ولا يرد سائل.
يلي هذا النداء مناجاة الله سبحانه وتعالى لتسعد به النفوس. كون أن المسجد هو المركز الأول للإشعاع الروحي ,العلمي والفكري, لأنه ليس فقط مكان للعبادة بل للتكوين والتعلم وموطن التذكير والتقفيه والتوجيه.
فبيت الله قبلة المسلمين عامة ذكور وإناث دون إستثناء غني وفقير. تتجه الوجوه إليه والأبصار نحوه تتحلق والجموع بداخله وحواليه، كما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزوله بالمدينة أين أسس أولى خطواته ببناء مسجده ليعلم الناس الخير ويجمعهم على عبادة الله والطاعة وسائر الأعمال منها الصلاة فرضا وجنازة ونافلة، تجهدا وقياما.
ولم تكن رسالة المسجد في الإسلام مقتصرة على الصلوات الخمسة المفروضة وحدها، بل كانت ولا تزال مفتحة الأبواب على مصرعيها لا يرد عنها طالب علم أو قاصد ثقافة وفكر وتنوير وراحة وإستراحة.
ومن ذلك صلاة قيام الليل:
لا شك أن صلاة قيام الليلِ من أعظمِ الطّاعات عند الله, سبحانه وتعالى، وهي كنز من الكنوز العظيمة التي لاتعد و لا تحصى فوائد لمن أدركها و واكبها, تتحصَل فيها السكينة والطمأنينة والرِضا، ويحصل فيها العبد على الأجر الكبير والخير الوفير الكثير، حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السفرة الكِرام البررة.
فلصلاة الجماعة بقيام الليل في المسجد وأهميتها فضل كبير وفوائد عظيمة جمة لا تعد ولا تحصى كما جاء في السيرة العطرة و تراجم السلف.
الهدف:
الهدف من قيام الليل وبرنامجه المسطر من قبل إدارة مسجد ستراسبورغ الكبير, هو جمع الشمل وتوحيد الصفوف وحماية الشباب عامة من الإنزلاق في المخاطر والكوارث ووقايته منها وعدم إلحاق الضرر بهم و بغيرهم وتجنب الجيران والعامة من حرق سياراتهم وممتلكاتهم ومنازلهم لا قدر الله كما يهدف إلى عودة الجميع والشباب معها لله عزل وجل وقضاء ساعات في عبادته ومنجاته.
الغاية من قيام الليل:
عودة المؤمنين إلى عبادة الله سبحانه وتعالى. لإثبات حقيقة تواضعهم أمامه بين يديه. وأنهم يدركون حاجتهم الحيوية إليه في كل وقت وأنهم يطلبون منه بصدق مساعدتهم في التوبة النصوح والرجوع إليه بكل طواعية دونما إجبار ولا إكراه.
ومن بين المساجد التي تحرص على أداء هاته الشعيرة شهريا وفي كل مناسبة مسجد ستراسبورغ الكبير الذي فضل طاقمه وإمامه ومعلميه وشبابه ورواده, إختتام السنة الميلادية والإحتفال بها مع الشباب بٍرأس ليلتها في جو بنفحات إيمانية روحانية بنشاط ثري وزاخر تلاوة عطرة وذكر وإبتهال وقياما ودعاء دونما كلل ولا ملل. كما يلي عرضه من خلال مقالنا نسأل الله التوفيق في نقل أحداثه ووصف مجرياته طوال الليلة كاملة من صلاة العشاء إلى مطلع ضحى الغد.
