مجلس المستشارين.. افتتاح أشغال ندوة وطنية تقارب الروابط القائمة بين الاستثمار والتشغيل والحكامة المجالية    وزير الداخلية يعفي والي جهة مراكش    خدمات التجارة غير المالية تثير التفاؤل    فيدرالية اليسار الديمقراطي تدين اعتراض "أسطول الحرية" وتطالب بتحقيق دولي    الرجاء الرياضي يعلن موعد جمعه العام ويمهد لتغيير في قيادته    35 مليون سنتيم وأجهزة كمبيوتر وجوازات سفر.. سقوط شبكة إجرامية بالناظور    القضاء يدين "فيديو الطاسة" في طنجة    درك الجديدة يكافح المخدرات والهجرة    "نوردو" يسعد بالغناء في "موازين"    مهرجان حب الملوك 2025: احتفال على إيقاع الاحتجاجات واستياء من «إقصاء» الفعاليات المحلية    أسس ومرتكزات الإصلاح الديني    ما الذي تبقى من مشروع الثقافة الوطنية؟    تطوير بنكرياس اصطناعي ذكي لتحسين إدارة السكري من النوع الأول    أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم المغربي في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    النظام السوري الجديد يفرض على النساء ارتداء البوركيني ويمنع على الرجال الظهور عراة الصدور في الشواطئ العامة    إيران تهدد باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع    صيادلة يبرزون الاستخدام الصحيح لجهاز الاستنشاق    مصدر مسؤول ل"الأول": الجامعة مستاءة من أداء "الأسود".. ولقجع يدعو الركراكي إلى اجتماع عاجل    حزب رئيس جنوب أفريقيا السابق يدعم الحكم الذاتي ويدعو إلى تحالف مع المغرب    متابعة أحد نواب الوكيل العام باستئنافية فاس بتهمة التخابر مع جهة أجنبية في قضية تشهير في حالة اعتقال        الحرس الملكي ينظم المباراة الرسمية للقفز على الحواجز ثلاث نجوم أيام 20 ، 21، و22 يونيو الجاري بالرباط    بيان عاجل حول انقطاع أدويةاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من الصيدليات وتأثير ذلك على المصابين وأسرهم    إمارة المؤمنين لا يمكن تفويضها أبدا: إعفاء واليي مراكش وفاس بسبب خروقات دستورية    ماسك يعبر عن أسفه: "تجاوزت الحد مع ترامب"    حي المحيط: ساكنة مهمشة وبنية تحتية تُنذر بالخطر... فهل من مجيب؟    تفاعل ملكي إسباني مع مقترح ثقافي مغربي لتكريم متطوعات فالنسيا    طاهرة تعود بقوة إلى الساحة الفنية بأغنية جديدة بعد غياب طويل    أستراليا تهزم السعودية وتتأهل إلى كأس العالم 2026    توظيف مالي لمبلغ 2.4 مليار درهم من فائض الخزينة    إعفاء واليي فاس ومراكش بعد مخالفة توجيهات عيد الأضحى    انطلاق عملية "مرحبا 2025" لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    تتويجا ‬لجهود ‬المملكة ‬في ‬الاستثمار ‬الاستراتيجي ‬والرؤية ‬الواضحة ‬لتعزيز ‬قدرة ‬البلاد ‬التنافسية ‬واللوجستية..‬ ميناء ‬طنجة ‬المتوسط ‬يواصل ‬مشوار ‬التألق ‬و ‬الريادة    مزور: لدينا إمكاناتٌ فريدةٌ في مجال الهيدروجين الأخضر تؤهّلنا للعب دورٍ محوريٍّ في السوق الأوروبية    أفق ‬الحل ‬السلمي ‬للقضية ‬الفلسطينية ‬لا ‬يزال ‬مفتوحاً ‬أمام ‬المساعي ‬الدولية    المؤسسات ‬المالية ‬في ‬المغرب ‬تدق ‬أجراس ‬الإنذار‬وتنبه ‬إلى ‬خطورة ‬التصيد ‬الاحتيالي    الوزيرة السغروشني: الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعمل على تسريع بروز كفاءات تتماشى مع تحديات المستقبل (صورة)    الأرقام الجديدة تؤكد ريادة 'ميد راديو' ضمن الإذاعات الخاصة وتحقق تقدما ملحوظا من حيث نسبة الاستماع التراكمية أو من حيث الحصة السوقية    متحور ‬كورونا ‬الجديد ‬"NB.1.8.