فقدت الساحة الفنية في 11 ماي 1981 واحدا من كبار الفنانين والذي طبع مرحلة مهمة من الغناء العالمي.يتعلق الأمر بمغني الريغي بوب مارلي. مارلي الذي شكل منعطفا استثنائيا لإيقاع الريغي ومنح جزيرة جامايكا الإشعاع و عرف بها كمهد لموسيقى الريغي التي نافست موسيقى الروك و السول والجاز وغيرها. بوب مارلي الذي انطلق بسيطا من خلال فرقة مغمورة كانت تؤدي أغاني محلية داخل مقاهي وملاهي بكينغستون عاصمة جامايكا قبل أن تتسع الشهرة و يصبح مارلي رمزا لفئة مهمة من شباب الجزيرة بحكم انفتاحه على هموم ومشاكل أقرانه خلال ستينيات القرن الماضي. كما أنه شخصية أثرت في الملايين حول العالم، ليس فقط بهيئته المميزة وجدائل شعره الكثيفة التي عرف بها؛ بل أيضا ببساطة أغانيه التي كانت وراء متنفسا للملايين عبر العالم . وسيظل بوب مارلي، سفير موسيقى الريغي في العالم، شخصية خالدة تتوارثها الأجيال وذلك لتميزه بشخصية مثيرة للاهتمام للغاية فنيا وشكلا ومضمونا فضلا. ولد بوب مارلي في 6 فبراير 1945 . كان والده،نورفال مارلي، الذي كان قبطانا في الجيش البحري البريطاني في الخمسين من العمر عندما تزوج والدته الجامايكية السوداء سيديلا بوكر ذات الثمانية عشر ربيعا. وقبل أن يتم بوب عامه الأول، اضطر الكابتن نورفال إلي هجر زوجته وابنه. في أمريكا اشتغل بوب عامل نظافة في فندق دوبونت حيث كان يمسح الأرض ثم عمل في مصنع سيارات كرايسلر في الفترة المسائية , اجتهد بوب في توفير المال لمواصلة طموحه الموسيقي. وفي هذه الفترة تعرف عن قرب علي حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولاياتالمتحدة، كما شاهد بعينيه المعاملة العنصرية القاسية التي يتعرض لها السود هناك مما ترك أثرا عميقا في نفسه انعكس في أغانيه لاحقا. في سنة 1962، تقدم بوب إلي اختبار مع المنتج ليزلي كونغ الذي أُعجب بقدراته وأنتج له أول أغنية « لا تَحكم » Not Judge التي لاقت نجاحاً متوسطاً،قرر بوب أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق طموحه هي تكوين فرقة. وهكذا ما كان حيث استطاع تكوين فرقة « البَكَّاؤون » The Wailers (الويلرز) مع خمسة من أصدقائه منهم ريتا مارلي التي ستصبح زوجته فيما بعد. في صيف 1971، دعا المغني الأمريكي جوني ناش صديقه بوب مارلي ليرافقه في جولة في السويد. وعندما ذهب إلى لندن كان هاجس العالمية يشغل تفكيره. وفي محاولة يائسة منه للبحث عن منفذ نحو العالمية، دخل مكتب شركة « تسجيلات الجزيرة » Island Records في لندن وطلب مقابلة مالكها كريس بلاكويل واتم صفقة كانت بداية الطريق نحو العالمية. لم تكن ديانة الرستفارية التي كان يؤمن بها مارلي غريبة من حيث النشأة والأصل فقط ولكن معتقداتها أيضا تسببت في موت مارلي بالسرطان. فقد اكتشف إصابته بعدما جرح أصبع قدمه أثناء لعب كره القدم في لندن عام 1977، وعلى الرغم من علاج الجرح لكنه لم يلتئم وبعد التشخيص الصحيح تأكد من إصابته بسرطان الجلد الذي نما تحت ظفر إصبعه وطلب منه الأطباء بتر الأصبع لإنهاء المرض سريعا لكنه رفض بسبب معتقداته الدينية وتابع حياته؛ إلا أن الأطباء اكتشفوا تفشي مرض السرطان في جسده ولا أمل في علاجه خاصة بعدما وصل للمعدة وإحدى الرئتين. وفي النهاية، توصل المرض إلى دماغه مما تسبب في نهاية حياة أسطورة الريجي بميامي الأمريكية في 11 مايو 1981 وأقيمت له جنازة رسمية وشعبية. وقد أثيرت موجة من الجدل الواسعة سنة 2005 حول نقل رفات مارلي الذي توفي في السادسة والثلاثين من عمره جراء إصابته بمرض السرطان، من مثواه في جامايكا إلى مثواه الروحي، أثيوبيا، ما أثار استياء جامايكا التي تعتبره جزءا من تراثها القومي.