أفتتحت على بركة الله الأمسية مباشرة بعد صلاة العشاء بتلاوة عطرة للمقرئ الشاب الطالب أدم شلغومي ومباشرة إنطلقت الأشغال بتنشيط الأمسية بندوة لفضيلة الشيخ ساليو فاي صالح إمام مسجد الأخوة بلامينو بعنوان نصائح للشباب بمناسبة حفل رأس السنة الميلادية، مذكرا بخيرة شباب الإسلام في بدايته منهم على سبيل المثال والذكر لا الحصر الصحابي الأرقم بن الأرقم , الذي وفر منزله مقرا للدعوة وجمع المسلمين في بداية الإسلام سرا ومصعب بن عمير مبعوث النبي المصطفى الحبيب للدعوة إلى الإسلام في يثرب بعد بيعة العقبة الأولى، وحامل لواء المهاجرين في غزوتي بدر وأحد. و الصحابي الجليل الشاب الذي جاء ذكره في كتاب الله زيد بن حارثة رضي الله عنه وعن صحابة رسوله, مولى رسوله الله أستشهد في غزوة مؤتة وهو قائد جيش المسلمين أمام جيش من البيزنطيين والغساسنة يفوق المسلمين عددا. وغيرهم من الصحابة الشباب أمسية تخللتها فقرات فنية أدبية بقراءة أبيات مختارات متنوعة عن الموضوع ونشيد طلع البدر بأداء جماعية بالتصلية والتسليم على الحبيب المصطفى وأختتمت يإحدى قصائده الشعرية عن الشباب.
وبعدها إنطلقت حلقة مجالس الذكر والإبتهالات لساعات من تنشيط وإدارة الشيخ خليلو والمربي المعلم الأستاذ أيوب، ثم فقرة السماع الصوفي من موشحات ومقامات مختارة لصاحبة الحنجرة الذهبية الصادحة بكل ما أوتي من قوة الأستاذ عبد الحميد أحد طلبة المسجد الكبير ورواد حلقات مجالس الذكر به.
وبختامها عاد الشباب للتنافس لإستظهار كتاب الله وما يحفظونه عن ظهر قلب بتلاوات عطرة وأصوات مرسلة من هنا وهناك. تلاوة دمعت لها العيون وخشعت لها القلوب وهدأت لها النفوس.
وأختتمت الجلسة الأولى بعودة فضيلة الشيخ صالح فاي في مداخلة طبيعية بالجلوس أرضا رفقة الشباب ومعية الحضور للحديث عن توصياته المنبثقة من نصائحه للشباب عامة والأهالي وعن الأخوة وما تتطلبه الكلمة وتتضمنه من مضمون جوهري ظاهري وباطني، والذي لايمل الحديث عنها و لا النصح بها والتوجيه للعمل بها كل ساعة وحين, فالأخوة أمر رباني النابع من القلب ومن بحر الإيمان والمؤمنون أخوة كما قال أحسن وأصدق القائلين سبحانه وتعالى.
وبعد إستراحة خفيفة عاد نشاط الأمسية لأوجه منطلقا بقراءة جماعية بداية من قلب القرآن ولبه سورة ياسين وما لها من فوائد ومزايا لا تعد ولا تحصى كما أخبر السلف رحمهم الله وفقا لأحاديث الشريفة والسيرة العطرة لهم. وبعد درس الأمسية من ألقاء فضيلة الشيخ خليلو عن فضل قيام الليل وحسانته من مجمل الأحاديث المتضمنة ذلك لمختلف المحدثين من صحابة رسول الله صلى عليه وسلم تسليما.
وبعد الغداء الروحي والنفسي وتعبئة الرصيد الفكري المعرفي لما ينفع المسلم في دينه وحياته و مجمل معاملته الدينية لرضا الله و الفوز بالجنة، جاء موعد الغذاء البدني لملئ البطون وبتشكيل مجموعات سبعة 7/سبعة7 على خطى السلف كما توارث الأبناء بالطريقة التقليدية الجلوس أرضا و إلتفاف حول قصعة الطعام بما يعرف بالجفنة أو الصحن. وبالعامية بالقعدة.
وككل مناسبة تنافسية تستغرق وقتا وجهدا جهيدا لابد من تعويض وتغذية كاملة غنية بكل المعادن وما شابه ذلك، حل طبق الكسكسي الطبق الشعبي الذي لا يستغنى عنه من أنامل حرائر جاليتنا العربية المغاربية إعدادا وطهيا وتقديم. وبعد تناول طبق الكسكسي الطبق التقليدي ذو الوجبة الدسمة التي يتطلبها الجسم للمقاومة والإنتعاش مرفقة بكؤوس الغذاء الكامل من حليب، وتبادل الحديث عن اللمة الشعبية العائلية على أيام زمان وإسترجاع ذكريات الزمن الجميل من الأهالي والأبناء ومرارة الغربة والحرمان وحنين الشوق للبلاد والأهل وما حرم منا المهاجرين في غربتهم.
