أكد عزيز أخنوش رئيس الحكومة، اليوم الخميس بمدريد، أن التنظيم المشترك لبطولة كأس العالم لسنة 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، دليل قاطع على قدرة البلدين على "البناء المشترك لمشروع عالمي قائم على الثقة والتنسيق والطموح". وشدد أخنوش في الكلمة الافتتاحية للنسخة الثالثة عشرة من الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، على أن هذا المشروع يتخطى الإطار الرياضي ليجسد رؤية تتخذ من الشباب والمستقبل قبلة لها، وتعبئ المجتمعات نحو هدف ملهم وجامع. كما سلط أخنوش الضوء على البعد الاقتصادي للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن إسبانيا ظلت، للسنة العاشرة على التوالي، أول شريك تجاري للمغرب، حيث بلغ حجم المبادلات التجارية مستويات غير مسبوقة. ووصف هذا التطور بأنه يعكس "الرؤية الملكية السديدة" الرامية إلى خلق "فضاء اقتصادي مندمج قوامه الثقة والاستمرارية والانفتاح". وأضاف أن المبادلات التجارية نمت بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، مما حول الجوار إلى "فضاء حقيقي للفرص" ويجسد تكاملا فعليا بين الاقتصاديين، استكمالا لأشغال المنتدى الاقتصادي المغربي-الإسباني المنعقد أمس الأربعاء. أكد أخنوش أن الشراكة قطعت شوطا هاما منذ الاجتماع السابق في 2022، وتم من خلالها إرساء "حكامة ثنائية قائمة على التخطيط المشترك والتشاور المتواصل والتقييم الدقيق". وفي سياق متجدد، أبرز رئيس الحكومة "أهمية قصوى" للتقاطع الاستراتيجي بين المغرب وإسبانيا بشأن قضية الصحراء المغربية. وأشار إلى ذكر جلالة الملك محمد السادس لموقف إسبانيا "المتسم بالوضوح والثبات وانسجامه مع قرارات مجلس الأمن الدولي" في خطابه الأخير، واصفاً هذا الموقف بأنه "عنصر ثقة جوهري يتجاوز الإطار الثنائي" ويساهم في استقرار المنطقة. وشدد على أن قوة الشراكة تكمن في أن البلدين يشكلان معاً "حلقة استراتيجية فريدة تربط بين أوروبا والمتوسط وإفريقيا والأطلسي". كما تطرق رئيس الحكومة إلى الروابط البشرية المتينة، مشيرا إلى تواجد ما يقارب مليون مغربي في إسبانيا، وجالية إسبانية فاعلة في المغرب، مما يجعل البلدين "فضاء اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا متشابكا ووثيق الصلات".