تواصل قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية مسيرة من طرف المخابرات الجزائرية الضغط على الحكومة الإسبانية بهدف إجبارها على التراجع عن موقفها من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية .و بمتابعة لمجمل التطورات المتعلقة بهذا الموضوع ، يتضح أنه بالقدر الذي تصر فيه تلك القيادة الخالدة، الجاثمة على صدور الموجودين بمخيمات لحمادة ، على ممارسة الضغط والابتزاز، بنفس القدر، أو أكثر منه ، تتضح العزلة الخانقة التي تضيق الخناق على عنقها في إحدى الدول التي كانت تعتبر معاقلها التقليدية .حيث تكشف أشكال الضغط الممارس عن عدم اهتمام مطلق من طرف الرأي العام الإسباني. وهكذا لم تعد قيادة الجبهة مسخرة في ذلك من طرف المخابرات الجزائرية تملك من أشكالا احتجاجية غير تنظيم وقفة احتجاجية بمدريد حضرها عشرات من الأشخاص من عناصر الجبهة نفسها الذين تم تجميعهم، وتكلفت السفارة الجزائرية هناك بنقلهم من العديد من المدن الإسبانية القريبة و البعيدة. كما حرصت نفس السفارة على توفير جميع الشروط والظروف بهدف تنظيم وقفة جماهيرية عارمة. والذي حدث أن الوقفة حضرها عددٍمحدود جدا من الأشخاص، في حين سجل غياب شبه مطلق للإسبان بما في ذلك المنتمين إلى اليسار الإسباني. وتكرر نفس المشهد في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها قيادة الجبهة الانفصالية مسخرة من المخابرات الجزائرية أمام قنصلية المملكة المغربية بكناريا، حيث اضطر المحتجون إلى فك الاعتصام بعد لحظات من بدايته بسبب فشله. ولم يكن لهاتين الوقفتين أي صدى في وسائل الإعلام الإسبانية.
ولم تعد تملك القيادة الانفصالية الخالدة من أشكال ضغط، غير إرسال سيدة لا يعرفها حتى أعضاء الجبهة الانفصالية أنفسهم، لإجراء لقاءات في إحدى جهات إسبانيا، ولم تحظ إلا بعناية شخص واحد من المنتخبين المحليين.
هذه الأشكال الاحتجاجية الفاشلة كشفت عن فتور إسباني غير مسبوق تجاه البوليساريو والجزائر في نفس الوقت .لذلك نكرر ، ربة ضارة نافعة، وما حدث كشف عن منافع كثيرة لنا فيما يتعلق بتعاطي الإسبان مع التطورات المتعلقة بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. للتواصل مع الأستاذ الكاتب : [email protected]