تخللت الليلة فقرات متنوعة من فقرة سبر الآراء والإستبطان لمعرفة الأفكار لسنة 2022 القادمة وما يتنظره منها الجميع عامة والشباب الطموح خاصة حفظهم الرحمن.
وبختامها حلت ساعة الجد والتوجه للمولى عز وجل بكل أريحية وإستعداد نفسي وجسدي، بقلوب خاشعة وعقول هادئة وأجسام مستعدة للقيام والصلاة بإمامة الشيخين خليلو وأيوب حفظهم الرحمن. قيام ليل , حضره جمع من الناس بشوق وفرح شيوخ وشباب, أصحاء وعجزة مقعدين, إناث وذكور, أبناء مرفقين بأهاليهم أماهتهم وأباءهم, قيام جماعي ينتظره العديد من رواد المسجد ومحبي القيام والوقوف بين يدي الرحمن في بيته المحبب إليهم لمنجاته والتضرع إليه بصفاء سريرة وسعة قلب.
قيام ليل يشعرك بلذة لا توصف وحلاوة لا تقدر بثمن، رغم إستغراقه لوقت لا يقدر بثمن وجهد بدني.
وبإتمام جزء القيام عاد النشاط لحلقات الدرس والأذكار والإبتهالات بالتناوب والتتابع لساعات متواصلة وتنافس بين ذا وذلك، في التصلية والتسليم على الحبيب المصطفى وآل بيته الطاهرين وصحابته الكرام والإستغفار والحوقلة والحمدلة وغيرهم من الأذكار وما خلفه سلفنا رحمة الله عليه من أرث ديني ثقافي روحي متداول منذ قرون خلت لاسيما في بلداننا المغاربية والعربية عامة.
وبختام الفقرة وترويحا عن النفس وإستراحة عاد السماع الصوفي في أوجه بحناجر صادحة من حرم المسجد ورحاب عتبة المنبر يتقدم الأستاذ الطالب عبد الحميد حفظه الله، الذي شنف مسامع الحضور وزادهم بهجة وسرورا وفرحة عامة لا تضاهيها فرحة مهما كانت ولا تقدر بأثمان.
وما زاد الليلة لمة وبصمة خالدة للتاريخ حضور عمي الحاج علي من رواد المسجد لقرابة ثلاثين 30سنة، صاحب الدعابة والصحبة الجميلة والرفقة الحسنة، صاحب الرقم القياسي في عدد رحلاته للحج، حاجا ومرافقا ودليلا ومرشدا وغيرهم والتي بلغن الواحدة والعشرون 21 رحلة، الحاج علي أصيل تونس الشقيقة ونبرات صوته الشجي وتشجيعه بصيحاته تكبير الله أكبير من حين لآخر ومن فينة لأخري بالتكبير حفظه الرحمن ورزقه موفور الصحة وزاده قوة وصبرا.
ولكي لا ننسى وللتاريخ ولا نهدر حق الفتى المدلل بن الرفقاء خمامة المسجد البرعم ريان حفظه الرحمن الذي لايكل ولا يمل في خدمة الجميع بدون إستئناء جزاه الرحمن خير والمبهر فيه حفظه عن ظهر قلب لما تسير من كتاب الله وتفوقه الدراسي و ثقته بنفسه وتمسكه بلباسه الأصلي مجد سلفه التاريخي لباسه التقليدي للعباءة والعمامة، كما لا يفوتنا أن لا ننسى ساقي الجمع بشربة ماء كلما طلب و دعت الحاجة دون أن ننسى تزويده المجموعة بقارورات الماء من حين لآخر.
