تنطلق غدا السبت، منافسات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم النسوية (كان 2024) بالمغرب، وسط أجواء حماسية وترقب كبير، في نسخة تعد من بين الأقوى والأكثر تنافسية في تاريخ المسابقة، بالنظر إلى تطور مستوى المنتخبات الإفريقية وتزايد حضور اللاعبات المحترفات في الدوريات العالمية. ومع احتضان المملكة لهذه التظاهرة القارية للمرة الثانية تواليا، يدخل المنتخب الوطني للسيدات غمار المنافسة مرشحا فوق العادة، إلى جانب منتخبي نيجيرياوجنوب إفريقيا، في وقت تسعى فيه منتخبات أخرى، مثل زامبياوغانا، إلى قلب المعادلة وخلق المفاجأة. المغرب.. تطور متسارع وطموح مشروع ويخوض المنتخب المغربي البطولة بثوب المرشح لاكتساح اللقب، مستفيدا من عامل الأرض والجمهور، وبدفعة معنوية قوية بعد التألق في كأس العالم 2023، حيث تمكن من بلوغ دور ال16 في أول مشاركة مونديالية. ويقود المنتخب المدرب الإسباني خورخي فيلدا، الذي يعرف جيدا طريق التتويج، بعد قيادته لمنتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم. ويُعوّل على تشكيلة متجانسة تجمع بين لاعبات متمرسات وشابات صاعدات، على رأسهن القائدة غزلان الشباك. ويحتل المنتخب المغربي المركز الثالث قاريا حسب تصنيف الفيفا، وهي مكانة تعكس الطفرة الكبيرة التي عرفها الفريق الوطني النسوي خلال السنوات القليلة الماضية. البداية أمام زامبيا يفتتح المنتخب المغربي مشواره في البطولة بمواجهة صعبة أمام زامبيا، مساء غد السبت على الساعة التاسعة مساء، على أرضية ملعب الرباط الأولمبي، ثم يواجه الكونغو الديمقراطية يوم الأربعاء القادم في نفس التوقيت، ويختتم دور المجموعات بملاقاة السنغال يوم السبت 12 يوليوز في نفس التوقيت. وتنص لوائح البطولة على تأهل صاحبي المركزين الأول والثاني عن كل مجموعة إلى دور ربع النهائي، إلى جانب أفضل منتخبين يحتلان المركز الثالث. التتويج.. حلم مشروع ويؤكد عدد من المتتبعين والمحللين، أن المنتخب المغربي يملك من المؤهلات ما يكفي للمنافسة على اللقب، شريطة استثمار عاملي الأرض والجمهور، والتعامل بذكاء مع الخصوم، خاصة في ظل التقارب الكبير بين مستويات المنتخبات الإفريقية في السنوات الأخيرة. نيجيرياوجنوب إفريقيا.. ثقل التاريخ وواقعية الحاضر من جانبه يظل المنتخب النيجيري، المصنف أولا قاريا، أبرز المرشحين للتتويج، وهو الذي اعتاد على منصات التتويج القارية بتسعة ألقاب. ويضم المنتخب النيجيري لاعبات محترفات في أعلى المستويات، ما يعزز حظوظه رغم تراجع نتائجه نسبيا في الآونة الأخيرة. في المقابل، يدخل منتخب جنوب إفريقيا غمار المنافسة حاملا للقب النسخة السابقة، وبتجربة متراكمة في البطولة، بعد أن بلغ النهائي أربع مرات قبل تتويجه الأخير. ويأمل "البانيانا بانيانا" في تأكيد تفوقه القاري وتعزيز رصيده بلقب جديد. منافسون قادمون من الخلف إلى جانب الثلاثي المرشح بقوة، تبرز منتخبات أخرى كسائر المنافسين الجدد، أبرزها زامبيا، التي سجلت حضورا مشرفا في المحافل الدولية مؤخرا، وتملك لاعبات محترفات في دوريات أوروبية وآسيوية. كما يُنتظر الكثير من منتخبات غانا وتونس والسنغال، في ظل تقارب المستويات وتنامي الاهتمام بالكرة النسوية في بلدانها. ومهما يكن، فإن "كان 2024" مرشح ليكون محطة فارقة في تاريخ الكرة النسوية الإفريقية، ليس فقط على مستوى التنافس، بل كذلك على صعيد التنظيم، الحضور الجماهيري، واهتمام الإعلام، في ظل الزخم المتزايد حول كرة السيدات داخل القارة.