‬شديد ‬العدوى ‬والصحة ‬العالمية ‬تحذر    مانشستر سيتي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس    وداد فاس يبلغ نصف نهائي كأس التميز على حساب نهضة بركان    اعتصام إنذاري للنقابة الوطنية للعدل أمام وزارة العدل بالرباط    الصين تطلق ثورتها الكهربائية من المغرب: استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية تؤسس لعهد صناعي جديد    "العهر السياسي" و"الاعتقالات".. فيدرالية اليسار تندد بالهجوم على أعضاءها ومنتخبيها الجماعيين    الولايات المتحدة.. محكمة الاستئناف تقرر الإبقاء على الرسوم الجمركية المفروضة من طرف الرئيس ترامب    ترامب يدعو أوروبا لمكافحة الهجرة    النائب البرلماني يوسف بيزيد يتدخل لنقل جثمان مغربي من الجزائر الى ارض الوطن    مهنيو صنف السويلكة بالجديدة يعبرون عن احتجاجهم و رفضهم لمقترح مشروع تهيئة مصايد الصيد لوزارة الصيد البحري    الفنان نوردو يشارك لأول مرة في موازين ويعد جمهوره بعرض استثنائي    ارتفاع تكلفة كراء قاعات قصر الفنون والثقافات بطنجة والجمعيات أبرز المتضررين    نصائح صيفية مفيدة في تفادي لدغات الحشرات    مغني الراب مسلم يثير غضب المغاربة بعد غنائه عن الخمر    السعودية تحظر العمل تحت الشمس لمدة 3 أشهر    السعودية تحظر العمل تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أشهر في جميع منشآت القطاع الخاص    كأنك تراه    انسيابية في رمي الجمرات واستعدادات مكثفة لاستقبال المتعجلين في المدينة المنورة    









مفارقة الاقتصاد المغربي: نمو بدون مناصب شغل!

المفارقة التي يجد الاقتصاديون صعوبة في حلها: النمو الاقتصادي بدون مناصب شغل. ملاحظة نستشفها من المنشور الأخير للمندوبية السامية للتخطيط المتعلق بوضعية سوق الشغل في الربع الثالث من سنة 2023. ففي حين يُتوقع بلوغ معدل النمو للسنة الحالية حوالي 3,4%، فإن قطاع الصناعة فقط، بما في ذلك الصناعة التقليدية، خلق 14 ألف منصب شغل. أما بالنسبة للقطاعات الأخرى فقد فقدت الآلاف من المناصب. والنتيجة هي انفجار في معدل البطالة الذي وصل إلى مستوى قياسي خلال العقد الماضي بمعدل 13.5% على المستوى الوطني (مقارنة ب 11.4% خلال السنة السابقة) و17% في المناطق الحضرية (مقابل 15% خلال الربع الثالث من سنة 2022). وعلى مستوى الشباب، تقترب هذه النسبة من 40%. أما بالنسبة للخريجين والنساء، تمس البطالة واحد من كل خمسة أشخاص. هناك سبب حقيقي للقلق. والحكومة التي تفتخر بنتائجها وبرامجها لمكافحة البطالة، تدين لنا بالتوضيحات وإخبارنا بالحقيقة عن الوضع الحقيقي في البلاد وليس الذي تتخيله.
لقد تكبد الاقتصاد المغربي بين الربع الثالث من 2022 و2023 خسارة ما يناهز 300 ألف منصب شغل (297 ألف بالضبط)، أي خسارة 269 ألف منصب شغل في الوسط القروي و29 ألف في الوسط الحضري. وبحسب نوعية العمل، تم فقدان 231 ألف وظيفة غير مدفوعة الأجر، نتيجة لخسارة 190 ألف وظيفة في المناطق القروية و41 ألف في المناطق الحضرية. ومن جهتها، سجلت العمالة مدفوعة الأجر انخفاضا قدر ب 66 ألف منصب شغل، نتيجة إحداث 13 ألف منصب شغل في المناطق الحضرية وفقدان 79 ألف في المناطق القروية. وسجل القطاع الأول أي الفلاحة والصيد البحري أعلى نسبة. ويمكن تفسير هذه الظاهرة بتعاقب سنتين من الجفاف، وتعكس في الوقت نفسه عدم فعالية البرامج الموجهة لمكافحة آثار الجفاف، بما في ذلك العنصر المتعلق بحماية فرص الشغل والتأثير المحدود للسياسات العمومية للتشغيل مثل "أوراش" و"إدماج". ومن المتوقع أن يخلق هذان البرنامجان وحدهما ما لا يقل عن 200 ألف فرصة شغل. وهو ما لا يظهر في الإحصائيات التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط. مما يستدعي أيضا مزيدا من التوضيح بخصوص هذه النقطة.
في المقابل، يظهر ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بنسبة 18% بين الربع الثالث من سنة 2022 والربع الثالث من سنة 2023، أي 248 ألف شخص، ليصل عدد العاطلين عن العمل إلى 1.625.000 شخص. ويأتي هذا الارتفاع نتيجة لزيادة 181 ألف عاطل عن العمل في المناطق الحضرية و67 ألف في المناطق القروية.
