لا يحضر الملح في مائدة العيد وأيامه التي قد تستمر لأسبوع في الشكل المعتاد الذي يكون فيه قد طبخ مع الأطعمة، بل يحضر أيضا بشكل منفرد مع بعض البهارات لتتم إضافته إلى بعض الأطعمة مباشرة. كما أن بعض الأشخاص لا يكتفون بمقدار الملح المعتدل الذي يكون في الأكلات المطبوخة ويعمدون إلى إضافة الملح مرة أو أكثر على القدر الذي طبخ فيه. وهذا الملح الإضافي الذي يصعب ضبطه والتحكم فيه، يشكل مصدر تهديد أكدته دراسة حديثة، وجدت علاقة بين ذلك السلوك والموت المبكر. فما هي مخاطر إضافة الملح إلى الطعام حسب تلك الدراسة؟ الإضافة المتكررة للملح إلى الطعام تزيد مخاطر الوفاة المبكرة حسب قناة الحرة، وجدت دراسة طبية حديثة نشرت في مجلة القلب الأوروبية، أجريت على نحو 500 ألف شخص، أن الإضافة المتكررة للملح إلى الطعام تزيد مخاطر الوفاة المبكرة، بصرف النظر عن أسباب الوفاة. وتقتصر هذه النتائج على إضافة الملح بشكل متكرر للوجبات، وليس أثناء عملية الطهي، وفق الباحثين. وقال الباحثون في النتائج المنشورة يوم الأحد (10 يوليوز الجاري): "التكرار المرتفع لإضافة الملح إلى الأطعمة يرتبط بخطر أعلى للوفاة المبكرة، لجميع الأسباب وانخفاض متوسط العمر المتوقع". وشارك في الدراسة 501379 شخصا، بدءا من عامي 2005 و2006 وتمت متابعتهم لمدة تسع سنوات في المتوسط. وسُئل المشاركون عبر استبيان عما إذا كانوا يضيفون الملح إلى أطعمتهم ومعدل تكرار ذلك. ووجد الباحثون أنه بالمقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموا الملح أبدا أو نادرا، فإن أولئك الذين قاموا دائما بإضافة الملح إلى وجباتهم زادت مخاطر الوفاة المبكرة لديهم بنسبة 28 في المئة وفي سن الخمسين، تبين أن إضافة الملح دائما إلى الطعام يقلل عمر الرجال أكثر من عامين، وعاما ونصف العام بالنسبة للنساء. وقال الباحثون: "وجدنا علاقات متدرجة بين التكرار الأعلى لإضافة الملح إلى الأطعمة وتركيزات أعلى من الصوديوم لمدة 24 ساعة. خلال متوسط 9.0 سنوات من المتابعة، تم توثيق 18474 حالة وفاة مبكرة". وقال البروفيسور لو تشي، من كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة بجامعة تولين في نيو أورلينز، الذي قاد الدراسة، إن خفض الصوديوم ولو بشكل بسيط، عن طريق إضافة القليل من الملح أو عدم إضافة الملح إلى الطعام على المائدة، من المرجح أن يؤدي إلى فوائد صحية كبيرة". وقالت البروفيسورة أنيكا روزنغرين، من جامعة غوتنبرغ، التي لم تشارك في البحث، للغارديان: "ما تشير إليه الأدلة الجماعية بشأن الملح هو أن الأشخاص الأصحاء الذين يستهلكون المستويات الطبيعية من الملح العادي لا يحتاجون إلى القلق كثيرا بشأن تناول الملح". وبالنسبة لهذه المجموعة، قالت إنه يجب أن تكون موازنة تناول الملح مع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات أولوية. ونصحت المعرضين للإصابة بأمراض القلب بتقليل استهلاك الملح. حقائق رئيسية عن الملح حسب منظمة الصحة العالمية – يسهم ارتفاع استهلاك الصوديوم ( 2 غرام يومياً، بما يوازي 5 غرام من الملح يومياً) وعدم كفاية مدخول البوتاسيوم (أقل من 3.5 غرام يومياً) في ارتفاع ضغط الدم، ويُزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. – المصدر الأساسي للصوديوم في نظامنا الغذائي