بعد مرور حوالي 5 أشهر على رسالة ساشنيز للملك محمد السادس، لا تزال العديد من وسائل الإعلام الإسبانية تنتظر عائدات تأييد المملكة الإسبانية عبر رئيس حكومتها بيدرو سانشيز لمقترح الحكم الذاتي للأراضي الصحراوية على شبه الجزيرة الإيبيرية. وفي مارس 2022 بعث رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، برسالة إلى الملك محمد السادس سمحت بتجاوز الخلاف الدبلوماسي الطويل بين المغرب وإسبانيا، والتي وصف فيها سانشيز الاقتراح المغربي بالحكم الذاتي للصحراء المغربية بأنه "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" لحل النزاع المفتعل. صحيفة لاراثون الإسبانية قالت في تقرير نشرته إنه منذ الرسالة، دخلت العلاقات الإسبانية المغربية في وضع طبيعي جديد أسفر عن توازن لا يزال متواضعا. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعيدا عن الأهداف الطموحة التي أعلنتها الإدارتان قبل أسابيع، وإن كانت إيجابية. وبعد أشهر طويلة من الاضطرابات، فإن أفضل الأخبار هي على وجه التحديد أن العلاقات والتعاون قد تمت استعادتها على جميع المستويات. وأضافت أنه بعد أسبوعين ونصف من الرسالة سافر بيدرو سانشيز في 7 أبريل إلى الرباط للتوقيع على اتفاق عنوانه "مرحلة جديدة من الشراكة بين إسبانيا والمغرب" تضمن خارطة طريق متفائلة تتوقع بدء مفاوضات لترسيم حدود المجالات البحرية على الواجهة الأطلسية و"تطبيع حركة الأشخاص والبضائع". بالإضافة إلى الحث على "إعادة تنشيط" التعاون الاقتصادي والثقافي بين الطرفين. كما حددت الوثيقة عقد الاجتماع الإسباني المغربي الثاني عشر رفيع المستوى، الذي تم تعليقه بقرار مغربي في دجنبر 2020، قبل نهاية السنة الحالية. ومن بين الإنجازات الملموسة لهذه الأشهر الخمسة من "المرحلة الجديدة" إعادة فتح حدود سبتة ومليلية، التي ظلت مغلقة لأكثر من عامين وشهرين، وعملية مرحبا التي علقت أيضا لصيفين متتاليين، والتعاون في مسائل الهجرة والأمن، تضيف لاراثون. وأوضحت أن هذا التعاون قد أدى إلى الحد من ضغوط الهجرة من المغرب، سواء على حدود سبتة ومليلية أو على الطريق الكناري. وبالرغم من ذلك، تضيف الصحيفة، لا تزال هناك مسألتان يتعين حلهما، ترتبط الاولى بتعيين حدود المياه المتوسطة والإقليمية بين جزر الكناري والمغرب والثانية بإنشاء مكاتب الجمارك التجارية في سبتة ومليلية. وخلصت الصحيفة إلى أنه بعد خمسة أشهر، من الرسالة التي مهدت الطريق لاستعادة العلاقات الثنائية، لا يزال هناك الكثير الذي يمكن أن تحققه الإدارتان معا إذا ساد بينهما مناخ من الشفافية والولاء. يبقى أن نرى ما إذا كانت حكومة بيدرو سانشيز ستتمكن من الاستفادة من السيناريو الجديد الذي تم فتحه مع المغرب للدفاع عن المصالح العامة لإسبانيا وتعزيزها على الجانب الآخر من المضيق.