عاد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الأسبق، لممارسة هوايته المفضلة في "ازدواجية الخطاب" و"قول الشيء ونقيضه"، خلال مهرجان خطابي تضامني مع غزة، أمس الأحد، نظمه حزبه في مسرح محمد الخامس بالرباط. وقال بنكيران، إن حزب العدالة والتنمية أخطأ في التوقيع على اتفاقية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وذلك خلال ولاية رئيس الحكومة السابق وزميله في الحزب سعد الدين العثماني. وكان بنكيران من أشد المدافعين عن الاتفاق الذي وقع مع إسرائيل في دجنبر 2020، معتبرا حينها أن "المصباح" جزء من بنية الحكم في الدولة، ولا يمكنه بالتالي رفض التوقيع. وأكد بنكيران حينها في فيديو نشره على صحفته الرسمية على فيسبوك، رفضه التام للجدل المثار على توقيع زميله سعد الدين العثماني على اتفاق "التطبيع" مع إسرائيل بعد مواقف مناقضة له سابقا. وشدد على "رفضه الحديث عن إقالة العثماني وتكليف نائبه، لأن ذلك ليس هو العدالة والتنمية الذي يعرف"، معتبراً أن "الحزب ليس حزبا عاديا، بل يرأس الحكومة، وعضو أساسي في بنية الدولة، ويتخذ القرار في القضايا المصيرية". على النقيض، قال بنكيران في المهرجان الخطابي، مساء الأحد، بحضور السفير الفلسطيني في الرباط جمال الشوبكي، إن "حزب العدالة والتنمية لم يكن في أي مرحلة من تاريخه مع التطبيع ولن يقبل بأن يكون مع التطبيع". وتابع: "حزب العدالة والتنمية إذا كان قد وقع في خطأ التوقيع على التطبيع، فهذا خطأ نعترف به، لكن لم يكن الحزب في أي مرحلة من تاريخه مع التطبيع". وعلقت البرلمانية السابقة عن حزب العدالة والتنمية إيمان اليعقوبي، في حسابه الشخصي بفيسبوك، على تناقضات بنكيران، بقولها: "إلى متى سيواصل بنكيران المتاجرة بإخوانه لتصفية حسابات لحد الآن لا يعلمها الكثيرون مثلي ولا أحد قادر على أن يفهم مصدرها؟"، مضيفة "ولأي حد يمكن أن تصل هذه الحسابات حتى يستغل القضية الفلسطينية لهذا الأمر؟ بل ويتناقض مع نفسه ومع ما بقي مسجلا ضده في التاريخ وما تلفظ به بلسانه؟". وأضافت: "عيب جدا أن يصل الأمر لهذا المستوى. عيب جدا وخصوصا استغلال معاناة الفلسطينيين لضرب إخوانك في الحزب، عوض أن تعلمك معاناتهم معنى الأخوة والتسامح وأن الموت قريب وأن هذه التناقضات سيحاسب عليها المرء يوم القيامة".