هو الملح، على أنه قد يأتي من غلوتامات الصوديوم، التي تُستخدَم كبهارات في أجزاء كثيرة من العالم. – معظم الناس يفرطون في استهلاك الملح – بمتوسط 9-12 غرام يومياً، أو حوالي ضِعف مستوى المدخول الأقصى الموصى به. – يساعد تناول أقل من 5 غرامات من الملح يومياً للبالغين على خفض ضغط الدم والحدّ من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والنوبات القلبية التاجية. والفائدة الرئيسية لتقليل مدخول الملح هي خفض ضغط الدم في المقابل. – اتفقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على خفض مدخول الملح لدى سكان العالم بنسبة 30% بحلول عام 2025. – حُدِّد خفض مدخول الملح باعتباره أحد التدابير الأكثر فعالية من حيث التكلفة التي يمكن أن تتخذها البلدان لتحسين الحصائل الصحية للسكان. ومن المرجّح أن تؤدي التدابير الأساسية لتقليل الملح إلى إضافة عام من الحياة الصحية إلى العمر بتكلفة أقل من متوسط الدخل السنوي أو الناتج المحلي الإجمالي للشخص الواحد. – يمكن تفادي ما يقدَّر ب2.5 مليون وفاة سنوياً إذا تم تقليل استهلاك الملح عالمياً إلى المستوى الموصى به. توصيات الصحة العالمية لتقليل الملح – للبالغين: توصي منظمة الصحة العالمية بأن يستهلك البالغون أقل من 5 غ (أقل من ملعقة شاي) من الملح يومياً . – للأطفال: توصي منظمة الصحة العالمية بتعديل الحد الأقصى الموصى به لمدخول الملح لدى البالغين تنازلياً لدى الأطفال في عمر سنتين إلى 15 سنة استناداً إلى متطلباتهم من الطاقة قياساً على متطلبات البالغين. ولا تتناول هذه التوصية للأطفال فترة الرضاعة الطبيعية الخالصة (صفر-6 أشهُر) أو فترة التغذية التكميلية مع استمرار الرضاعة الطبيعية (6-24 شهراً). – ينبغي أن تتم معالجة كل ما يتم استهلاكه من الملح باليود أو "إغناؤه" باليود، وهو عنصر ضروري لنمو المخ بشكل صحي لدى الأجنة وصغار الأطفال ويحقق الحد الأمثل لتأدية الوظائف الذهنية بشكل عام. معلومات عن الملح والصوديوم والبوتاسيوم حسب منظمة الصحة العالمية: – الصوديوم أحد المغذّيات الأساسية الضرورية للحفاظ على حجم البلازما، وتوازن المُرَكّبات القاعدية-الحمضية، ونقل النبضات العصبية، وتأدية وظائف الخلايا بشكل عادي. – يرتبط الإفراط في الصوديوم بحصائل صحية سلبية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم. – تعتمد العوامل الأوّلية التي تسهم في الاستهلاك الغذائي للصوديوم على السياق الثقافي والعادات الغذائية للسكان. – يوجد الصوديوم بشكل طبيعي في مجموعة متنوعة من الأغذية، مثل الحليب واللحوم والمحاريات. ويغلب وجوده بكميات مرتفعة في الأغذية المصنّعة مثل الخبز واللحوم المصنّعة والأغذية الخفيفة، وكذلك في البهارات (صلصة الصويا، أو صلصة السمك مثلاً). – كما يوجد الصوديوم في غلوتامات الصوديوم، التي تُستخدَم كمضافات غذائية في أجزاء كثيرة من العالم. – البوتاسيوم أحد المغذيات الأساسية اللازمة للحفاظ على الحجم الكلي للسوائل في الجسم، والتوازن الحمضي والإلكتروليتي، وتأدية الخلايا لوظائفها بشكل عادي. – يشيع وجود البوتاسيوم في مجموعة متنوعة من الأغذية غير المعالَجة، خاصةً الفواكه والخضروات. – خفّضت زيادة مدخول البوتاسيوم ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى البالغين.