وبعد منتصف الليل وترويحا عن النفس لفترة زيادة جرعة أكسجين أكسير التحمل وقوة المواصلة حلت فقرة الشجاعة الأدبية في جلسة مستديرة ألتف حولها الجميع حول فضيلة الشيحين خليلو و أيوب، جلسة تعارف و سرد أحداث سنة 2021 وما حملته من أشياء سلبية وإيجابية وما النتيجة المتحصل عليها من خلالها وما هي الخبرة المكتسبة وطريق التعامل معها وبها.
كانت جلسة تعارف في حد ذاتها. جلسة تحرير من عقدة الخوف والحياء. جلسة أكتسب من خلالها الحضور الشجاعة في المواجهة والتحدث أمام الجميع بحضور حضرة المشايخ أهل العلم والمعرفة وضيوف الليلة، جلسة إكتسب منها المتحدث ثقته بنفسه وقدرته ومكانته، جلسة حمست المتحدث من الكلام بكل حرية وأريحية بعيدا عن عقدة الخوف والإرتباك. جلسة كانت في حد ذاتها نفسية من جلسات علم النفس الإجتماعي العيادي الذي يتطلب اللجوء إليه بعد عناء التعب والإرهاق والإكتئاب لا سمح الله.
وبإكراميات خفيفة من مقويات فيتامنية ومنشطات حلويات ومشروبات. تواصلت فقرات النشاط الفني الثقافي في جو تنافسي بحماس فياض بين الشباب عامة والطلبة خاصة من رواد المسجد في شكل مجموعات وإجراء نشاط فكري ترفيهي ومسابقات متنوعة عبر عرض الشاشة مما زاد في حماس المتنافسين حماس فياض ومتدفق بعطاء فكري أكاديمي قل ما تسمعه وتشهده لاسيما لشباب اليوم والتطور التكنولوجي السمعي البصري وباقي وسائل التواصل والرقمنة. فهنيئا للفائزين ألف مبروك حظهم السعيد وبالتوفيق والنجاح للجميع وصبرا جميل للباقين.
وبعد تعبئة الفكر بالرصيد العلمي الفكي وإستراحة الجسد نفسيا وصحيا عام الجمع لإتمام قيام الليل والوقوف لوقت غير محدد ولا معلن بين يدي الرحمن في إتمام قيام الليل والصلاة ما تيسر. طاقة وقوة، أختتمت بصلاتي الشفع والوتر قبل خروج الوقت وحلول الفجر، تقبل الله من الجميع .
وبإتمام الليلة عددا وعدة تلاوة وإبتهالا وذكرا وقياما وتضرعا، حلت ساعة الفجر أين أديت الصلاة و إختلى كل واحد في ركن للتلاوة الفردية أو قراءة الأوراد المعتادة والأذكار.
بصلاة الصبح جماعة وقراءة الورد اليومي من أذكار. قرئ الحزب الراتب الورد اليومي وأختتم بدعاء شامل للجميع للصلاح والفلاح.
وكما جرت العادة وفي ضيافة المسجد وأهل الجود والكرم من إكراميات وما لذا وطاب من إعداد وطهي أنامل حرائر الجالية المغاربية العربية عامة وفتيات المسجد ورائدته حفظهن الله مما عودونا ببصماتهم الخالدة والمنقوشة أثارها في كل مناسبة وحدث، تناول الجمع فطور الصباح وأسدل الستار بالصور التذكارية للتاريخ والأرشيف على أمل العود في لقاء وحدث قريب إن شاء الله.
فتحية شكر وتقدير وعرفان لكل من السادة الأستاذ ولقاضي مصطفى على الدعوة والضيافة والإستقبال والأستاذ مصطفى صدقي والأخ مهيب وعلى كوكبة الشباب حفظهم الرحمن ورعاهم وتحية خاصة للفتيات السيدات الفضليات على خدمتهن لضيوف قيام الليل طول الليل بداية من العشاء إلى وجبة الإكراميات الخفيفة عقب منتصف الليل ولغاية فطور الصباح الجماعي من طهي وإعداد وتقديم وأخص بالذكر كل بإسمها وشخصها دون تميز ولا نسيان حفظهن الرحمن وأفرحهن.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.