استمتع جمهور مدينة الحسيمة مع العرض الأول للمسرحية الأمازيغية "والو دي رخاوي" للكاتب محمد بوزكو وإخراج الفنان محمد سلطانة، ومن إنتاج فرقة أمزيان للمسرح من الناظور بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة في إطار مشروع إنتاج وترويج الأعمال المسرحية برسم سنة 2025، وذلك يومه السبت 11 أكتوبر 2025 بقاعة المركز الثقافي مولاي الحسن بالحسيمة. ففي هذه الليلة المسرحية، وُلد على الركح مخرج مسرحي جديد يَعِدُ بالكثير، الفنان الشاب محمد سلطانة، الذي خاض أولى تجاربه الإخراجية من خلال نصٍّ مسرحي للكاتب محمد بوزكو، حيث امتزجت الفلسفة بالعبث، والكوميديا السوداء بالتجريد، في قراءةٍ فنيةٍ لواقعٍ متناقضٍ تغزوه التفاهة والاغتراب الاجتماعي. اختار الفنان والمخرج المسرحي محمد سلطانة أن يخوض مغامرته بممثلتين شابتين، هدى أبعير التي تثبت حضورها بثقة، وشيماء بوطهري التي تخطو خطواتها الأولى على الركح بحماسٍ وتلقائية، مدعومتين بخبرة محمد بنسعيد الذي منح العرض عمقاً وتجربة. أمام أنظار اللجنة الفنية المكونة من الدكتور سالم بلال متخصص في التأليف والنقد في الأدب الحساني، والأستاذة الإعلامية زهور حميش، نجح الفنان محمد سلطانة في توقيع شهادة ميلاده كمخرجٍ مختلف، يملك حساً جمالياً صارماً وفكراً متزناً، يبشر بميلاد صوت إخراجي جديد في المسرح الأمازيغي بالريف. مسرحية (والو ذي رخاوي) من تأليف محمد بوزكو وإخراج محمد سلطانة، تشخيص: محمد بنسعيد، شيماء بوطاهري، هدى أبعير، سينوغرافيا حفيظ خضيري، ملابس سهيلة الظافر، إنجاز الديكور: عبد الصمد الدحماني، موسيقى: إلياس المتوكل، إنارة: عمر ايت شعيب – إلياس دودوحي، محافظ الخشبة: محمد الأمين والقاضي، مكلف بالأكسسوار: محمد اليعقوبي، الإدارة الفنية: محمد أدرغال، العلاقات العامة والتواصل: محمد بومكوسي. تدور أحداث المسرحية في جو عبثي ساخر، حيث تطرح فكرة غريبة لكنها مليئة بالإسقاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. تتمحور القصة حول شخصيتين رئيسيتين: ميس ن تمورث ويدجيس ن تمورث وهما شخصان يمتلكان صناديق مليئة ب"الحلول" لكن المفارقة الغريبة هي أنهما لا يجدان المشاكل التي تحتاج إلى هذه الحلول. ميس ن تمورث (ابن البلد) وحبيبته يدجيس ن تورث (بنت البلد) تمكنا منذ سنوات من العمل والاختراع، من إيجاد حلول كثيرة عبئوها في صناديق بتواريخ تحدد مدة صلاحيتها ووضعوها في قبو ريثما يجدون من يقتنيها منهما. احتفالا بهذا الإنجاز، قرر الحبيبان أن ينهيا علاقتهما العاطفية بالزواج، لكنهما انتبها أنهما اخترعا ووجدا حلولا بدون مشاكل. لذلك تراجعا عن فكرة الزواج إلى أن يجدا مشاكل لحلولهما. لا مشاكل في البلد وهما يتوفران عن حلول بعضها يسير نحو فقدان صلاحيته. لا مفر لِمّيس ن تمورث ويدجيس ن تمورث غير البحث عن مشاكل لحلولهما، أو إيجاد أسواق لبيعها. لكن كل مجهودهما باء بالفشل. فقررا أن يقترحا على الحكومة أن تنشئ وزارة مكلفة بتصنيع المشاكل وتخصص لها ميزانية فريدة موجهة للبحث والتنقيب عن المواد الأولية لصناعة المشاكل. ثم فكرا في تصدير هذه الحلول إلى الخارج وخاصة إلى أوروبا التي تعج بالمشاكل، كهولندة، ألمانيا، السويد وغيرهما من الدول الغارقة في المشاكل.