وجه المنتدى البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج الملتئم بمدينة مراكش رسالة عاجلة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغاله من أجل حماية أرواح الأبرياء بمنطقة الشرق الأوسط. وأجمع متحدثون بالمنتدى صباح يومه الجمعة 23 ماي، على أن الحوار والسعي إلى السلام وانتزاع فتيل التوترات من شأنه أن يجعل المنطقة أكثر أمانا، وفضاء للتعايش والاستقرار، داعين إلى استثمار الفرص الاقتصادية والثقافية، وفسح المجال للعمل المشترك والتكامل والمضي جماعيا نحو المستقبل. كما دعوا إلى ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة والتي يؤدي ثمنها في المقام الأول الأطفال والنساء، وإطلاق سراح الرهائن، وحماية أرواح المدنيين الأبرياء في إطار احترام حقوق الإنسان. جوليو شينتيميرو: تطلعات مشروعة لبناء عالم مستقر قابل للعيش المشترك للإنسانية وفي هذا السياق، أبرز السيد جوليو شينتيميرو رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط أن ملتقى مراكش مناسبة جد سانحة للتباحث في مجمل القضايا المطروحة على طاولة النقاش سواء على مستوى المنطقة الأورومتوسطية أو على المستوى الدولي، مشيدا بما وصفه بدبلوماسية المحيطات ودبلوماسية الماء التي بات يتيحها هذا الفضاء من التقاء سنوي بين برلمانيي عشرات الدول من مختلف القارات للإعراب عن هواجسهم، وكذا لاستعراض تطلعاتهم المشروعة بخصوص عالم نموذجي مستقر قابل للعيش المشترك للإنسانية. وتطرق بعد ذلك إلى أوجه التنسيق مع مجلس الأمن والأمم المتحدة للتحكم في سلبيات الذكاء الاصطناعي وجعله آلية للتقدم بالبشرية وليس وسيلة لتخلفها. ولد الرشيد: التنمية ركيزة للسلم وبديل واقعي للإرهاب والانفصال وعلى نفس المنوال، أكد السيد محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين المغربي بأن التنمية تمثل الركيزة الأساسية لإرساء السلم والأمن والاستقرار، وتشكل البديل العملي والواقعي الذي يملأ الفراغ الذي قد تستغله المنظمات الإرهابية والانفصالية والإجرامية. وأشار من هذا المنطلق، على أن النقاشات الاقتصادية في منتدى مراكش لا تكتسي فقط بعدا تنمويا، بل تشكل مدخلا جوهريا لبناء نموذج إقليمي للسلم والاستقرار، يضمن لشعوب منطقتي البحر الأبيض المتوسط والخليج سبل العيش الكريم، ويوفر فرص الاندماج والمشاركة الفاعلة في مسارات التنمية الشاملة. وواصل ولد الرشيد بقوله "إننا، كبرلمانات تمثل صوت شعوب المنطقة، مدعوون للاضطلاع بدور محوري في الترافع من أجل تحقيق هذه الأهداف، والمساهمة في وضع التشريعات الملائمة التي من شأنها تسهيل مسارات التكامل والاندماج والتعاون المشترك. وفي هذا الإطار، يجدر التنبيه إلى أن أحد أبرز التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم يتمثل في إرساء حكامة فعالة للذكاء الاصطناعي، لما لهذا الموضوع من أثر بالغ على مستقبل الأجيال القادمة. ويقتضي كسب هذا التحدي اعتماد مقاربة جماعية قائمة على التعلم المتبادل، من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات المتوفرة في مختلف الأنظمة القانونية والتشريعية عبر العالم". والجدير بالذكر أن المنتدى البرلماني الاقتصادي في نسخته الثالثة ينكب على مناقشة محاور آفاق الاقتصاد الكلي للمنطقة الأورومتوسطية والخليجية، وتحولات التجارة الدولية والتمويل في المنطقتين، والتحول والأمن الطاقي، وأخيرا الذكاء الاصطناعي وحكامة استعماله من خلال الرقابة البرلمانية.