في سياق التنافس العالمي على استقطاب الاستثمارات المتقدمة في قطاع الطيران، رسّخ المغرب موقعه كمركز صناعي صاعد وفاعل استراتيجي في سلاسل إنتاج الطائرات، بعد أن اختارت مجموعة "سافران" (Safran) الفرنسية إنشاء مركبها الصناعي الجديد الذي يعد ثاني موقع لإنتاج المحرك LEAP-1A على الصعيد العالمي، في منطقة النواصر، بدل دول أخرى كانت في الأصل مرشحة لاحتضان المشروع. ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الإثنين بالنواصر، حفل تقديم وإطلاق أشغال إنجاز المركب الصناعي لمحركات الطائرات، التابع لمجموعة "سافران"، المشروع المهيكل الذي يعزز مكانة المغرب كقطب استراتيجي عالمي لصناعة الطيران. إقرأ أيضا: الملك محمد السادس يترأس إطلاق مركب صناعي لمحركات الطائرات بالنواصر وسيضم هذا المركب، الذي ستحتضنه المنصة الصناعية المندمجة المخصصة لمهن الطيران والفضاء "ميدبارك" بالنواصر، مصنعا لتجميع واختبار محركات الطائرات لمجموعة "سافران"، وآخر مخصص لأنشطة صيانة وإصلاح محركات الطائرات من الجيل الجديد LEAP. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن القرار جاء بعد دراسة معمقة للمزايا التنافسية التي يوفرها المغرب، سواء على مستوى الكفاءات البشرية المؤهلة أو البنيات التحتية الصناعية المتطورة أو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يميز بيئة الأعمال في المملكة. ويأتي المشروع الجديد، المخصص لإنتاج محرك LEAP-1A عالي الكفاءة، ليعزز الحضور الصناعي لمجموعة "سافران" بالمغرب، ويؤكد الثقة المتزايدة في المنصة الصناعية الوطنية، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. وقال المدير العام للمجموعة، أوليفييه أندرييس، بمناسبة إطلاق المشروع، إن اختيار المغرب "لم يكن صدفة، بل نتيجة توفره على كفاءات عالية وبنيات تحتية حديثة وإطار ماكرو-اقتصادي مستقر"، مضيفاً أن هذه العوامل الثلاثة شكلت الركائز الأساسية لاعتماد المملكة كوجهة استراتيجية لهذا الاستثمار الصناعي الكبير. وأوضح المتحدث أن الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تنعم به المملكة يعدّ عاملاً حاسماً في اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأمد في صناعات حساسة كصناعة الطيران، مشيراً إلى أن البنية التحتية الحديثة التي توفرها مناطق صناعية مثل "ميدبارك" تمثل رافعة مهمة لجذب الفاعلين الدوليين. كما شدد مسؤولون في "سافران" على أن هذا الاختيار يعكس أيضاً "الثقة المستمدة من الزخم الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس من أجل جعل المغرب منصة صناعية تنافسية على الصعيد العالمي"، في إشارة إلى الرؤية الاستباقية التي أرستها الاستراتيجية الصناعية للمملكة خلال العقدين الأخيرين. ويُرتقب أن يُسهم المركب الجديد في خلق آلاف مناصب الشغل المؤهلة وتعزيز سلسلة القيمة المحلية في قطاع الطيران، ما يعزز تموقع المغرب كوجهة رئيسية للاستثمارات المتقدمة في القارة الإفريقية.