وبطبيعة الحال، يمكننا التخفيف من حدة البطالة بالنظر إلى كون المناصب المفقودة هي بالأساس "غير مؤدى عنها"، وهذه الظاهرة تعتبر من سمات البلدان النامية. وتمثل ما يقارب 78% مقارنة ب 22% من الوظائف مدفوعة الأجر، أي 66 ألف شخص وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها دون موارد لتلبية احتياجاتهم، وخاصة في العالم القروي، الأكثر عرضة للفقر والهشاشة.
وطبعا كنا نود أن تقدم لنا المندوبية السامية للتخطيط تفسيرات وإيضاحات حول هذه الحركة غير المنتظمة التي يعرفها سوق الشغل، بما في ذلك ظاهرة التراجع المستمر في النشاط والشغل. فهي تقتصر على تقديم أرقام خام، وهو أمر لا يمكن الاستهانة به، تاركة المجال للجميع لتقديم تفسيراتهم وتأويلاتهم الخاصة. إنه تمرين محفوف بالمخاطر لا يمكننا التهرب منه مع اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة.
ولذلك يمكن الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل لمحاولة تفسير الضعف في خلق فرص الشغل من قبل الاقتصاد الوطني. وهو تراجع يتزايد من سنة إلى أخرى: لقد انتقلنا من 30 ألف منصب شغل مقابل نقطة نمو واحدة إلى 15 ألف منصب شغل أو أقل في السنوات الأخيرة. ويتفاقم هذا الوضع بسبب انخفاض معدلات النمو الاقتصادي.
العامل الأول يتمثل في انخفاض عائد الاستثمار. والواقع أن هذا العائد، الذي يقاس بمؤشر رأس المال الهامشي (ICOR) يمثل عدد وحدات الاستثمار (النسبة المئوية من الناتج الداخلي الخام) اللازمة لتحقيق نقطة واحدة من نمو الناتج الداخلي الإجمالي. كلما انخفض مؤشر ICOR، كلما كان الاستثمار أكثر مردودية. وبمعدل مؤشر ICOR قدره 9.4 في المتوسط خلال الفترة 2000-2019، يظل الاستثمار في المغرب أقل مردودية، مقارنة على وجه الخصوص بالدول المصنفة ضمن فئة الدخل المتوسط الأدنى، حيث يصل إلى 5.7. بشكل ملموس، فإن معدل الاستثمار البالغ 32.2% مع معدل مؤشر ICOR قدره 9.4 يمنحنا بالكاد معدل نمو قدره 3.4%.
وبالإضافة إلى ضعف نجاعة الاستثمار، لا بد من الإشارة، وهذا هو العامل الثاني، إلى الفجوة بين التوقعات والإنجازات. ولنقتصر على الاستثمار العمومي الذي يمثل ثلثي الاستثمار الوطني، حيث لا تتجاوز نسبة الانجاز 70% في أحسن الأحوال! على سبيل المثال، من المتوقع أن يصل استثمار الشركات والمؤسسات العمومية لسنة 2023 إلى 90 مليار درهم، أي 63% من التوقعات. وبالمثل، فإن استثمار صندوق محمد السادس للاستثمار بقيمة 45 مليار درهم المخصص لنفس السنة لم يبدأ بعد. الأمر الذي من شأنه أن يخفض الاستثمارات العمومية المبرمجة لسنة 2023 من 300 مليار درهم إلى مبلغ أقل بكثير يبلغ حوالي 200 مليار درهم.
ويكمن العامل الثالث في سلوك رأس المال الخاص الذي يفضل الربحية القصيرة الأمد ونشاط المضاربة على حساب الأنشطة المنتجة التي تخلق فرص شغل مستدامة ولائقة. وهكذا، وعلى الرغم من كل التشجيع الممنوح لمخطط التسريع الصناعي ومهن المستقبل، ظلت حصة الصناعة التحويلية في الناتج الداخلي الإجمالي على حالها منذ سنة 2015، أي 15%. وللتذكير، فإن الهدف الذي تم تحديده عند إطلاق برنامج التسريع الصناعي هو مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الإجمالي بنسبة 23% في سنة 2021. دون أن نتحدث عن خلق 500 ألف منصب شغل، التي ظلت مجرد أضغاث أحلام.
هذه الهبات الممنوحة لرؤوس الأموال الكبيرة، بما في ذلك الفلاحة الموجهة للتصدير، لم تمس الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الصغيرة جدا. ومع ذلك، فإن هذه الأخيرة هي التي تخلق فرص الشغل بقوة (كثافة العمالة) والتي يستهدف إنتاجها السوق المحلية بشكل أساسي. وفي نهاية المطاف، فإن مسألة الشغل ومحدداتها الماكرو-اقتصادية هي مسألة خيارات سياسية والنموذج التنموي الجاري به العمل.
*ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.